بيت لحم/PNN/استبرق موسى- بعنوان “القابلة نور يرينا الحياة”، نظمت كلية التمريض والعلوم الصحية في جامعة بيت لحم -برنامج القبالة “سنة ثالثة”، يوما صحيا حول الصحة الجسدية والنفسية، بالتعاون مع مركز الإرشاد النفسي والاجتماعي للمرأة، والجمعية الأهلية للمعاقين بصريا، وذلك لتعريف المجتمع بدور القابلة الذي لا يقتصر فقط في غرفة الولادة بل في كافة مجالات الحياة.
وقالت منسقة برنامج القبالة في جامعة بيت لحم فاطمة المدني إن هذه الفعاليات أتت كسلسلة من الفعاليات التي اعتادت الكلية على تنظيمها، والتي تساعد وبشكل كبير على دمج القابلات والانخراط بالمجتمع والخدمة المجتمعية، وتعريف المجتمع المحلي بدور القابلة الذي لا يقتصر فقط على غرفة الولادة.
وأضافت المدني خلال حديثها مع مراسلة PNN، أنهم اختاروا الجمعية الأهلية للمعاقين بصريا بالتحديد، وذلك لتسهيل دمج هؤلاء الطلاب بالمجتمع المحلي وتعريفه باحتياجاتهم، وإثبات للعالم أنهم قادرين على إثبات ذاتهم والإعتماد على أنفسهم، مؤكدة على أن جامعة بيت لحم من الجامعات التي تسهل لطلبتها سهولة الاندماج والعمل على مقاعدها الدراسية.
وقالت، إن هذه الفعاليات لا تتضمن زاوية فحسب، بل تحمل في طياتها العديد من الزوايا الجديدة والمهمة في مجتمعاتنا المحلية، ومنها زاوية العنف، وزاوية التنمر وأيضا زاوية المراهق والتغذية، مشيرة إلى أنه تم استضافة مستشارة رضاعة وذلك لأهميتها في صحة الطفل والأم، والعلاج الوظيفي.
وقدمت المدني، كل الدعم والشكر للجمعيات المشاركة معهم في إنجاح هذه الفعالية، من مركز الإرشاد النفسي والاجتماعي للمرأة، والجمعية الأهلية للمعاقين بصريا، على حسن استقبالهم، بالإضافة إلى جمعية “ويرز” (أطفال الحرب) الذين قدموا دعما ماديا من قرطاسية وضيافة وكل الأمور التي تخص اليوم الصحي مما ساعد في إنجاحه.
وتابعت: لا شيء يمكنه أن يوقفنا على الرغم من الجرح النازف والقهر المتسلط على الشعب الفلسطيني، ولكن ما زلنا مستمرون في العطاء وتقديم كل ما نسطيع لإنارة الحاضر والمستقبل لطلابنا وأطفالنا وخاصة القابلات اللواتي على أيديهن يخلق النور”، مؤكدة على أهمية الانخراط المجتمعي لتخريج أكفّاء قادرين على “ولادة النور” رغم الأسى والظلم الذي يمر به أبناء شعبنا الفلسطيني.
بدورها، قالت المنسقة الإعلامية في مركز الإرشاد النفسي والاجتماعي للمرأة سجى أبو عكر، إنهم قاموا بتنسيق هذا اليوم الصحي بالتعاون مع كلية القبالة في جامعة بيت لحم، مشيرة إلى تدريب عدد من طالبات جامعة بيت لحم -قسم القبالة- على موضوع كيفية إنشاء مبادرات إجتماعية تترك أثرا وصدى في المجتمع.
وأضافت أبو عكر أنه ومن خلال التدريبات تم الخروج بعدة مبادرات وتدريبات لإنجاح مثل هذه الفعاليات، وبعد التقييم تم التجهيز والتوصل الى إقامة هذه الفعالية وبالأخص في الجمعية الأهلية للمكفوفين، حيث تم استهداف 30 طفلا وطفلة من الجمعية، مع ذويهم، بهدف التنويع في الزوايا الصحية، بالإضافة إلى الإشارة إلى عدد من القضايا التي تتعلق بالأطفال أو المرأة.
وأتت تلك الفعاليات لصالح الطلبة المكفوفين، من أجل تعزيز الدور الإجتماعي والإنخراط المجتمعي الذي يساعد على تقوية شخصياتهم، واثبات أنهم قادرين على الإنتاج والتقديم في المجتمع.
بجانبه، أضاف رئيس مجلس الإدارة للجمعية الأهلية للمعاقين بصريا، ومدرسة الشروق للمكفوفين سيمون الأعرج، أنه ومن خلال مشاركة الطلاب في هذه الفعاليات التي تساعد وبشكل كبير على تفريغ الطاقات السلبية وتجديد طاقات إيجابية حيوية تساعدهم على الإنخراط في المجتمع وتكوين علاقات وفرض وجودهم بالمجتمع المحلي.
وأكد الأعرج على أن الجمعية تحاول بكافة القدرات والوسائل على مساعدة هذه الفئة من الطلاب على تقوية بصيرتهم وتقوية إدارتهم وتشجيعهم مستقبلا على أن يندمجوا في الحياة، مؤكدا على أنهم قادرين على ذلك بفضل الجمعية والمعلمين، مؤكدا أن لا شيء مستحيل.
وثمّن هذا النشاط الذي قامت به كلية القبالة في جامعة بيت لحم وجمعية الارشاد النفسي والاجتماعي للمرأة، على اختيارها للمدرسة، معبرا عن شكره وامتنانه لمثل هذه الفعاليات التي تساعد الطلاب على تقوية شخصياتهم وتعريفهم على كافة الكوادر في المجتمع، مؤكدا على سعادة الطلاب في هذه اللفتة الجميلة.
طلبة الجامعة بدورهم، أكدوا على حبهم في المشاركة بمثل هذه الفعاليات التي تعزز وتقوي وجودهم، وتسهل دروب الانخراط في العمل.
حيث قالت الطالبة في كلية القبالة جامعة بيت لحم رغد مطر، إن الهدف الأساسي من هذه الفعاليات، هو نشر الوعي بأهمية ودور القابلة في المجتمع، مؤكدة على أنه لا يقتصر دور المرأة أو القابلة بشكل خاص على الولادة فقط، بل هي الحياة ككل كونها الركيزة الأولى لكل شيء، فهي ام الشهيد والجريح والأسير، إضافة لتسليط الضوء على القابلة من خلال الشراكات المجتمعية التي يشاركون فيها.
واختتمت الفعاليات في الجمعية الأهلية للمعاقين بصريا التي تخللها العديد من النشاطات والفعاليات الشيقة والجميلة مؤكدين على استمراريتهم في تنسيق مثل هذه الفعاليات التي تعود على المجتمع المحلي بالنفع بشكل عام وعلى الطلاب بشكل خاص.