رام الله /PNN / قالت محافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام إن المحافظة تأثرت وبشكل كبير مثل كل محافظات الضفة الغربية نتيجة الحرب الإسرائيلية على شعبنا، سواء كان ذلك في قطاع غزة أو الضفة الغربية، لأن المنظومة الإسرائيلية أخذت قرارا بإنهاء كل ما هو فلسطيني.
وأوضحت خلال برنامج “ساعة رمل”، الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية، ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش، أن الحصار المالي على السلطة واحتجاز المقاصة وحظر العمل في الداخل والاقتحامات المتتالية، أثر بشكل كبير في تراجع اقتصاد المحافظات وارتفاع الأسعار، وهو الأمر الذي أدى الى اتساع رقعة الفقراء.
وفي ردها على سؤال حول الخطط التي وضعتها المحافظة بالتعاون مع شركائها لقرابة 100ألف عامل من أبناء المحافظة فقدوا عملهم في الداخل المحتل، قالت المحافظة: لا يوجد خطة استراتيجية للتعامل مع أزمة العمال الذين فقدوا عملهم في الداخل بسبب الأزمة المالية، لكن نوفر مساعدات فردية للأقل حظا.
وتابعت: لا ندعي أننا نصل الى جميع المحتاجين، نعطي بما نستطيع وخصوصا من ناحية المأكل والمشرب والعلاج.
وفي ردها على سؤال حول موازنة المحافظة لمواجهة كل التحديات الصعبة في رام الله والبيرة، قالت غنام: الموازنة على الورق شيء وما يصلنا شيء آخر.. موازنتنا المكتوبة مليوني شيكل سنويا، ولكن لم نتلق هذا الرقم على الإطلاق بسبب الأزمة المالية للحكومة، مشيرة الى أن البند المخصص للمساعدات بحدود 300 ألف شيكل فقط.
وأكدت أن موازنة المحافظة بالأساس متواضعة مقارنة بالاحتياجات الكبيرة، مشيرة الى أنه ومنذ بداية العام ولغاية اللحظة لم تحصل المحافظة على الكثير، وفي المقابل علينا ديون بملايين الشواكل، لكن رغم ذلك سنواصل تقديم المساعدات للأقل حظاً.
وتابعت غنام: اجتمعت مؤخرا مع وزير الإغاثة د. باسم ناصر، وطالبت بتعاون بين وزارة الإغاثة والمحافظة لسداد الديون والتكفل بالمصروفات التي دخلت بشكل طارىء على المحافظة.
وأضافت: في ظل الحصار المفروض علينا من العالم وللأسف من بعض أبناء جلدتنا وإخواننا العرب من الصعب أن يكون لدينا مطالب في المحافظة لحكومة الدكتور محمد مصطفى بسبب الحصار المالي والسياسي والضغط لخضوع أبناء شعبنا وقيادتنا الفلسطينية.
100 مريض سرطان من أبناء غزة
وحول مرضى السرطان الذين اضطروا للبقاء في رام الله بعد السابع من أكتوبر الماضي، قالت المحافظة: لدينا اليوم تقريبا 100 حالة ما بين مريض سرطان ومرافق، ووزارة الصحة توفر لهم العلاج الكامل، لكن هناك أدوية مفقودة من وزارة الصحة نتيجة الأزمة، ونحن في المحافظة نعمل على توفيرها.
وتابعت: كما توفر المحافظة مركبات لنقل المرضى ما بين مستشفيات الضفة للحصول على العلاج، هذا إضافة لتوفير المبيت في أحد الفنادق وفي جمعية إنعاش الأسرة، الى جانب توفير المأكل والمشرب المناسب للحالة المرضية.
وأكدت غنام أن المحافظة لن تتخلى عن مرضى السرطان من أبناء غزة مهما اشتدت الأزمة المالية.
2000 طرد غذائي
وأوضحت غنام أن محافظة رام الله والبيرة ورغم الوضع الصعب خلال الأعوام 2023 و2024، إلا أنها نجحت في تقديم 2000 طرد غذائي و500 منحة طلابية في جامعات الوطن للفصلين الأول والثاني، ونحو 100 كرسي متحرك وسماعات طبية لأكثر من 50 مواطن، هذا إضافة لـ 8 أجهزة تنفس صناعي و20 طرفا صناعيا وأكثر من 5 أسرة طبية، ناهيك عن مئات الأدوية والعكازات وغيرها.
“لا أحبذها”
وكان فريق برنامج “ساعة رمل” قد أعد مجموعة من المقابلات وسط مدينة رام الله مع المواطنين لمعرفة احتياجاتهم الأساسية ورسائلهم للمحافظة، وقد أبدى بعض المواطنين اعتراضات على قضية عدادات الدفع المسبق تحديدا.
وردا على ذلك، قالت غنام: في آخر اجتماع لنا في لجنة السير وضعنا قضية عدادات الدفع المسبق على الطاولة، وناقشنا قضية وجودها من عدمه والمسوغ القانوني لها، مردفة: أننا نعلم أن البلدية تريد تنظيم السير ولكن بكل صراحة وشفافية، الشركة المتضمنة لها تسعى للربح المالي.
وتابعت: وبالتالي نحن نريد أن تكون العدادات بهدف التنظيم والضبط وليس التكسب من المواطن، لذلك فإن قضية العدادات على طاولة لجنة السير من أجل دراستها، ولا يوجد شيء مُنزل في هذه القضية، يمكن أن تنظم شارع باتجاه واحد وبعد الدراسة تقوم بالتغيير على سبيل المثال.
وردا على سؤال، هل أنتم ذاهبون نحو إلغاء العدادات بشكل كامل؟، ردت المحافظة: إذا كان الأفضل.. نعم، هناك لجنة دراسة وننتظر تقرير اللجنة حتى نقرر.
وتابعت: أنا كمواطنة لا أحبذها وكمحافظ أقول “تحتاج الى إعادة دراسة”، مشيرة أن واحدة من مشكلات محافظة رام الله والبيرة عدم توفر الأراضي والساحات لحل المشكلة.
“مهنة وليست احتياج”
وحول ما تشهده محافظة رام الله والبيرة من ارتفاع في ظاهرة التسول، قالت المحافظة إننا “نتابع ظاهرة التسول في المحافظة مع حماية الأسرة والتنمية الاجتماعية” مؤكدة أن “التسول مهنة في محافظة رام الله وليس احتياج”.
وردا على سؤال هل هي مهنة منظمة في المحافظة؟، ردت غنام: لدى البعض نعم، هناك استغلال للأطفال، لذلك نعمل على محاربتها.
وأضافت: ضبطنا مجموعة من الأطفال يقوم بتشغيلهم مواطن من محافظة أخرى، كما اعتقلنا مواطن آخر يقوم بإجبار أطفاله على العمل في التسول، مردفة: هناك بعض المنقبات يعملن في التسول غير منقبات في الأساس، وإنما كي لا يتعرف عليهن أحد.
وشددت قائلة: ما يهمنا عدم استغلال الأطفال.. أقول بكل ثقة كل الذين نحضرهم في حماية الأسرة والتنمية والمحافظة هم ليسوا محتاجين، بل مترزقين ونسعى كي تنتهي هذه الظاهرة كونها لا تليق بأبناء شعبنا، مشيرة إلى أن المحتاجين الحقيقيين لا ينخرطون في التسول.