الخليل /PNN/ تقرير دالية نجاجرة – تشهد الطرق المؤدية إلى جامعة فلسطين التقنية خضوري، فرع العروب، أوضاعاً متأزمة وصعوبات كبيرة تواجه الطلاب والموظفين بشكل يومي، مما أثر على سير العملية التعليمية بشكل مباشر.
و بحسب شهادات عدد من الأكاديميين والطلاب لمراسلة PNN، أصبح الوصول إلى الجامعة يتطلب جهوداً مضاعفة في ظل الإجراءات الأمنية المستمرة والطرق الالتفافية الوعرة التي يجبر الجميع على سلوكها.
وقال الطالب عمر حمامرة من بلدة حوسان غرب بيت لحم: “نحن نواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى الجامعة بسبب وجود حاجزين؛ الأول عند مدخل مخيم العروب، والثاني على الجسر المؤدي إلى الجامعة، إذا أردت استخدام وسائل النقل العام، عليّ النزول في منطقة باب الزقاق، حيث أنتظر لمدة قد تصل إلى ساعة كاملة لحين وصول الركاب، ومن ثم أستغرق ساعة أخرى للوصول إلى الجامعة في كثير من الأحيان، أصل في وقت انتهاء المحاضرة.
هذا و نشهد مضايقات مستمرة من قبل جنود الاحتلال في مخيم العروب، خاصة في المناطق المحيطة بالجامعة، مما يشكل خطراً كبيراً على حياة الطلاب كما يقول.
وأكد الطالب علي رضوان من قرية يطا قضاء مدينة الخليل، بانه يواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى الجامعة بسبب الظروف الراهنة، حيث تعرض هو وزملائه للاحتجاز من قِبل قوات الاحتلال عند الحاجز الواقع على الجسر المؤدي إلى الجامعة. لقد استمر الاحتجاز لأكثر من ربع ساعة.
واضاف أنهم كانوا يلتزمون بالطريق المعتاد نحو الجامعة دون أي تصرف خارج عن المألوف.
وأشارت الطالبة شهد غنام من مدينة الخليل، بأنها تعاني من صعوبة كبيرة في الوصول الى الجامعة بسبب حواجز الاحتلال التي يضعها على الطرق الرئيسية والفرعية للمدينة، بالإضافة الى الحواجز المتواجدة على مداخل مخيم العروب، تعاني أيضاً من صعوبة وصول المواصلات الى الجامعة بسبب إغلاق مخيم العروب.
الحواجز والعقبات الاسرائيلية تؤثر على الاكاديمين والطلبة على حد سواء
يقول رئيس قسم الإعلام في الجامعة، الدكتور سامر رويشد بأن الطرق المتقطعة والإغلاقات المتكررة باتت تمثل مجازفة سواء للطلاب أو الموظفين، وأكد أن هذا الأمر لم يعد يقتصر على الإرهاق البدني بسبب طول الرحلة، بل تجاوز ذلك إلى التأثير على التركيز والقدرة على تقديم محاضرات بجودة عالية، إذ أصبح الهم الأول للجميع هو ما إذا كانت الطرق مفتوحة أو مغلقة في ذلك اليوم.
و منذ بداية شهر أكتوبر، ازدادت الإغلاقات والحواجز الأمنية التي وضعتها قوات الاحتلال على الطرق الرئيسية المؤدية إلى الجامعة، مما دفع العديد من الطلاب والموظفين إلى استخدام طرق ترابية وبديلة، هذه الطرق لا توفر مروراً سلساً وتزيد من الوقت اللازم للوصول إلى الحرم الجامعي، حيث أفاد البعض بأن الرحلة التي كانت تستغرق نصف ساعة باتت تأخذ أكثر من ساعة في بعض الأحيان، وذلك في حال كانت الطرق مفتوحة بالكامل.
وأكد الدكتور عمر فطافطة، أحد الأكاديميين في الجامعة، إلى أن الوضع متغير بشكل يومي، حيث تتزايد الحواجز والإجراءات الأمنية بشكل غير متوقع، ما يجعل التخطيط للوصول إلى الجامعة مسألة غير مضمونة، وأوضح أن هذه التحديات لا تؤثر فقط على التأخير في الوصول، بل تضع عبئاً نفسياً إضافياً على الجميع، مما يعيق سير العملية التعليمية ويؤثر على جودة الأداء الأكاديمي.
محاولات لحلول لازمة الحواجز من قبل الطلبة
ولمواجهة هذه الإجراءات وفي اطار المساعي الفلسطينية عمل مجلس الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية في جامعة خضوري فرع العروب بمحافظة الخليل على توفير حافلات تقل الطلاب باوقات محددة تساعد الطلبة على التنقل معا والوصول للجامعة بامان.
وذكر نائب رئيس مجلس اتحاد الطلبة، وليد شروف في جامعة فلسطين التقنية، عن تحديات كبيرة تواجه الطلاب في ظل الاحتلال، مؤكداً أن وجود الطلاب في الجامعة هو تعبير عن الصمود والمقاومة.
وأوضح شروف أن الاحتلال يسعى بكل الطرق لحرمان الطلاب من حقهم في التعليم، ولكنه أكد أن الجهود مستمرة لضمان استمرار التعليم الوجاهي.
وأشار شروف إلى أن مجلس اتحاد الطلبة، بالتعاون مع الشبيبة الطلابية، قام بتنظيم مبادرات لتسهيل وصول الطلاب إلى الجامعة، من خلال توفير حافلات تنقل الطلاب من محافظتي الخليل وبيت لحم وقراهما إلى الجامعة، وتهدف هذه المبادرة إلى التخفيف من صعوبات الحركة التي يفرضها الاحتلال، وضمان وصول الطلاب إلى الجامعة بأمان لاستكمال مسيرتهم التعليمية
وفي ظل هذه الظروف، تعاني الجامعة من تراجع في انتظام الحضور، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الطلاب على متابعة تعليمهم في هذه البيئة المضطربة، ومع استمرار الإغلاقات والإجراءات الأمنية، يبدو أن الطريق إلى الجامعة سيظل يمثل تحدياً كبيراً لكل من يسعى للوصول إليها، في انتظار حلول عملية قد تسهم في تخفيف هذه المعاناة اليومية.