رام الله / PNN- قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن المعتقلين ناصر الشاويش (50 عاما) من بلدة عقابا شمال طوباس، ووسيم مليطات (39 عاماً)، من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، يعانيان ظروف اعتقالية صعبة.
وأوضحت محامية الهيئة، بعد زيارتها الأخيرة لسجن “جلبوع”، أن وضع المعتقل الشاويش تدهور بشكل كبير بعد تلقيه خبر وفاة والدته بتاريخ 13/04/2024، وقبلها صدمة استشهاد أخيه المعتقل خالد بين يديه في مستشفى سجن “الرملة”، والذي لقي حتفه نتيجة تعرضه لجريمة إهمال طبي متعمد يوم 21/02/2024، حيث ترك هذا الفقدان أثرا كبيرا عليه.
ويعاني الشاويش على الصعيد الصحي، من مشاكل عديدة في الحوض والعامود الفقري، سببها هشاشة في العظام، بسبب نقص حاد في فيتامين “د”، وهذا النقص سببه عدم التعرض للشمس والرطوبة العالية في السجن، وخلال فترة الحرب تم منع جميع الأدوية عنه.
علاوة على ما سبق، فقد تعرض الأسير قبل عدة أشهر خلال نقله في البوسطة من سجن “نفحة” إلى “جلبوع” إلى الاعتداء بشكل وحشي من قبل السجانين، تسبب له في كسور بالأضلاع، والقفص الصدري، وفقد أغلب أسنانه الأمامية العلوية نتيجة لذلك.
وفيما يتعلق بظروف الأسر، تقول المحامية نقلا عن الأسير: “الضرب و المسبات ما زالت مستمرة، اقتحامات الغرف ورش الغاز المسيل للدموع لم يتوقف، الأكل سيء ولا تحسن يذكر، نأكل في صحون ومعالق بلاستيك، والتي تبدل كل أسبوع مرة، الأمراض منتشرة بين الأسرى، وخاصة الأمراض الجلدية، أكثر من نصف الأسرى في كل الأقسام مصابون بمرض الجرب، لا أدوية ولا علاج، كيس شامبو أحادي الاستعمال يعطي للأسير لاستعماله لمدة أسبوع ، حتى فرشاة الأسنان سحبوها من الأقسام من شهر ونصف تقريبا، لا كتب ولا أقلام، باختصار أوضاع السجون رجعت لما كانت عليه في سنوات الستينات وأسوأ، فقد الأسرى كل ما كان لديهم من إنجازات، والظروف التي نعيشها لا يتحملها إنسان”.
علما أن الشاويش معتقل منذ تاريخ 02/06/2002، وصدر بحقه حكما بالسجن المؤبد 4 مرات، وقد واجه تحقيقا قاسيا استمر أكثر من ثلاثة أشهر بعد اعتقاله.
للأسير الشاويش نجلان (خالد وهبة الله)، تمكن من رؤيتهم لأول مرة عام 2005، كما استطاع استكمال دراسته داخل الأسر، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير، و ألف ديوان شعر بعنوان ” أنا سيد المعنى”.
وبخصوص المعتقل مليطات، فقد تعرض في “جلبوع” للتنكيل والضرب المبرح في جميع أنحاء جسمه وتحديداً رجله اليمنى، التي تورمت ولا يستطيع ثنيها لغاية اليوم، وآثار الضرب ما زالت ظاهرة على جسده، حيث قام مجموعة من السجانين بمداهمة الغرفة التي يقبع فيها المعتقلون، وقاموا بضربهم بشكل وحشي بالأيدي والعصي دون سبب يذكر.
ويقول مليطات: “الأوضاع في “جلبوع” سيئة جداً، حيث يتم تقديم الخضروات مقطعه ذابلة بكميات قليلة وغير كافية، ويمنع أي معتقل من طلب أدنى الأمور، وفي حال حصل ذلك يتم الاعتداء عليه، كما جرى مع المعتقل أمير عزيزي من مدينة نابلس، حيث تم الاعتداء عليه، لأنه طلب أن يتم نقله من الغرفة التي كان يتواجد فيها الى غرفة أخرى.
يذكر أن مليطات اُعتقل وهو طفلاً في عمر الـ17 عاماً، وعقب اعتقاله تعرض لتحقيقٍ قاسٍ استمر لأكثر من 68 يوماً، ولاحقاً حكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد و30 عاماً، وأكمل دراسته وهو بالأسر، وحصل على شهادة الثانوية العامة، ودرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الأقصى، والعلوم السياسية من جامعة القدس، كما حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية من ذات الجامعة، ويعتبر من المعتقلين الفاعلين في سجون الاحتلال، ولهم دور معرفي وفكري هام بين رفاقه المعتقلين، حيث ساهم بالعديد من الكتابات الأدبية والنثرية.
ونددت الهيئة بخطورة هذه الممارسات، كما طالبت المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية بالقيام بواجبها على أكمل وجه، من أجل إنقاذ حياة المعتقلين، وعدم تركهم فريسة لهذا الإجرام المنظم الذي يتصاعد يوما بعد يوم دون حسيب، أو رقيب.