معركة الأحياء السكنية.. تكتيك إسرائيلي جديد في غزة

 ​   

غزة/ PNN- بدأ الجيش الإسرائيلي تكتيكاً عسكرياً جديداً في الحرب الدائرة مع حركة حماس في قطاع غزة منذ تسعة أشهر، تتمثل فيما يمكن أن يُطلق عليه مصطلح “معركة الأحياء السكنية”، التي رصد استهدافها خلال الأيام الماضية.

ويعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الأحياء السكنية، وطالب السكان بالنزوح منها على اعتبار أنها منطقة عمليات خطرة، الأمر الذي أدى لإخلاء أحياء الشجاعية والتفاح والصبرة والرمال وتل الهوا، وهي مناطق رئيسة بغزة.

ومن شأن التكتيك الإسرائيلي الجديد، أن يؤدي لتفريغ غزة وشمالها من السكان كافة، خاصة وأن المناطق التي تجري بها العمليات العسكرية تقع في شرق وغرب مدينة غزة، الأمر الذي قد يجبر السكان للنزوح عن وسط وجنوب القطاع.

3 أهداف رئيسة

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، لـ”إرم نيوز” إن “التكتيك الإسرائيلي الجديد يأتي لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، أولها الضغط على حركة حماس في المفاوضات الدائرة حديثاً برعاية الوسطاء الإقليميين لتقديم مزيد من التنازلات”.

وأضاف أن “إسرائيل تدرك صعوبة ملف النازحين على حماس، ورغبتها في هذا الملف الذي يهدد استمرار حكمها لغزة بعد انقضاء الحرب”، لافتاً إلى أن “زيادة أعدادهم سيعود بالضرر على الحركة وقدرتها على حكم القطاع”.

وأردف أن “الهدف الثاني يتمثل في التمهيد للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة، التي ستكون في إطار العمليات المباغتة واستهداف مناطق سكنية دون أخرى”، لافتاً إلى أنه “يمكن اعتبار هذا التكتيك إجراء تدريبياً للمرحلة الجديدة”.

وتابع أن “بتقديري، فإن المرحلة الثالثة مرتبطة بالوقت الراهن بنتائج المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، وقد يعلن الجيش الإسرائيلي في أي لحظة الانتقال لهذه المرحلة دون سابق إنذار، في حال شعر بعدم جدية الحركة في تقديم التنازلات اللازمة لإنهاء القتال”.

وأشار صباغ إلى أن “الهدف الثالث تفريغ غزة وشمالها من السكان بقدر الإمكان، فيما يبدو أنه استعداد لسيناريوهات ثانوية تضعها حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية للتعامل مع تلك المناطق في حال فشل التوصل لاتفاق مع حماس”.

ضغط عسكري
أما الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، فرأى أن “إسرائيل تهدف من خلال تكتيكها الجديد للضغط عسكرياً على حماس وسكان القطاع؛ ما يؤدي إلى التوصل لاتفاق تهدئة مرحلي خلال الأيام المقبلة وفق الشروط الإسرائيلية”.

وقال قبها، لـ”إرم نيوز”، إن “مثل هذه العمليات تعتبر من الأهداف الرئيسة والاستراتيجية للاستمرار في الحرب على غزة، حيث أنها تطيل أمد الحرب، وتعطي الجيش الإسرائيلي فرصة للترويج لإنجازات جديدة على الأرض”.

وأضاف، “كما أنها تمكن جيش الاحتلال من إحداث أكبر قدر ممكن من الدمار في مختلف مناطق القطاع، وهو الأمر الذي سيضمن لها انشغال الفلسطينيين بغزة والقائمين على إدارته بعد الحرب لسنوات طويلة في ملف إعادة الإعمار”.

وأفاد بأن “الجيش الإسرائيلي سيوسع من عملياته والتكتيكات العسكرية الخاصة به في غزة خلال الأيام المقبلة؛ ما يزيد الضغط على السكان والجناح المسلح لحماس”، لافتاً إلى أنه “لا يوجد أهداف ملموسة يمكن تحقيقها من الهجوم على الأحياء السكنية”.

وأوضح قبها أن “كل الأمر مرتبط بفقدان الجيش الإسرائيلي لأي أهداف عسكرية جديدة، وفشل مؤسسات  الأمنية في تحديث بنك أهدافها؛ ما يدفعها لعمليات غير مجدية تساهم في إطالة أمد الحرب لحين التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار”.
 

المصدر : إرم نيوز

  

المحتوى ذو الصلة