[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
تعيد مشاهد القتل والإجرام في قطاع غزة المنكوب، للأذهان مذبحة مخيم صبرا وشاتيلا، مع فارق الاختلاف في وجوه المُنفذين وصنوف الأسلحة المستخدمة، فيما تواصل آلة الحرب الصهيوأمريكية الفتك في قطاع غزة مخلّفة دمارا هائلا ومشاهد مرعبة وصادمة.
في صبرا وشاتيلا، جرت فظائع لم تنس، ولا تزال راسخة في الذاكرة الفلسطينية، رغم توالي المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين منذ النكبة الفلسطينية عام 1948م.
ما حدث في تلك الأيام في صبرا وشاتيلا من قتل وذبح وإجرام، وما يحدث هذه الأيام بغزة من إبادة مستمرة، وما قبلهما وما بعدهما، يدلل بما لا يدع مجالًا للتأويل، أن الكيان الصهيوني يتغذى على الدم الفلسطيني، وأن إسرائيل تقتل الفلسطيني أينما كان، وبدون أي مبررات أو ذرائع، فالفلسطيني الجيد بالنسبة إليها هو الفلسطيني الميت.
الكاتب صالح ظاهر يقول: لا بد من التفكير في الأحداث والأخبار اليومية والتوقف عند ما نشاهده من مذابح بشعة وحرب إبادة بحق شعبنا الفلسطيني غزة، ولا بد أن نشعر بجراح الناس وآلام الأطفال والنساء المكلومة.
“ولا بد أن نسأل أنفسنا ماذا فعلنا لغزة؟ وهل يعقل أن تتبلّد مشاعرنا بهذا الشكل؟ أين ذهبت الغيرة والمروءة والكرامة عند العرب؟ وأين هي منظمات حقوق الإنسان وإنسانية العالم أمام هذا الإجرام الهمجي؟”، يضيف الكاتب.
ويتابع في مقالة له ” تداهمنا استفسارات كثيرة وغصّات عالقة في الحناجر في ظل تقصيرنا وصمت العالم عن المآسي والفجائع وخذلان القريب والبعيد، وعجز المنظمات الدولية في إيقاف العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني!!”.
ومضى يقول: “أتذكر منذ أن كُنّا صغارا أننا سمعنا عن مخيم صبرا وشاتيلا وعن المجزرة البشعة التي اُرتكبت بحق المدنيين العزّل من الأطفال والنساء والشيوخ، وعن عمليات القتل والتنكيل بالجثث وأدمغة الضحايا المتطايرة على جدران البيوت”.
ويسترسل في حديثه: “لا تزال مشاهد عشرات الجثث المتناثرة في بيوت وأزقة مخيم صبرا وشاتيلا حاضرة بأدق تفاصيلها في وجدان وذاكرة الفلسطيني، وكذلك مشاهد جثث النسوة يحتضنّ أطفالهن وعلامات الطعن بالسكاكين والحراب والبلطات على أجسادهن واضحة وثقوب الرصاص المستقرة برؤوسهن”.
في ذلك الوقت أضحت مجزرة صبرا وشاتيلا رمزا للإرهاب الصهيوني والإبادة الجماعية، فيما جسد قطاع غزة في هذه الأيام نموذجا لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يقول الكاتب.
فمجزرة صبرا وشاتيلا التي بدأت مع حلول ظلام يوم 16 أيلول/ سبتمبر عام 1982، وقيام جنود جيش الاحتلال بإطلاق القنابل المضيئة فوق مخيم صبرا وشاتيلا وذلك لتسهيل عملية الاقتحام وتنفيذ مهمة القتل من قبل المجموعات الانعزالية من مليشيا الكتائب اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي، والتقدم عبر الأزقة الجنوبية الغربية للمخيم.
ووفق الكاتب؛ فعلى مدار ثلاثة أيام بلياليها ارتكبت المجموعات الانعزالية وجنود الاحتلال مذابح بشعة ضد الأهالي، يعجز اللسان عن وصفها، غير أنها إحدى أفظع المجازر في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وأضاف: لقد استفرد واستخدم الاحتلال حينها أدواته وعملاءه من مليشيا الكتائب اللبنانية، وقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في مخيمي صبرا وشاتيلا.
وأردف: أما في قطاع غزة فقد استخدم الاحتلال أسلحة ذات قدرة تدميرية هائلة لا تراعي مبدأ التناسب وفق القانون الدولي، وتُحدث خسائر واسعة في صفوف المدنيين والبنية التحتية.
وفي السياق، أكد العمل الجماهيري في حركة حماس في لبنان، في الذكرى الـ 42 لمجزرة صبرا وشاتيلا، أن الشعب الفلسطيني سيواصل الصمود والمقاومة حتى زوال الاحتلال.
وقال العمل الجماهيري في بيان الاثنين: ستبقى مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات المتحالفة معه في 16 أيلول / سبتمبر عام 1982، راسخة في وجدان الشعب الفلسطيني والعالم، بصفتها مجزرة أليمة وحشية عبرت عن إرهاب الاحتلال الإسرائيلي ووحشيته.
وأضاف أن هذه المجزرة ستبقى خالدة في تاريخنا الوطني، لأنها سجلت إصرار شعبنا على مواجهة الظلم والإرهاب، حتى التحرير والعودة. وستبقى وصمة عار في سجل الإنسانية الذي لم يحاكم ولم يعاقب مرتكبي هذه المجزرة.
وأشار إلى أن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا تمر هذا العام، في وقت يشنّ فيه الاحتلال الإسرائيلي عدواناً وحشياً على شعبنا في قطاع غزة، ويرتكب كل يوم مجزرة ضد المواطنين الفلسطينين، ويقتل الإنسان ويدمر البنية التحتية كل مقومات الحياة.
“}]]