بيت لحم/PNN- تباينت الآراء السياسية، بشأن إمكانية نجاح الوسطاء بين حماس وإسرائيل في إيجاد مدخل لهدنة جديدة في غزة، وذلك بعد النجاح في إتمام صفقة لدخول الأدوية إلى الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين بالقطاع.
وقبل أيام، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التوصل لاتفاق يقضي بدخول الأدوية للأسرى والمحتجزين لدى حماس في غزة، فيما لم تعلن الحركة أي تفاصيل بشأن الاتفاق أو المقابل الذي حصلت عليه.
تسوية أمنية
أستاذ العلوم السياسية أحمد عوض، قال إن “صفقة الأدوية لا يمكن أن تكون مدخلاً من أجل نجاح الوسطاء في التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل أو حتى التوافق على هدنة إنسانية في غزة”، لافتاً إلى أنها “بادرة حسن نية من حماس تجاه الوسطاء”.
وأوضح عوض لـ”إرم نيوز”، أن “الصفقة الشاملة بين حماس وإسرائيل ووقف إطلاق النار والانسحاب العسكري من غزة، أمور صعبة للغاية في الوقت الراهن، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية تريد مزيداً من التصعيد”.
وأضاف أن “حكومة نتنياهو تريد فرض تسوية أمنية وإطالة أمد الحرب لأسباب كثيرة أبرزها إطالة العمر السياسي للحكومة، وضمان تحقيق مكاسب سياسية في أي انتخابات مقبلة للكنيست، وهذا يصعّب مهمة الوسطاء”.
وتابع عوض: “في المقابل فإن حماس وبعد اغتيال القيادي فيها صالح العاروري رفعت سقف مطالبها السياسية، وتطالب بصفقة قوية جداً، فيما ليس لدى الوسطاء أي قدرة بالضغط على إسرائيل وحماس”.
وبناء على ذلك يقول عوض: “لهذا السبب لا أرى أننا أمام تسوية أو هدنة بين حماس وإسرائيل في الوقت الحالي، وما يريد تحقيقه الطرفان صعب للغاية”، مبيناً أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لم ينجح في حشد التأييد لاتفاق بين طرفي الحرب.
بنود جديدة
بينما قال المحلل السياسي أنطوان شلحت، إن “صفقة الأدوية بين حماس وإسرائيل يمكن اعتبارها اختراقاً غير مسبوق بين الجانبين بعد أكثر من شهر على عدم قبول الطرفين بأي مقترح للهدنة أو التوصل لتهدئة إنسانية بغزة”.
وأوضح شلحت لـ”إرم نيوز”، أن “نجاح الوسطاء في إقناع حماس بإدخال الأدوية لغزة بالتأكيد له ثمن دفعته حكومة نتنياهو، وهذا يعني أن إسرائيل بدأت تتراجع عن مطالبها وتستجيب لضغوط الوسطاء وخاصة الولايات المتحدة”.
وأضاف أن “صفقة الأدوية تُؤسس لإمكانية قبول الطرفين بأحد المقترحات التي تُعرض بين حين وآخر”.
ورجح شلحت، أن “يتم الإعلان عن هدنة إنسانية بين طرفي الحرب بشروط وبنود جديدة، خاصة وأن الطرفين يرفضان الهدنة وفق البنود السابقة”.
وأشار إلى أن “حماس وإن أبدت تشدداً في مواقفها بعد اغتيال العاروري؛ إلا أنها بحاجة إلى التوصل لاتفاق شامل ينهي الحرب ويؤسس لمرحلة جديدة في غزة”، لافتاً إلى أن ذلك مرهون بمدى استجابة الحكومة الإسرائيلية لمطالب حماس وضغوط الوسطاء.
وأكد شلحت، أن “حكومة نتنياهو ترى أنها حققت العديد من الانتصارات السياسية والأمنية والعسكرية في غزة، وأنها بحاجة لبعض الوقت من أجل إقناع الرأي العام بتلك الانتصارات وضمان بقائها”.
واعتبر أن “واشنطن ترغب بإنهاء الحرب، وتمارس ضغوطاً على إسرائيل من أجل ذلك، كما الوسطاء”، مرجحاً أن تؤدي تلك الضغوط لصفقة شاملة خلال أسابيع قليلة.