[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
على مدار 12 يومًا، شغلت الطفلة الفلسطينية هند رجب العالم كله بنداء استغاثة أطلقته، وهي عالقة في سيارة بين جثامين 5 شهداء من أفراد عائلتها، بعد إطلاق الاحتلال النار نحوهم في غزة، ولكن الاحتلال تجاهل نداءها، بقل قتل طاقم الإسعاف الذي حاول الوصول إليها، وإنقاذها.
وبعد تراجع الاحتلال عن غرب غزة، صباح السبت، عثر الأهالي على هند (ستة أعوام)، وقد فارقت الحياة بين جثامين أقاربها الذين استشهدوا داخل السيارة، التي كانت تقلهم، عند دوار المالية بمنطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، بعد إطلاق الاحتلال النار نحوهم قبل 12 يومًا.
وعثر الهلال الأحمر الفلسطيني أيضا على جثتي مسعفين اثنين، أوفدهما لإنقاذ هند، بعد تلقيه نداء الاستغاثة بالهاتف.
واستقلت الطفلة هند السيارة مع عمها وعمتها، وثلاثة من أبناء عمها، هربا من منطقتهم، بعدما أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان المنطقة الغربية للمدينة، بالخروج منها، والتحرك جنوبا.
وأظهرت مكالمة هاتفية بين الطفلة هند والعاملين في الإسعاف أنها كانت الوحيدة على قيد الحياة، داخل السيارة، وبقيت مختبئة من قوات الاحتلال، بين جثث أقاربها.
وانتهى الاتصال بينها وبين المسعفين وهي تطلب النجدة، عندما انقطع الخط وسط صوت المزيد من إطلاق النار.
العثور على الشهداء
وتمكن المسعفون في الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى المنطقة، وعثروا على سيارة من نوع كيا سوداء اللون، التي كانت هند على متنها، حيث وجد المسعفون زجاجها مهشمأ وأثار طلقات الرصاص على جوانبها.
وقال أحد المسعفين إن هند كانت بين ست جثث داخل السيارة، ظهرت على جميعها علامات إطلاق النار والقصف.
وعلى بعد أمتار قليلة، كانت سيارة أخرى محترقة تماما ومحركها على الأرض، هي سيارة الإسعاف التي أوفدت لإنقاذ هند، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأضافت المنظمة الإنسانية أن طاقمها، يوسف الزينو وأحمد المدهون، استشهدا عندما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة الإسعاف.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، تعمد الاحتلال استهداف سيارة الإسعاف فور وصولها إلى مكان الحادث، يوم 29 يناير كانون الثاني.
وجاء في البيان أن: “الاحتلال الإسرائيلي استهدف عمدا طاقم الهلال الأحمر، على الرغم من حصوله على الموافقة بوصول سيارة الإسعاف إلى مكان الحادث، لإنقاذ الطفلة هند”.
وقال الهلال الأحمرالفلسطيني: إن الأمر استغرق ساعات طويلة للحصول على موافقة الجيش الإسرائيلي، قبل إرسال المسعفين إلى هند.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر نبال فرسخ: “حصلنا على الموافقة. حصلنا على الضوء الأخضر. وعند وصول الطاقم أكدا أنهما يستطيعان رؤية السيارة، التي كانت هند عالقة فيها، وأنهما يستطيعان رؤيتها، وآخر ما سمعناه هو إطلاق نار متواصل”.
وبعد نشر المكالمة الهاتفية بين هند والعاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني، ارتفعت المطالبات بكشف حقيقة ما وقع لها.
حرقتم قلبي
وعبّرت وسام رجب؛ والدة الطفلة الشهيدة هند رجب (6 سنوات)، عن حزنها الشديد الممزوج بالغضب من المنظمات الحقوقية الدولية، بعدما تلقت صباح اليوم السبت نبأ استشهاد ابنتها عقب محاصرتها في سيارة رفقة أفرادٍ من عائلتها لنحو أسبوعين.
وبينما كانت تتفقد جثمان صغيرتها، قالت والدة هند في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية: “منذ اليوم الأول قلت لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، إن هند مصابة اذهبوا لنجدتها (..) حسبنا الله على كل واحد تخاذل”.
وتابعت في رسالتها للمنظمات الحقوقية: “حرقتم قلبي على ابنتي، سأسألكم أمام الله يوم القيامة عليها”.
وأكدت الأم المكلومة أنها سترفع قضية ابنتها التي قتلها الاحتلال الإسرائيلي، إلى المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
وكانت والدة الطفلة هند روت في حديثٍ سابق لوسائل الإعلام، أنّ طفلتها ركبت يوم 29 يناير/ كانون الثاني المنصرم، سيارة أحد أقاربها وهو بشار حمادة وعائلته؛ في طريقهم للنزوح من حيّ تل الهوى لمكانٍ أكثر أمانًا؛ بعدما أعاد جيش الاحتلال توغله في عدة أماكن غرب غزة.
وعندما تحركت السيارة قليلًا، بدأت رصاص الاحتلال الغادر يتوجه صوبهم؛ ما أدى لارتقاء بشار وزوجته وأطفالهما، وبقيت هند برفقة قريبتها ليان (15 عامًا)، وبعدما طلبا النجدة تواصل “الهلال الأحمر” معهما.
ووثق تسجيل صوتي، رد ليان بصوتٍ مرتجف وخائف وهي تُخبر الطواقم الطبية، بأنهم يتعرضون لإطلاق نار مباشر من الاحتلال.
وأكد الهلال الأحمر أن طواقهما التي تواصلت مع الطفلتين، سمع أصوات إطلاق النار وهم على الهاتف، كما سمعوا صرخات ليان الأخيرة قبل أن يُصيبها الرصاص وترتقي شهيدة لتلتحق بباقي أفراد عائلتها.
كل ذلك حدث، بينما هند تقبع بالسيارة التي يملأها الدماء وحولها جثث أقاربها، ما زاد من صعوبة الموقف عليها، فلا أحد يقف إلى جانبها ويهدأ من روعها.
وفي المكالمات الهاتفية التي كانت تُجريها هند مع عائلتها كانت الطفلة ذات الـ 6 سنوات، تُعبّر عن خوفها الدائم وشدة الألم الذي تشعر به إثر إصابتها برصاص الاحتلال: “كلهم ماتوا.. ما ضل حدا غيري.. أنا خايفة وموجوعة كتير”.
وظلّت هند على هذا الحال، لساعاتٍ طويلة، قبل أن تتمكن الطواقم الطبية من الاتصال بها وتحديد موقعها، حيث كانت تتواجد قرب محطة فارس للوقود في تل الهوى.
وانتظرت هند سيارة الإسعاف التي ذهبت لإنقاذها في ذلك اليوم، وبعد ساعاتٍ قليلة أصبح الفريق الطبي على بعد أمتار قليلة منها، ثم انقطع الاتصال بهم جميعًا.
ومنذ ذلك الحين، ظلت العائلة ترقب عودة ابنتها، وسط مطالبات للمؤسسات الدولية بضرورة التحرك من أجل كشف مصيرها، واليوم كُشفت النهاية المأساوية لهذه الطفلة!
“}]]