غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“نفسنا نعيش زي باقي أطفال العالم… واحنا صامدين في أرضنا”، بهذه الكلمات التي تخرج من طفلٍ ممتلئٍ بالصمود والعزيمة، مطلع العام الجديد، وما يحمله من آلامٍ وأحلامٍ هي حقٌ لكلّ طفلٍ في غزة، يطلقها رسالة للعالم أجمع لا سيما أولئك في المنظمات الحقوقية الدولية الذين كانوا طوال عقودٍ سابقة يتباكون على حقوق الأطفال والنساء في العالم العربي والإسلامي، واليوم أصيبت أعينهم بالعمى.
في ظاهره طفلٌ لكنّ ما خبره خلال أيام العدوان الغاشم المتواصل جعلته يتحدث بحكمة كهلٍ عركته الحروب وصقلته التجارب، وشيبته الأهوال والدماء والمجازر التي رآها.
ورغم إصراره وقوة “شكيمته” وكلماته التي يختبئ خلفها رجلٌ ثائرٌ صامدٌ في أرضه، لكنّه يأمل رغم كل شيء أن تنتهي الحرب، ويتوقف العدوان لأنّه يرد ببساطة وفقط وكما هو حال كل أطفال العالم.. “يا ربّ الحرب تخلّص.. بدّي أفرح”.
طفلةٌ أخرى من غزة، تبثها للعالم رسالةً قويةً وواثقة مطلع العام الجديد، لتقول: قالوا غزة مدمرة… قلت بإيدينا راح ترجع معمرة”.
وتكمل قصيدتها، بالقول: قالوا الروح أغلى قلت غزة أحلى
قالوا العمر رايح .. قلت فراق غزة جارح
قالوا الهجر غصب.. قلت البعد عن غزة صعب
قالوا غزة غير.. قلت لهم كل شي حصل خير
قالوا غزة مدمرة.. قلت بإيدينا راح ترجع معمرة
قالوا الراية مرفوعة.. قلت لهم كلمة غزة مسموعة
قالوا نافش حالك ومفكر حالك بيك.. قلت لهم مش بإيدي كل الغزاوية هيك
قالوا عينك قوية.. قلت لهم أنا ابن غزة الأبية
قالوا غزة مو إلنا.. قلت غزة إلنا واللي موعاجبه يرحل عنا
قالوا بالطول بالعرض.. قلت وبغزة بنهز الأرض
الطفلة “زهوة”، توجه رسالة ثالثة للعالم تؤكد فيها على أنّ أطفال غزة يشتاقون لحضن آبائهم، والعودة لحياتهم الطبيعية، في الدراسة والزراعة والعمل.
وتتابع زهوة بالقول: “اشتقت لحضن أبوي الدافي.. أخذوه مني.. هذي الحرب اخذت مني حاجات كثير حلوة”.
وتضيف بالقول: “في كل الدول العربية أطفالهم بروحوا ع المدارس وبتعلموا.. طيب ليش إحنا؟ كيف بدنا نكبر ونصير واحنا مش متعلمين.. لازم نتعلم ونكبر ونكون شاطرين”.
واستقبل أطفال غزة العام الجديد، بمزيد من المجازر التي ارتكبها العدوان الصهيوني الغاشم، وظهر عددٌ من الأطفال وهم يجلسون أمام عائلاتهم أثناء صلاة الجنازة عليهم وهم يرقبون المشهد بحزنٍ وألم.
ويتعرض أطفال غزة وبشكلٍ يومٍ منذ سبع وثمانين يومًا لعدوان غاشمٍ وكانت حصيلة الشهداء في غالبيتها من الأطفال والنساء، ويحرمون من أبسط الحقوق الإنسانية من غذاء ودواء وثياب ومأوى.
أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة د. أشرف القدرة، اليوم الاثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 13 مجزرة في القطاع، خلفت 156 شهيدا و246 إصابة.
وأعلن القدرة، في بيان صحفي وصل للمركز الفلسطيني للإعلام، عن ارتفاع حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إلى 21978 شهيدا و57697 مصابا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
فيما أكد الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء نهاية العام 2023 أن أن 98% من الشهداء الذين سجلوا عام 2023 كانوا من قطاع غزة، منهم نحو 9 آلاف طفل و6450 امرأة.