عصابات السطو بغزة.. أداة الاحتلال لإثارة الفلتان والتجويع ومحاربتها تحظى بالتأييد

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بدعم فصائلي وتأييد شعبي، نفذت قوة سهم الخاصة في وزارة الداخلية عملية أمنية خاصة ضد مجموعات من العصابات المسلحة التي تستولي على المساعدات بحماية الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة، لتؤكد تكامل الجهود بين المقاومة ووزارة الداخلية في مواجهة الاحتلال وأعوانه.

ووفق مصادر في وزارة الداخلية؛ فقد نفذت الأجهزة الأمنية – أمس الاثنين- بالتعاون مع لجان عشائرية حملة خاصة ضد عصابة مسلحة باتت تتمركز في منطقة في رفح التي تتوغل فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وخاضت اشتباكات قوية ضد العصابة نجم عن ذلك نحو 20 قتيلا من عصابات لصوص شاحنات المساعدات في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية.

وشددت المصادر وفق تصريحات نقلتها فضائية الأقصى وتابعها المركز الفلسطيني للإعلام أن العملية الأمنية التي نفذت الاثنين لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات.

وقالت المصادر: إن الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص، مشددة على أن الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها وإنما تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة.

وجاءت حملة الأجهزة الأمنية، بعد يومين استولت فيها العصابات المسلحة -التي يعتقد على نطاق واسع أنها تعمل بتوجيهات الاحتلال كونها تعمل داخل مناطق يسيطر عليها، وتنفذ سياسة تفضي إلى التجويع والفلتان في قطاع غزة على قرابة 200 شاحنة مساعدات في غضون يومين.

وأكدت مصادر وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها ، وتوفير غطاء أمني لها من ضباط الشاباك .

وتنتشر العصابات المسلحة في المنطقة الواقعة شرقي رفح تحديدا في طريق مرور شاحنات المساعدات حيث تعترضها في المنطقة التي يسيطر عليها الاحتلال ومن ثم تسلب المساعدات والبضائع وتبيعها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء، في وقت لا تتوفر أي سيولة أو أموال لدى أغلب سكان قطاع غزة.

ونتيجة تكرار عمليات السطو في الأسابيع الأخيرة، نفد الطحين وأغلب البضائع من الأسواق، وبات بعض المواطنين الذين تتوفر لهم نقود يضطرون للتوجه إلى مناطق سيطرة العصابات المسلحة والشراء منهم بأسعار مضاعفة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن منظمات إغاثية أن العصابات المنظمة في غزة تعمل بحرية في مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت تلك المنظمات أن أعمال النهب أصبحت العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات بالجزء الجنوبي من غزة، وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال رفضت معظم الطلبات باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل في غزة، كما رفضت مناشدات بالسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات.

ومنذ بدء الحرب على غزة، عملت قوات الاحتلال بشكل ممنهج على استهداف الشرطة الفلسطينية وامتد استهدافها ليطال لجان الحماية الشعبية الخاصة بتأمين المساعدات، في إطار ما وصفته المنظمات الحقوقية بأنه سعي إسرائيلي لتدمير النظام الإداري والقانوني بما يسهل إثارة الفوضى والفلتان.

وذكرت الصحيفة أن المنظمات وشركات نقل أكدت أن العصابات المنظمة قتلت واختطفت سائقي شاحنات مساعدات بمحيط معبر كرم أبو سالم.

وقالت واشنطن بوست إن مذكرة داخلية للأمم المتحدة أكدت أن عصابات سرقة المساعدات في غزة “تستفيد من تساهل إن لم يكن حماية من الجيش”، وأن قائد عصابة أنشأ ما يشبه قاعدة عسكرية بمنطقة سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا لتلك المذكرة فإن ياسر أبو شباب هو الطرف الرئيس في النهب المنظم للمساعدات في غزة.

واستهدفت حملة وزارة الداخلية أمس عصابة أبو شباب وتمكنت من قتل العديد منهم.

وأشارت الصحيفة نقلا عن عمال إغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة إلى أن قوات إسرائيلية كانت على مقربة من عمليات نهب في غزة ولم تتدخل.

وأكد مسؤول في منظمة إغاثة دولية كبرى للصحيفة عدم تسجيل أي تدخل من حماس في برامج المنظمة سواء في شمال القطاع أو جنوبه.

وقال مسؤول أميركي آخر إن عمليات النهب هي أكبر عقبة أمام توزيع المساعدات في غزة، مؤكداً أن حركة حماس لا تقف وراء تلك الهجمات.

وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، اتهمت 29 منظمة غير حكومية، في تقرير مشترك، جيش الاحتلال بتشجيع نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من خلال مهاجمة قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول مكافحته.

وجاء في تقرير المنظمات، وبينها “أطباء العالم”، و”أوكسفام”، والمجلس النروجي للاجئين، أن “النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق، وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية”.

القوى الوطنية والإسلامية، بالجهود الرادعة التي قامت بها وزارة الداخلية بحق اللصوص المجرمين الذين يعبثون بأمن الجبهة الداخلية ويسرقون أقوات المواطنين وخبزهم ودواءهم، ويكملون دور الاحتلال في محاصرة شعبنا وتجويع أطفاله ونسائه وشيوخه.

وقالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، في تصريح صحفي وصل وكالة “صفا”، يوم الإثنين، “لقد حذرنا مراراً وتكراراً كل العابثين وقطاع الطرق وعصابات اللصوص”.

وأعلنت القوى مطالباتها الملحة بضرورة التحرك الفاعل والسريع ضد كل السارقين واللصوص، موجهة رسالة إلى التجار اليوم محذرة إياهم من العبث والكسب غير المشروع على حساب المواطن النازح والفقير.

ودعت التجار إلى وقفة صادقة مع أنفسهم وعدم الانسياق وراء رغبات النفس ونزواتها، على حساب الأمر الذي يزيد من معاناة أبناء شعبهم.

وأشادت القوى الوطنية بالجهود المبذولة للضرب بيد من حديد على كل العابثين بالجبهة الداخلية أمنياً واقتصادياً، مؤكدة رفع الغطاء الوطني عن جميع المتورطين.

كما أكدت الاستعداد الدائم لإسناد جهات الاختصاص في عملها المرتكز على حماية مصالح المواطنين، وتأمين إيصال المساعدات وتوزيعها بشكل عادل لكل مواطن.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة