(نزال حماس) تمنى الموت للرئيس أبو مازن كالحاخام عوفاديا ؟! بقلم موفق مطر

 ​   

سؤال عالماشي… أفشى رأس من رؤوس حماس سر الحالة التي يعيشها فرع جماعة الإخوان المسلمين المسلح في فلسطين المسمى (حماس) إذ كشف محمد نزال عضو المكتب السياسي للجماعة في آخر لقاء مرئي على فضائية عربية عن صورة بوجهين: الأول المكابرة ونكران المسؤولية عما حدث ويحدث للشعب الفلسطيني منذ انقلابهم الدموي سنة 2007 وحروبهم الفئوية الخمس تباعا، منذ سنة 2008 حتى آخرها في 7 أكتوبر2023 التي منحت منظومة الاحتلال تنفيذ خططها المبيتة، لإطلاق حملة إبادة دموية، تنتهي بنكبة ثانية على الشعب الفلسطيني، فيما تبرز العدائية المطلقة للوطنية الفلسطينية عموما، ولحركة التحرر الوطنية الفلسطينية خصوصا، ولرموزها، ولا ينكرون السجل المشرف لقادتها في دروب الكفاح والنضال الوطني وحسب، بل يذهب هذا الرأس المتضخم بالعدائية إلى حد التطابق مع تمنيات حاخام إسرائيل الأكبر عوفاديا يوسف، ورؤوس آخرين في منظومة الصهيونية الدينية، يتمنون موت رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس أبو مازن، ولا أدل على ذلك من قول نزال علنا :” ماذا قدم الراحل عرفات واللاحق عباس للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية ” !!!!.. وكأنه بذلك يسعى لشطب ستين عاما من الكفاح والنضال الوطني، وإنجازات حركة تحرر وطنية فلسطينية، أوفى قادتها لقسم الإخلاص لفلسطين، ورسخت الوجود الأزلي للشعب الفلسطيني على أرض وطنه، وأبرزت هويته العربية الإنسانية الحضارية .. وانتزعت اعترافا عالميا حتى من المنظومة الصهيونية بالشعب وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية .

كشف نزال عن (جماعة) باتت بعدة رؤوس، منها المتسلح بأنياب وأطراف بمخالب حادة، ومنها الأملس المتسلح بألسنة طويلة لكنها سامة ! ولكن جسم هذه الجماعة اليوم لا علاقة له  بصورة (التنين الأسطوري) .. فهنا رأس اخواني، وهناك رأس ايراني، وهنالك رأس إقليمي، ولكل منها دماغه ومعدته، وأدواته وجيوبه الخاصة !! وإلا ما معنى جواب نزال: “اسأل أسامة حمدان ”  ردا على سؤال حول إعلان حمدان الاتفاق مع فصائل فلسطينية لتشكيل حكومة (مبهمة)، ويزيد الطينة بلة  بقوله: “أما أنا عن نفسي فإني أقول ” .. وهنا لا يهمنا قوله بعد هذه العبارة، وإنما مؤشرات هذه العبارة، وأهمها أن صورة الموقف والرأي الواحد المميزة للجماعة، والنسخة المتكررة في وجوه وألسنة رؤوسها قد تلاشت، ما يؤكد أن حماس وهي الفرع المسلح الأهم في المنطقة، قد دخلت فعلا بعد 7 أكتوبر 2023 مرحلة التخبط، والتعارض، والتشابك المعقد، والاصطدام بالمواقف، نظرا لتعدد الأدمغة المتحكمة بجهازها العصبي وتقسيماته :  التنظيمي والعسكري والسياسي، رغم الضخ الإعلامي المكثف للتعمية على الحقائق، فهذا رأس يتحدث عن استعداد حماس  للانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقبول حكومة كفاءات مهنية  (تكنوقراط) وبعد ساعات، يخرج رأس من عاصمة أخرى ليرفض هذا الطرح كما فعل نزال، والأفظع أن شرارات الاحتكاك الداخلي في المسارات العصبية لرؤوسها، تضاعفت حدتها مع اقتراب موعد لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو، ووضع الحكومة الفلسطينية استقالتها خطيا اليوم أمام الرئيس أبو مازن، لقبولها أو رفضها، بما يتناسب مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني 

نعتقد أن رؤوس حماس – بحكم خلفيتهم الإخوانية – لا يعرفون ولا يتقنون (توزيع الأدوار)، وما شهدناه قبل 7 أكتوبر تميز بأسلوب الخطاب والتواصل، فمنهم المتقن للخداع والتلون، ومنهم الفاضح لتعاميم ومفاهيم الجماعة ومواقفها من كل حدث، وهذه سيرتهم في التعامل مع القضايا الوطنية، فرؤوس الجماعة كانوا في صراع داخلي تحت السطح، وتخبطهم اليوم تؤكد تقديراتنا بأن (حماس غزة) كالسنوار والمتحالفين معه انقلبوا على رؤوس (حماس الخارج) هنية ومشعل والمتحالفون معهم بعمل عسكري في 7 أكتوبر، للفوز بصورة زعامة على النمط الداعشي الإخواني، حتى لو كان ثمنها تحويل تحويل مليوني فلسطيني وأكثر إلى لقم سائغة (لتنين) الصهيونية الدينية، وتحويل قطاع غزة إلى صورة مصغرة للجحيم.

ملاحظة

لا تعكس المقالة وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN وانما تعكس وجهة نظر الكاتب

  

المحتوى ذو الصلة