لبنان.. تضامنٌ واسعٌ مع “فتح شريف” ومطالبات للأونروا بالتراجع عن قرارها

[[{“value”:”

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

توالت ردود الفعل الغاضبة على خلفية إجبار إدارة وكالة أونروا، مدير ثانوية دير ياسين ورئيس اتحاد المعلمين، المعلم فتح شريف على الاستقالة، على خلفية مواقفه السياسية والوطنية.

وشارك القوى والفعاليات الشعبية الفلسطينية في لبنان في مسيرة تضامنية مع المعلم فتح شريف تعبيرًا عن رفضها لهذا القرار ولمطالبة الأونروا بالتراجع عنه.

وأكدت قوى وشخصيات سياسية واجتماعية ونقابية فلسطينية، في بيانات منفصلة، “رفض ابتزاز إدارة الوكالة للموظفين على خلفية دعمهم قضيتهم أو مساعدتهم الجوعى والمحاصرين في قطاع غزة”.

وشددت البيانات على أن “مشاريع سلخ الموظفين في وكالة أونروا عن قضيتهم ووطنهم لم تمر، تماشيا مع مشاريع الدول المعادية لقضيتنا وشعبنا”.

وأبدت “تأييدها ودعمها المطلق مواقف وتحركات اتحاد المعلمين في وكالة أونروا، ومواكبتها على الأرض أولاً بأول”.

واعتبرت أن الحل الوحيد في هذه القضية هو “تراجع إدارة وكالة أونروا عن هذه القرارات والسياسات الخائبة، وإغلاقها”.

وشددت على أن “الميدان الآن بين الشعب الفلسطيني والمتآمرين عليه، وأن الكلمة الأولى والأخيرة لصاحب القضية”.

وتفجرت الأزمة، بعد أن طلبت إدارة الوكالة من رئيس اتحاد معلمي لبنان فتح الشريف الخميس، تقديم استقالته ضمن مهلة حتى 2 آذار/مارس الجاري، على خلفية نشاطه السياسي والوطني، حسبما أوضح الاتحاد في بيانه.

وقال الاتحاد إنّ “هذه الإدارة رضَخت مؤخّرا لابتزاز جهاتٍ مُعيّنة وطلبت بموجبه من الأستاذ فتح شريف أن يُقدِّم استقالته خلال يومين، وإلّا تعرّض لتحقيقٍ لا تحمد نتائجه”.

وتذرعت الوكالة، بحسب بيان الاتحاد بأنّ “الدول المانحة لن تقوم بدعم الأونروا إن لم تقم الإدارة بمثل هذه الإجراءات بحقّه وبحقّ موظّفين آخرين نتيجةَ بلاغات كيديّة من جهات معروفة أو وهميّة”.

وأضرب الاتحاد، أمس السبت في جميع المؤسّسات التّعليميّة والتّربويّة كخطوة أولى تحذيريّة يليها خطوات تصعيديّة متتالية بسقوف غير معهودة يُعلن عنها في حينه حتى “تلزم هذه الإدارة حدّها”.

وأعلن الاتحاد ايضاً، أنّ اجتماعاته ستبقى مفتوحة لمواكبة كافّة التّطوّرات إلى حين الوصول لتحقيق الأهداف المطلبيّة المنشودة في هذه القضيّة، واصفاً ما تقوم به إدارة الوكالة بـ “الابتزاز السافر” لرئيس اتّحاد المعلّمين في لبنان الأستاذ فتح شريف، وبأنه “لعبٌ بالنّار وحربُ وجود لن يبقى فيها إلّا أصحاب الأرض والقضيّة”.

وعبّر الاتحاد، أنّ استهداف إدارة “أونروا” للأستاذ شريف، جاء نتيجة “نشاطه لمساعدة وبلسمة جراح أهالي قطاع غزة جرّاء ما تعرّضوا له من ظلمِ وحصارِ وإجرام الاحتلال الصّهيونيّ البغيض بحقّ أبناء شعبنا حتّى وصل به الحدّ إلى تجويعهم حتّى الموت”.

وأكدت الهيئة 302 للدفع عن حقوق اللاجئين: إنّ ادارة الأونروا في لبنان تحرف الاهتمام عن الابادة الجماعية في قطاع غزة من خلال تهديدات لموظفين عريقين معروفين في انتمائهم الوطني والحريصين على العملية التربوية وتطويرها بشهادة القاصي والداني

وقالت في تصريح صحفي: نعرب عن رفضنا وقلقنا لهذه الخطوة التي تحرف النظر والمتابعة لما يجري لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان وتجويع واعمال ابادة جماعية وندعو ادارة الاونروا في لبنان الى اعتماد سياسة الحكمة في متابعة القضايا النقابية والرجوع الفوري عن التهديدات فهذا لا يخدم العمل الوطني او العمل التربوي او العمل النقابي.

وإعتبر مسؤول ملف “الأونروا” لـ”حركة الجهاد الإسلامي” في لبنان، جهاد محمد، بأن “ما تقوم به المديرة العامة لوكالة “الأونروا” في لبنان، دوروثي كلاوس، من إجراءات وقرارات تعسفية وفرض أمور على موظفي الوكالة في لبنان وإدعائها بأن ما تقوم به يصب في المصلحة العامة لهذه الوكالة من أجل الحفاظ عليها بأنه لا يتعدى إلا ذر الرماد في العيون وإنما هي تساهم في إعطاء هذا العدو مبررات أمام الدول المانحة للإستمرار في حملته الممنهجة في إلغاء عمل الوكالة وتفويضها”.

بدوره أكد النادي الثقافي الفلسطيني العربي – قطاع المعلمين والخدمات، في تصريح وصل المركز الفلسطيني للإعلام بعنوان: “لن تسلخوا موظفينا عن قضيتهم”.

وأكد التصريح أنّ المجتمع الفلسطيني بكافة مكوناته وأطره، النقابية والتنظيمية والشعبية، بخبر تجرؤ مديرة الأونروا في لبنان، دوروثي كلاوس على محاولة ابتزاز رئيس اتحاد المعلمين في الأونروا الاستاذ النقابي فتح شريف، مدير ثانوية دير ياسين، والذي هو من ألمع الموظفين الفلسطينيين وأنجحهم بشهادة إدارة الأونروا نفسها، معبرًا عن تضامنه الكامل معه.

وقال: إن الدفاع عن الشرفاء في مؤسسة الأونروا، والوقوف إلى جانبهم ومعهم، قضية تجمع كل الشعب الفلسطيني حولها، إلا من شذ وبغى.

بدورها وصفت القوى الطلابية والمنظمات الشبابية الفلسطينية في لبنان القرار بأنّه “ظالمٍ وجائرٍ بحقّ قامةٍ وطنيةٍ شامخة تميزت في ميدان بالعمل التربوي وخدمة ابناء شعبنا وأثبتت نجاحها في قيادة اتحاد المعلمين كقطاع نقابي فاعل ومتميز”.

 واستنكرت هذا القرار الجائر ونطالب ادارة الأونروا بالعدول عنه وإلا فإننا في القوى الطلابية والمنظمات الشبابية الفلسطينية في لبنان سنعمَد إلى اتخاذ اجراءات تصعيدية في جميع المناطق وبالتدرج حال لم تتجاوب الادارة لمطالبنا المُحقّة. 

أما الحاج ماهر عويد فوصف ما يجري بـ “المشروع المشبوه”، وقال: إنني أدعوا كافة موظفي وكالة الاونروا من أبناء شعبنا للتكاتف لمواجهة هذه القرارات ونهيب بأبناء شعبنا لتنظيم تحركات شعبية واسعة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية لكي تتحقق الاهداف في دفع تلك المديرة للتراجع عن قرارها الظالم لان هذا القرار إذا نُفذ لن يقف لهذا الحد بل ستتمادى أكثر لظُلم شعبنا وموظفي الوكالة .

من جانبها أكدت قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان أنّ “الانتماءَ الوطني حقٌّ لكل أبناء شعبنا ومنهم موظفي الأونروا، ونعتبره خطَّاً أحمراً لا نسمح لأحدٍ كائناً من كان باستهدافه تحت أي ذريعةٍ كانت”.

جاء ذلك في سياق ما وصفه التحالف بالتهديدات المشبوهة لمديرة الأونروا في لبنان دوروثي كلاوس ضد الموظفين من أبناءِ شعبنا تحت مبرر الحيادية والحرص على تمويل الأونروا، والذي بدأته مع الأستاذ فتح شريف.

وقالت الحملة في بيان وصل المركز الفلسطيني للإعلام: إنّ الحملة التي بدأتها إدارة الأونروا في لبنان ضد موظفي شعبنا، والبدء بإطلاق تهديدات بحقهم لدفعهم إلى تقديم استقالاتهم، بحجة الحرص على تأمين التمويل للأونروا، هي استهداف للاجئين الفلسطينيين في لبنان كما هي استهداف لحقوقهم السياسية والإنسانية، وتُعتبر خدعةٌ ماكرة لا تنطلي على أحد، ولن تمر ولن يسمح بها شعبنا.

وحذرت إدارة الأونروا من استهداف أيٍّ من موظفي شعبنا، وسنضعه في خانة التَّساوق مع المشاريع الخبيثة التي تستهدف شعبنا ومقاومته، الذين يتعرّضون لعدوانٍ إجراميٍّ وإبادة جماعية وحرب تجويع مستمرة من قبل العدو الصهيوني مدعوماً من الإدارة الأميركية.

ولفت البيان للقول: أنَّ شعبنا في لبنان سيواجه أيَّ إجراءٍ عدواني بحقِّ أي موظف من قبل إدارة الأونروا في لبنان على الخلفيّات المذكورة، بموقفٍ موحَّد وبحزمٍ، عبر تحرّكاتٍ احتجاجية سلمية تصاعدية متنوعة الوسائل والأساليب.

وختم بالتأكيد على حرصُ قيادة التحالف ومعنا شعبنا أشد الحرص على بقاء الأونروا باعتبارها شاهداً على حق العودة، وكونها الجهة الوحيدة التي تقدِّم الخدمات والتشغيل للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونطالب الدول المانحة باستئناف تقديم دعمها للوكالة، لما لتوقيف خدماتها من عواقب وخيمة لا تُحمد عقباها.

وشارك الكاتب أدهم شرقاوي هذه الكلمات على صفحته في فيسبوك بعد الأنباء التي ترددت حول اجبار الاونروا للأستاذ “فتح شريف” على تقديم استقالته، قائلا: القضيّة لا تتعلَّقُ بشخص أستاذنا وحبيبنا وتاج رأسنا أبو الأمين، ولكنها تتعلّقُ بهويتنا وكرامتنا جميعاً، الأنروا تُريدنا أن نقف على الحياد بينما شعبنا يُذبح كيف نكون على الحياد عندما نكون نحن القضيّة؟!

وتابع بالقول: كيف نكون موضوعيين عندما نكون نحن الموضوع؟! وكيف أتعامل مع هذا الشيء المسفوك ببرود كأنه ماء بينما هو دمي؟!

وقال: نرفضُ أن نُساومَ على الوظيفة بالكرامة، ونرفضُ أن  نُهددَّ برغيف الخبز لأننا نقفُ مع شعبنا

مع غزَّة حتى آخر رمق، مع شعبنا حتى آخر نفس، مع أبي الأمين أستاذاً ومربياً فاضلاً ونقابياً مرموقاً له فضل على الجميع وأولهم أنا!

تجدر الإشارة، إلى أنّ اجراء وكالة “أونروا” بحق الأستاذ فتح الشريف، كان قد مورس بحق عدّة معلمين خلال السنوات السابقة، تحت ذريعة ” مخالفة الحيادية”، وتعرض الأساتذة أحمد ميعاري، وزياد عبد الغني، وأحمد نمر مصطفى العام الفائت لإجراءات مشابهة خلال العام 2023، وكذلك المعلم محمد خليل أبو عرب عام 2022، ما فجّر حالة من الغضب والتحركات النقابية، أدت الى تراجع الوكالة عن قراراتها.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة