[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
تُجمع القراءات السياسية على أن التطورات على جبهة غزة في كل ما يتعلق بمفاوضات صفقة التبادل ووقف حرب الإبادة التي يشهدها القطاع منذ 10 أشهر، هي ما سيكون لها وقعها وتأثيرها على التصعيد المتدرج بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.
وبينما تباينت تقييمات المحللين الإسرائيليين لمدى جاهزية جيش الاحتلال واستعداده لحرب متعددة الجبهات ولمواجهة شاملة مع حزب الله، أكد مسؤول في حزب الله أن الهجوم بصواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل تأخر لاعتبارات سياسية، على رأسها المحادثات الجارية بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة.
وأضاف المسؤول في حزب، في تعليقات مكتوبة نشرتها وسائل إعلام: “إن حزب الله عمل للتأكد من أن رده على مقتل فؤاد شُكر في 30 يوليو/ تموز لن يشعل حربا واسعة النطاق”.
هجمات نارية متبادلة
وشن حزب الله فجر اليوم الأحد، هجوماً هو الأوسع منذ 10 أشهر، شمل قواعد وثكنات عسكرية إسرائيلية، قال إنه استهدافها يأتي ضمن “المرحلة الأولى” لرده على اغتيال قائده العسكري الكبير فؤاد شكر.
وأطلق حزب الله 320 صاروخ كاتيوشا تجاه مواقع جيش الاحتلال، تسهيلاً لعبور مئات المسيرات الانقضاضية نحو أهداف عسكرية إسرائيلية في عمق دولة الاحتلال.
وأوضح حزب الله في بيان صحفي، أنه استهدف ثكنة بيت هيلل، ومربض الزاعورة، وثكنة كيلع، وثكنة يوآف، وقاعدة نفح العسكرية، وثكنة يردن، ووثكنة راموت نفتالي، وقاعدة عين زيتيم، وقاعدة ميرون الجوية، ومربض نافيه زيف.
في المقابل شنّ جيش الاحتلال ما أسماه “ضربة استباقية” لمنع هجوم كبير بآلاف الصواريخ كان حزب الله يتجهز لإطلاقها.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن 100 طائرة حربية إسرائيلية شاركت في الهجوم على أكثر من 200 هدف بلبنان.
من جهته، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اليوم الأحد: “إن إسرائيل اتخذت إجراءات استباقية ضد حزب الله”، مضيفا أن الدفاعات الجوية اعترضت جميع الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقت على إسرائيل.
وقال إنه ينبغي على قادة حزب الله وإيران معرفة أن الرد كان “خطوة أخرى نحو تغيير الوضع في الشمال وإعادة سكاننا بسلام إلى منازلهم” وأن “هذه ليست نهاية القصة”.
منع حرب شاملة
وعدّت بعض التحليلات الإسرائيلية ما سُمي “الضربات الاستباقية” -في ظل الحرب المتواصلة منذ أكثر من 10 أشهر- أشبه بإبر تخدير، ولا تعد حلا جذريا للتوتر الأمني على طول الحدود الشمالية مع لبنان، وعليه “لا بد من مواجهة شاملة لتقويض حزب الله عسكريا وسياسيا وإعادة الأمن والأمان” لمنطقة الشمال.
وقلل المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي دورون كادوش من حقيقة ما سمته الحكومة “ضربة استباقية”، وقال إن الغارات التي شنها سلاح الجو على جنوب لبنان تندرج في سياق تبادل القصف مع حزب الله المتواصل منذ أكثر من 10 أشهر، وتوسيع دائرة الاشتباكات.
وأوضح المراسل العسكري أن ما أعلن عنه الجيش من “ضربات استباقية” ما هو إلا رد فعل على الهجمات التي يشنها حزب الله على منطقة الشمال، مشيرا إلى أن الرد الإسرائيلي ما زال يندرج في سياق الامتناع عن حرب شاملة على الجبهة الشمالية مع لبنان.
ويعد الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال على جنوب لبنان اليوم هو الأوسع منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، وفي مقابل أكد كادوش أن هذا الهجوم “لا يمكن أن يقوض ترسانة حزب الله وقدراته العسكرية، ولا يسهم كذلك في استعادة الردع الإسرائيلي”.
ولا يستبعد المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال أن يمهد الهجوم الإسرائيلي الواسع لمواجهة شاملة مع حزب الله، الذي بدوره أعلن عن شن هجوم بمئات الصواريخ والطائرات المتفجرة على مواقع وثكنات عسكرية إسرائيلية بالشمال وفي الجليل الأعلى، وذلك ضمن ما اعتبره الحزب المرحلة الأولى من الرد على اغتيال قائده العسكري، مما يعني أن هناك مراحل أخرى من الردود والهجمات من لبنان.
وأوضح أنه لا يمكن اعتبار الهجوم الإسرائيلي الواسع “ضربة استباقية” وهو الهجوم الذي يأتي بعد أكثر من 10 أشهر من القتال وقواعد اللعبة والاشتباك “التي يحددها حزب الله غالبا”.
إلى أين يتجه القتال؟
في حين عدّ المحلل العسكري لصحيفة “إسرائيل اليوم” يوآف ليمور، “الضربة الاستباقية” التي وجهت إلى حزب الله “إنجاز استخباراتي وعملياتي” ومحاولة لإعادة الردع الإسرائيلي، مستدركا بالقول “لكن مثل هذه الضربات الاستباقية لا تغير الوضع الأساسي على الحدود الشمالية في هذه المرحلة خصوصا مع استمرار القتال على جبهة غزة وعدم التوصل إلى صفقة تبادل”.
ويشير إلى أن توسيع دائرة إطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله، يترك الجانبين أمام التساؤل المتكرر الذي يرافق القتال من اندلاعه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي “هل نتوجه إلى تصعيد شامل أم إلى التهدئة؟”.
ويضيف المحلل العسكري “هذه هي أيضا الرسالة التي نقلت بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان إلى مجموعة من الأطراف الأجنبية التي طلب منها المساعدة في منع التصعيد، لقد تحركت إسرائيل لإحباط هجوم عليها لكنها لا تنوي خوض حرب واسعة النطاق”.
ويُرجع ليمور موقف حكومة الاحتلال بعدم توسيع الحرب مع لبنان، إلى الضغوطات التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عليها، وذلك من أجل منع تعزيز “وحدة الساحات” وتجنب الانجرار لحرب إقليمية شاملة.
يعتقد المحلل العسكري لصحيفة “إسرائيل اليوم” أن “الكرة في ملعب حسن نصر الله، الذي يترقب مفاوضات وقف النار مع غزة، حيث سيكون مطالبا بأن يقرر كيف سيتصرف، وبالتالي إلى أين سيأخذ لبنان وإسرائيل والمنطقة برمتها، فهو يدرس الاحتمالات، ويبقى صاحب القول الفصل”.
وتشهد الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي توترا شديدا وتبادلا للنيران بين جيش الاحتلال، وحزب الله اللبناني، أدى إلى استشهاد أكثر من 400 شهيد لبناني، ومقتل 44 إسرائيلياً.
ويرهن حزب الله وقف هجماته على الاحتلال الإسرائيلي بإنهاء الأخير حرب مدمرة يشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
“}]]