[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
من تحت الأرض ومن فوقها، ومن بين ركام المنازل المدمرة، يخرج أبطال القسام في مخيم جباليا وبيت لاهيا وعموم شمال غزة، ليواجهوا قوات الاحتلال الإسرائيلي ويؤكدوا أن أرض غزة ستبقى حرام عليهم ومقبرة للغزاة.
وما بين تفجير عبوة معاد تصنيعها، واستهداف بقذيفة ياسين أو تاندوم، وعمليات قنص واشتباكات وتفخيخ منازل، تتعدد أشكال المقاومة اليومية التي يتصدرها مقاومو القسام، يتحاملون على جراحهم ويربطون الحجارة على بطونهم لينفذوا الالتحامات ويخوضوا الملاحم بعد أكثر من 400 يوم على حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية.
وأعلن جيش الاحتلال الأربعاء أن الرائد احتياط روي ساسون (21 عاما)، وهو عسكري في كتيبة نحشون (90) بلواء كفير، قُتل في معركة شمال قطاع غزة في حين أصيب في الحادثة ذاتها ضابط قتالي في كتيبة نحشون (90) لواء كفير بجروح خطيرة.
يأتي ذلك رغم مواصلة الجيش لليوم الـ47 اجتياح محافظة شمال غزة وقتل أكثر من ألفي فلسطيني، مع فرض حصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوبا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
ووفق ما أعلنته قوات الاحتلال؛ فقد قتل أكثر من 31 ضابطا وجنديا إسرائيليا وأصيب العشرات في شمال غزة، في وقت تؤكد مصادر المقاومة أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
ويرى الخبراء أن المقاومة تخوض استراتيجية استنزاف مع قوات الاحتلال التي لم تنجح رغم كل الدمار والقتل الذي ترتكبه وتنتقم فيه من المدنيين.
غزة مقبرة الغزاة
ويؤكد الكاتب السياسي إياد القرا، الضربات اليومية للقسام والمقاومة في مواجهة قوات الاحتلال شمال غزة وكل القطاع يؤكد فشل استراتيجية الاحتلال في قطاع غزة، وأنه كما سبق أن أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم القسام غزة ستبقى مقبرة للغزاة.
وأشار القرا في تصريحات لـ المركز الفلسطيني للإعلام إلى أن الاقتحامات المتكررة لن تحقق أهداف الاحتلال وفي كل مرة يبدو سيكون على موعد يقين مع قواته الغازية، التي لم تنجح سوا في القتل والتدمير ضد المدنيين الفلسطينيين.
كما أشار إلى أن العديد من الأصوات في إسرائيل وحتى الجيش الإسرائيلي عن عبثية استمرار هذا الاجتياح وكل العدوان على قطاع غزة؛ بعد ذلك يحقق أهداف سياسية لنتنياهو الذي يحاول تأخير لحظة حسابه.
وفي مشهد من مشاهد التحامات جنود القسام مع قوات العدو الصهيوني المتوغلة في قطاع غزة، بثت الكتائب صورة لإحدى العمليات التي نفذها شيخ في الـ 60 من عمره، ليثبتوا للعالم كله أن المقاومة متجذرة في دماء الشعب الفلسطيني منذ صغره، ولا تنتهي روح المقاومة لديه عند شيخوخته.
استراتيجية استنزاف
يؤكد العميد ناجي ملاعب الخبير والباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية من لبنان أن استنزاف جيش الاحتلال في قطاع غزة ليس صدفة، بل هو من ضمن استراتيجية المقاومة.
ورأى الخبير اللبناني أن المقاومة التي أعدت ٧ أكتوبر لم تعده من لا شيء، إنما جاء نتيجة بحث وحصول على معلومات واستخبارات قوي جدا من الداخل المحتل، وبالتالي من قام بهذا العمل الجديد لديه معطيات كيف سيتابع المقاومة، وفق تصريحاته التي نقلتها فلسطين أون لاين.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اضطرت على سحب أحد ألويتها الثلاثة التي اقتحمت شمال غزة؛ ليس لأنه نفذ مهمته، بل لخسارته بعض قادته.
ومنذ بدء الاحتلال اجتياحه الثالث لشمال غزة في 5 أكتوبر الماضي، وسط مجازر قتل فيها أكثر من ألفي فلسطيني وأصاب 4 آخرين، يجابه بمقاومة شرسة لم تتوقف لحظة، دللت على كذب إعلان الاحتلال السابق أنه قضى على المقاومة في المنطقة.
ووفق الخبير اللبناني؛ عندما تخسر السرية الإسرائيلية ثلاثة ضباط فإنها تخرج عن الخدمة ويوجب ذلك هيكلتها، وعندما تخسر الكتيبة ٤ آليات، فإنها يجب أن تخرج ويعاد هيكلتها أو تدمج مع كتيبة أخرى. وبين أنه حتى إذا كان هناك نقص في كتيبتين ينتهي لواء الجيش ويجمع مع لواء آخر.
حيوية المقاومة
ويؤكد الخبير ملاعب أن حيوية المقاومة شمال غزة تنبع من عوامل عدة من بينها، صمود الأهالي في الشمال كان مهم جدا، الصمود في الأنفاق ثاني العوامل المهمة في الصمود والقتال، وأهمية الأنفاق للمقاومة أنها ليست للعرض وليست لوسائل الاعلام.
وقال: لا بد من التذكير بعامل آخر، وهو قدرة المقاومة في غزة على صناعة معظم أسلحتها وذخائرها بمستوى متقدم جدا وذلك واضح من طائرات الزواري وقذائف الياسين وغيرها من الانجازات التي تسجل للمقاومة.
وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، قتل 800 عسكري إسرائيلي منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 377 خلال المعارك البرية التي بدأت في 27 من الشهر ذاته. كما أصيب 5 آلاف و381 عسكريا، بينهم ألفان و440 بالمعارك البرية، وفق موقع الجيش، في وقت تؤكد مصادر المقاومة أن الاحتلال يخفي الحصيلة الحقيقية لخسائره بغزة ولبنان، ضمن حرب نفسية وحفاظا على معنويات الإسرائيليين.
العقد القتالية
بدوره، يؤكد الدكتور نضال أبو زيد الخبير العسكري والاستراتيجي من الأردن مع الخبير ملاعب، أن عمليات المقاومة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا، تظهر قدرتها على الحفاظ على استمراريتها وصمودها من خلال أسلوب القتال الذي تخوضه.
وأشار إلى أن المقاومة تعتمد نظام العقد القتالية، القائم على عمل كل عقدة قتالية باستقلال من حيث القيادة والتنفيذ، ضمن معادلة تجمع بين التخطيط المركزي والتنفيذ اللامركزي، ما جعلها قادرة على إعادة إنتاج نفسها في محاور القتال الرئيسة.
ويرى أن المقاومة تعتمد في استراتيجيتها على عمليات استنزاف منضبطة من خلال التركيز على “أهداف الفرصة”، وهي تسبق الاحتلال بخطوة وتحقق عنصر المفاجأة.
وذكر أن الخسائر في صفوف جيش الاحتلال يوقعه تحت ضغط الخسائر وما يعرف عسكريا بالثبات الانفعالي، الذي يفقده مع المدة الطويلة للقتال، وهذا ما يمنح المقاوم ميزة كبيرة أمام قوات الاحتلال.
“}]]