القدس المحتلة/PNN- في انتقاد نادر الحدوث، كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الليلة البارحة، أن نواب ووزراء “الليكود” شنّوا هجومًا على نتنياهو، وأبلغوه في خطاب وصل إلى مكتبه بأن السماح لـ 170 ألف عامل فلسطيني بدخول إسرائيل بمثابة قنبلة “ستنفجر في وجه الإسرائيليين”.
جاء ذلك على خلفية ما تبدو أنها خطوات نحو السماح لعشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين بالعمل في إسرائيل، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة نجمت عن الشلل في قطاعات حيوية، منها: الزراعة، والبناء، وخدمات الضيافة.
وذكرت الصحيفة أن الانتقادات طالت نتنياهو ومجلس الحرب، وحمَّل معارضو إدخال الفلسطينيين وزير الدفاع يوآف غالانت أيضًا المسؤولية.
الصحيفة نبَّهت إلى أن التكلفة الشهرية لغياب العاملين في مجالات الزراعة والبناء وخدمات الضيافة تبلغ قرابة 3.1 مليار شيكل (قرابة 800 مليون دولار).
خطاب حاد اللهجة
وأرسل نواب ووزراء من حزب السلطة خطابًا لرئيس الوزراء استنكروا خلاله ما قالوا إنها “نية نتنياهو السماح بإدخال العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية”.
وكانت قرارات صدرت عن المجلس الوزاري المصغر للشؤون المدنية (الاجتماعي-الاقتصادي)، برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عقب الحملة العسكرية على غزة، بإلغاء تصاريح عمل الفلسطينيين في إسرائيل.
ولجأت إسرائيل إلى دول حول العالم لسدّ العجز الناجم عن رحيل آلاف العمال من تايلاند والصين ونيبال ومولدوفا، ووضعت خطة لاستقدام عمالة بديلة من الهند، لكنها لم تُنفَّذ، فيما أرسلت من مالاوي عشرات المزارعين للعمل في مستوطنات غلاف غزة.
وورد في الخطاب أن نتنياهو “على دراية بأنه لا يمكنه المصادقة على إدخال العمال من الضفة من خلال قرارات يتخذها الكابينت المدني برئاسة سموتريتش، فالأخير لا يحظى بإجماع وزراء المجلس الوزاري الموسع منذ أسابيع”.
كتلة ممانعة
صحيفة “يسرائيل هيوم” كشفت أن عضو الكنيست موشي ساعادا، من حزب “الليكود” هو من أعدَّ الخطاب، وأرسل نسخة منه لوزراء ونواب الحزب، مطالبًا بعقد اجتماع عاجل في هذا الصدد، ولبحث خطة وزير الاقتصاد نير باركات الذي ينتمي للحزب ذاته، والرامية لاستبدال العمال الفلسطينيين بآخرين من الهند.
ووقّع الخطاب ثلث نواب كتلة “الليكود” بواقع 15 نائبًا، من بينهم الوزير باركات وكذلك وزير الشتات عميحاي شيكلي.
الصحيفة رأت أن الكتلة التي تتشكّل ضد نتنياهو، تُذكِّر بما حدث إبان ولاية أريئيل شارون كرئيس للحكومة، حين تشكّلت كتلة ممانعة تعارض خطة الانسحاب عن قطاع غزة في عام 2005، أدّت في النهاية إلى استقالة شارون من رئاسة “الليكود”.
وبحسب الصحيفة فقد تضمن الخطاب عبارات منها: “آن الأوان لاستيقاظ إسرائيل وعدم الصمت حيال دخول 170 ألف فلسطيني للبلاد، فهذا الصمت سينفجر في الداخل، من غير الواضح كيف تريد حكومة إسرائيل المقامرة على أمن مواطنيها، هل نُدخل عمالًا فلسطينيين لنرى إذا ما كانوا قتلة أم لا؟ هل تعلَّمنا شيئًا؟ لقد حان الوقت لاتخاذ قرار بشأن استجلاب عمالة من الخارج لتمكين الاقتصاد من الانتعاش”.