[[{“value”:”
منذ نحو عام، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث ارتكب الاحتلال أفظع الجرائم بحق المدنيين، وارتفعت وتيرة الهجمات بشكل يرقى إلى الإبادة الجماعية.
هذه الجرائم، التي طالت البيوت والمدارس والمخيمات، لم تقابل بأي تحرك جاد من المجتمع الدولي أو من القوى العربية والإسلامية، مما زاد من غرور الاحتلال وثقته في الإفلات من العقاب.
الصمت الدولي والتخاذل العربي تجاه هذه الانتهاكات فتح شهية إسرائيل لتوسيع عدوانها ليشمل لبنان، معتمدًا على قوتها العسكرية الكبيرة وإمكاناتها التدميرية الهائلة التي تستخدمها دون تردد ضد المدنيين.
في لبنان، لم تكتفِ إسرائيل بالقصف العشوائي، بل نفذت عمليات استهدفت فيها شبكات الاتصالات وأغتالت قيادات بارزة في حزب الله، متجاوزة كل الخطوط الحمراء. هذا التمادي في العدوان، مدعومًا بالصمت الإقليمي والدولي، عزز من غطرسة إسرائيل واندفاعها لتغيير ملامح المنطقة لصالحها. ورغم كل ذلك، يبدو واضحًا أن هناك ثلاث خطوات رئيسية يمكن أن تردع إسرائيل وتوقف هذا التوحش.
تكبيد الاحتلال خسائر بشرية واقتصادية كبيرة: إحدى الوسائل الفعالة لردع العدوان الإسرائيلي هي زيادة الخسائر البشرية والاقتصادية في صفوفه. المقاومة الفلسطينية واللبنانية يمكنها، عبر تكثيف عملياتها واستهداف المدن والمراكز الاقتصادية في عمق إسرائيل، أن تُحدث ضغطًا داخليًا على القيادة الإسرائيلية. فالخسائر البشرية في صفوف الجنود والمدنيين الإسرائيليين ستؤدي إلى زيادة الضغط المجتمعي والسياسي داخل إسرائيل، ما يدفعها إلى إعادة التفكير في استمرارية هذه الحروب.
تدخل عربي أو إسلامي مباشر أو التلويح به: القوى الإقليمية، سواء العربية أو الإسلامية، يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في كبح جماح العدوان الإسرائيلي. التدخل المباشر أو التهديد الجاد بالتدخل العسكري من دولة عربية أو إسلامية قوية يمكن أن يشكل رادعًا استراتيجيًا لإسرائيل. دعم المقاومة في غزة ولبنان بشكل علني، وتوفير الدعم العسكري واللوجستي اللازم، سيؤدي إلى تغيير المعادلة العسكرية في المنطقة. فإسرائيل، رغم قوتها، تدرك خطورة الدخول في مواجهة مع قوة إقليمية كبيرة، وهذا وحده قد يكون كافيًا لردعها.
تحرك دولي جاد لتجريم إسرائيل: التحرك الفعّال من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتجريم إسرائيل على جرائمها في غزة ولبنان هو خطوة أخرى ضرورية. يمكن أن يؤدي العمل القانوني والحقوقي إلى محاسبة إسرائيل دوليًا وفرض العقوبات عليها. إدراج قادة الاحتلال في قوائم مجرمي الحرب ومحاكمتهم أمام المحاكم الدولية سيزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية. وهذا التحرك، إذا كان جادًا ومنسقًا، سيخلق ضغوطًا كبيرة على الاحتلال وسيدفعه للتراجع عن سياساته العدوانية.
استمرار العدوان وتوسيع الأطماع الإسرائيلية: دون هذه الخطوات، لن يتوقف الاحتلال عن ارتكاب الجرائم وتوسيع نطاق عدوانه. أطماع إسرائيل في المنطقة لا تقتصر على غزة ولبنان فحسب، بل تشمل العراق، اليمن، مصر، الأردن، وغيرها من دول المنطقة. لديها أهداف استراتيجية في سيناء، الضفة الغربية، والضفة الشرقية. وهذا التوسع العدواني يغذيه الصمت الدولي واللامبالاة الإقليمية، التي تزيد من توحش إسرائيل وغرورها.
في النهاية، لجم إسرائيل ووقف عدوانها على غزة ولبنان يتطلب تحركًا جادًا وشاملًا على المستويات العسكرية، الإقليمية، والدولية. فقط عبر استهداف نقاط ضعف الاحتلال، وزيادة الضغوط على مستوياته السياسية والاقتصادية، يمكن للمنطقة أن تتفادى المزيد من التوسع الإسرائيلي.
“}]]