[[{“value”:”
عمّان- المركز الفلسطيني للإعلام
قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريت كاغ، إن الأطباء في غزة يلاحظون ارتفاعاً في معدلات الإجهاض دون معرفة الأسباب وراء ذلك، مشيرة إلى أن سكان القطاع يعيشون في “بؤس رهيب”.
وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال مؤتمر صحفي مقتضب عقدته من عمان عبر تقنية الفيديو مع الصحفيين المعتمدين لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك بمناسبة عودتها مؤخرا من زيارة لغزة.
وأوضحت كاغ أنهال زارت “مستشفى” متنقل فيها جناح للولادة تم تشيده تحت إدارة صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقديم خدمات ولادة بما فيها العمليات القيصرية في “ظل ظروف مروعة وقلق للأمهات حول مستقبل هؤلاء الأطفال”.
وأشارت إلى تقارير من الأطباء في المركز مفادها أنهم يلاحظون ارتفاعا في معدلات الإجهاض في الثلث الأول والثاني من الحمل، ومن غير الواضح “الأسباب وراء ذلك، وسيتم إجراء البحوث حول الأمر”.
وقالت كاغ إن النساء في قطاع غزة يعانين من ضغوطات نفسية وجسدية وصحية.
وبينت أن المستشفى المتنقل نفسه أطفال يعانون “من أمراض خطيرة ومزمنة في كثير من الأحيان لا يمكن علاجها إلا إذا تم إجلاؤهم طبياً خارج غزة”، مشيرة إلى أن عدداً من هؤلاء الأطفال نزح أربع أو خمس مرات داخل غزة، “في كل مرة بحثاً عن الأمان والمأوى الطبي”.
دمار وبؤس
وشددت المسؤولة الأممية على صعوبة استيعاب حجم الدمار، حتى لو كان الشخص يعرف الإحصائيات، مؤكدة أن رؤية الوضع على الأرض تختلف. وأعطت مثالا على ذلك تدمير 87٪ من المرافق الصحية والمستشفيات في غزة.
قالت إن “حجم الدمار الذي لحق بغزة يصعب تصوره. المدنيون يعيشون تحت دوامة رهيبة من البؤس الإنساني، والذي يشمل الدمار والصدمة والأعداد الكبيرة من القتلى”.
وتساءلت “حول ماهية الرسالة التي يتم نقلها حول القدرة على التعافي وإعادة بناء غزة؟”. ورأت المسؤولة الأممية أن هدفها وإطار عملها “السياسي ليس فقط التحدث عن المساعدات الإنسانية، بل وأيضًا محاولة خلق آفاق للأمل، حيث يمكن من خلالها استعادة الكرامة الإنسانية بطريقة ما”.
وأضافت: “لا يمكنني للأسف، استرجاع الخسائر والصدمة، ولكني أحاول خلق مسار يمكن للأطفال من خلاله الحصول (على سبيل المثال) على التعليم غير الرسمي مرة أخرى، وخلق مساحات أمنة للعلاج النفسي، والبدء بالتفكير بإعادة تأهيل البنية الأساسية”.
واستدركت كاغ بالقول: “قد لا نتمكن من عمل كل ذلك في نفس الوقت حيث علينا الاستمرار في تقديم المساعدات، إلا أن هذا جزء من رؤيتي”.
وأشارت المسؤولة الأممية كذلك إلى عمل طواقم إنسانية مختلفة في محاولة لمعالجة النقص الحاد في مرافق إدارة النفايات والصرف الصحي، وخاصة مع درجات الحرارة المرتفعة وخطر تفشي الأمراض المعدية.
آليات العمل
وتوقفت كاغ عند الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية واللاحكومية في عملها داخل غزة بما فيها المنظمات الفلسطينية. ومن ضمن تلك التحديات “غياب القانون والنظام، وصعوبة العمل، وقضايا الوصول، والسلامة والأمن، وصعوبة التوزيع، في حال وصلت البضائع إلى غزة”.
وعبرت عن تقديرها للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية، “التي فقدت معظمها المباني والمعدات وكل شيء… ولكنها مستمرة في عملها ومحاولتها للتخفيف من معاناة شعبها”.
وأكدت أنه وفي حال تم الإعلان عن التوصل لوقف لإطلاق النار وبدء تنفيذه فإن الأمم المتحدة وشركاؤها تعمل “على زيادة الإمدادات من خلال التخزين المسبق من الأردن ومصر، ونحن نطلب من المانحين الاستمرار في التمويل”.
وشددت على أن الآلية، التي تشرف عليها وتم إحداثها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720، “تعمل بشكل جيد، وهي تقوم بجمع إمدادات المساعدات من الأردن وقبرص والضفة الغربية إلى غزة، ونحن نضع البصمات الأخيرة مع مصر، وكما ذكرت من قبل، فإن المراقبين جاهزون للانتشار داخل غزة. وهم جاهزون لاستلام تأشيراتهم حالما تتم الموافقة عليها”.
وأضافت “ولكننا نحتاج إلى وقف فوري وكامل لإطلاق النار (…) وبالطبع استمرار الوصول إلى غزة للبدء في تلبية الاحتياجات”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 39 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 90 ألف آخرين معظمهم أطفال ونساء، وإلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل في البنية التحتية الصحية والتعليمية ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
“}]]