كانوا ثلاثة، لكلٌّ منهم إرثه وثأره القديم، حملوه في صدورهم منذ كانوا أطفالاً، حتى جاءت ساعة انفجارهم في عدوّهم واشتباكهم معه، على طريق القدس قادمين من الخليل، جنوداً في معركة الطوفان، ملبّين نداء غزة.
حسن وعبد القادر ونصر الله، وكأن الأسماء تحكي عن مُسمّياتها، الأوّل حسن قفيشة مهندس عاش مع عائلته في تركيا بعد إبعاد والده إثر صفقة وفاء الأحرار، ترك الحياة المستقرة وعاد لفلسطين مرابطاً ثم مقاوماً وشهيداً..
والثاني عبد القادر، أصغر أبناء أبيه الشهيد القائد عبد الله القواسمي، يشبه والده في الشكل والطريق والخاتمة، فأبوه استشهد عام 2003 بعد مسيرة طويلة من المقاومة كان فيها مسؤولاً عن ما يزيد عن 18 عملية أسفرت عن مقتل أكثر من 50 مستوطناً، كما يتهمه الاحتلال.
والثالث نصر الله القواسمي، شقيق الاستشهادي عبد الله القواسمي، الذي نفذ والشهيد نسيم الجعبري عملية عام 2004 في بئر السبع أسفرت عن مقتل 16 مستوطناً وإصابة أكثر من 80
كانوا ثلاثة، لم يملكوا إلا قليلاً من الأسلحة والذخيرة، وكثيراً من الإيمان، نفذوا به عملية نوعية أتت لتغذي جمراتٍ بدأت تشتعل ببطء في الخليل منذ معركة طوفان الأقصى، إذ ارتفعت حدة المواجهات مع الاحتلال في الخليل عقب الطوفان أكثر من 5 مرات من الشهر الذي سبقه.