رام الله /PNN- يأتي اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية هذا العام، في ظل ظروف هي الأخطر والأشد قسوة منذ عقود، فبعد مرور 386 يوما على عدوان الاحتلال الدموي في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، والمرأة الفلسطينية كان لها النصيب الأكبر من المعاناة. فنحو 11 ألفا شهيدة، من إجمالي عدد الشهداء البالغ 42,874)، حتى يوم أمس.
والآلاف منهن جرحى، ومفقودات، بالإضافة إلى ذلك، نزوح نحو مليوني شخص من منازلهم، نصفهم تقريباً من الإناث، عدا عن حالات الاعتقال والإخفاء القسري، وتردي الأوضاع الصحية والمعيشية، والنزوح، وانعدام المأوى، بالإضافة إلى عدم توافر الغذاء والماء.
ولا يوجد مكان آمن للنساء في قطاع غزة، بسبب قصف الاحتلال المستمر، الذي أدى إلى تدمير أكثر من 25 ألف مبنى، وتدمير حوالي 150 ألف وحدة سكنية بالكامل، و200 ألف وحدة سكنية متضررة جزئياً، و80 ألف وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن.
هذا التدمير أجبر النساء والفتيات على النزوح، والبحث عن مأوى في أماكن مكتظة، مثل المدارس والمستشفيات، مما يحد من الخصوصية، ويزيد من احتمالية العنف، والنزاعات، بسبب نقص الموارد.
كما يواجهن صعوبة في الوصول إلى المرافق الصحية والاحتياجات الأساسية، مما يؤثر على كرامتهن وصحتهن الجسدية والنفسية، ويزيد من الضغط النفسي والجسدي الذي يؤثر على جودة حياتهن بشكل عام.
ظروف صعبة تعاني منها النساء والفتيات في غزة، خاصة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية، والتحديات المتعلقة بالدورة الشهرية، والحمل والولادة، ومعاناتهن، وحسرتهن على فقدان فلذات أكبادهن، وعوائلهن، لا توصف، فالآلاف دفعن ويدفعن ثمنا باهظا في هذه الحرب، التي قضت على كل شي، فهن يصارعن من أجل البقاء، لحماية من تبقى لهن.
مئات التقارير صدرت عن مؤسسات دولية وأممية ترصد معاناة المرأة في قطاع غزة بسبب تواصل الحرب، ولعل أبرزها التقرير الصادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، في نيسان الماضي، حيث جاء فيه “أكثر من عشرة آلاف امرأة قُتلت في غزة، والناجيات من القصف والعمليات البرية الإسرائيلية قد تشردن وأصبحن أرامل ويواجهن المجاعة، مما يجعل الحرب على غزة أيضاً حرباً على النساء”.