عائلة الشهيد الأسير وليد دقة: السلطات الإسرائيلية تحتجز الجثمان وتمنعنا من فتح بيت عزاء

 ​   

الداخل المحتل/PNN- قالت عائلة الشهيد الأسير وليد دقة (62 عاما) من مدينة باقة الغربية، صباح اليوم الإثنين، إن السلطات الإسرائيلية تحتجز جثمان الشهيد وتمنعها من فتح بيت عزاء في ساحة منزلها الخاص.

وأكد شقيق الشهيد الأسير وليد دقة، أسعد دقة، لموقع “عرب 48” أن “سلطة السجون لم تعلمنا لغاية الآن باستشهاد وليد، ونحن علمنا بالخبر المفجع من مصادر أخرى”.

وأضاف أنه “يحاولون معاقبتنا حتى في حزننا ومنعنا من فتح بيت عزاء”.

كما أوضح دقة أن “القرار بعدم تحرير الجثمان هو أمر خاص من وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. وحتى قيادة الشرطة في المنطقة لا تعلم بالقرار، القرار هو سياسي”.

وختم شقيق الشهيد الأسير حديثه بالقول إنه “يضيّقون علينا داخل بيتنا، ومنعونا من فتح بيت عزاء، ويحاولون التضييق على كلّ القادمين لتقديم العزاء للعائلة”.

واستشهد الأسير الذي كان مصابا بالسرطان، وليد دقة، في السجون الإسرائيلية، مساء أمس الأحد، بحسب ما أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان مشترك صدر عنهما؛ وذلك بعد أن قضى في الأسْر أكثر من 38 عاما، في ظلّ إهمال طبيّ متواصل بحقّه من قِبل السلطات الإسرائيلية، التي حرمت عائلته مرارا من زيارته، كما منعت محامين من ذلك أيضا.

وعلّق وزير الأمن القوميّ الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، على استشهاد الأسير دقة، في بيان مقتضب، إنه “للأسف، انتهت حياة وليد دقة بميتة طبيعية، وليس وفقا لتصوّري (الذي ينصّ على) أنه كان من المفترض أن ينهي حياته في إطار عقوبة الإعدام للمخرّبين”، على حدّ قوله.

ولد وليد دقة في 18 تموز 1961 في بلدة باقة الغربية في المثلث في مناطق 48. وأنهى تعليمه المدرسي في سنة 1979.

وقالت هيئة الأسرى ونادي الأسير “لكن دقّة، جرّاء ما تعرض له هو وعائلته من سياسات العنف الاستعماري العنصرية، ونتيجةً لما شهده في طفولته وصباه من جرائم دولة الاحتلال، ابتداء بحرب النكسة 1967 ومرورا بيوم الأرض 1976 وانتهاء بمجزرة صبرا وشاتيلا 1982- التحق بالعمل الوطني تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1983، وذلك في إطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ولاحقا، انضم إلى التجمع الوطني الديمقراطي في سنة 1996، وصار عضوا في لجنته المركزية.

وأضافت الهيئة والنادي أنه “بعد ثلاثة أعوام من انضمام دقة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، جرى اعتقاله في 25 آذار في العام 1986، وحكمت عليه المحكمة العسكرية في اللد في آذار التالي من العام 1987 بالسجن المؤبد. ومن الجدير بالذكر أنّه قد تم تحديد سنوات المؤبد في العام 2012 بـ37 عاما، ما يعني أن تاريخ تحرر دقّة كان يفترض أن يكون في 24 آذار من العام 2023. إلا أنّه وفي 28 أيار 2018، أصدرت محكمة بئر السبع حكما جائرا بحقه عبر زيادة سنتين إضافيتين على محكوميته بادّعاء ضلوعه في قضية إدخال هواتف نقالة لتواصل الأسرى مع عائلاتهم. وبناء على ذلك، أمسى تاريخ تحرره الجديد هو 24 آذار من العام 2025”.

وذكر بيان الهيئة ونادي الأسير أن “الأسير دقة قد تعرض لجور نظام المحاكم الإسرائيلية منذ أسره وحتى اللحظة. فتم رفض عشرات الالتماسات المتعلقة بتحديد فترة حكمه، ورفض الإفراج المبكر (الثلث)، كما ورفض إزالة تصنيف ’أسير عالي خطر الهرب (سغاف)’، (إلا مؤخرا)، ومنعه حقّه بالزواج، والإنجاب، ووداع أفراد العائلة (فقد توفي والده نمر دقة في سنة 1998)، كما وحرم من زيارة الأهل لأغراض إنسانية (أصيبت والدته فريدة دقة بمرض الزهايمر منذ العام 2013)، وحُرم من الإفراج المبكر للعلاج من المرض بعد أن كُشف عن إصابته بسرطان الدم في العام 2015، وحتى بعد تشخيص إصابته بمرض التليف النقوي Myelofibrosis في 18 كانون الأول 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم”.

إصدارات وكُتب الشهيد وليد دقّة

ومن أعمال الأسير دقة الهامّة والنوعية على مختلف المستويات الفكرية: يوميات المقاومة في مخيم جنين 2002 (2004)؛ صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب (2010)؛ حكاية المنسيين في الزمن الموازي (2011)؛ حكاية سرِّ الزيت (2018)؛ حكاية سرِّ السيف (2021)؛ حكاية سرِّ الطيف/الشهداء يعودون إلى رام الله (2022). هذا بالإضافة إلى عشرات الترجمات والمقالات بالعربية والعبرية التي ترجمت إلى عدة لغات، أبرزها: “الزمن الموازي” (2005)؛ “ميلاد: أكتب لطفل لم يولد بعد” (2011)؛ “حرر نفسك بنفسك” (2020)؛ “السيطرة بالزمن” (2021). كما أن للأسير دقة العديد من المخطوطات، والرسومات، والأشعار، والأغاني، والنصوص السيرية والمسرحية.

وتزوج دقة، في الأسر، من المناضلة سناء سلامة من مدينة اللد في 10 آب 1999 في سجن عسقلان. ولم تتح لهما القوانين العنصرية لدولة الاحتلال فرصة الإنجاب رغم كل الالتماسات بهذا الصدد، إلى أن قرّرا تحقيق حلمهما بالأبوة والأمومة، حيث أنجبت سناء، ومن نطفة محرّرة، ابنتهما “ميلاد” في مدينة الناصرة بتاريخ 3 شباط/ فبراير 2020.

وعلى الرغم من انقطاع مسيرته الأكاديمية إثر الأسر، فقد تمكن الأسير دقة من الحصول على شهادتي البكالوريوس والماجستير في السجن، وذلك في دراسات الديمقراطية من الجامعة المفتوحة الإسرائيلية في العام 2010، وفي الدراسات الإقليمية- مسار الدراسات “الإسرائيلية” من جامعة القدس في العام 2016. فيما لم يتمكن من إكمال دراسته للدكتوراه في الفلسفة من جامعة تل أبيب، بسبب القوانين الإسرائيلية العنصرية الجائرة.

و”خلال العام 2023، وتحديدًا منذ شهر آذار 2023، وإلى جانب إصابة الأسير دقّة بسرطان (التليف النقوي)، تدهورَ وضعه الصحيّ، نتيجة لإصابته بالتهاب رئويّ وقصور كلوي حادّيْن، وبقي محتجزًا في مستشفى (برزيلاي) في العناية الفائقة، تحت حراسة أمنية مشددة. وفي شهر نيسان/ أبريل 2023، وتحديدًا في 12 نيسان/ أبريل 2023، خضع لعملية جراحية جرى فيها استئصال جزءٍ من الرئة اليمنى، ثم جرى نقله إلى عيادة سجن الرملة”.

و”في 22 أيار 2023 تعرض دقّة لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى (أساف هاروفيه) جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال في الرئة وذلك بسبب الاختناق التنفسي الشديد جداً، والتلوث. وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة جرَّاء قصورٍ ملحوظ في عضلة القلب. وفي 25 أيار 2023 وفي خطوة مستهجنة أعادت سلطة السجون الأسير دقة إلى (عيادة سجن الرملة)، مما تسبب له بتدهور جديد، ونقل على إثره مجددًا إلى مستشفى (أساف هاروفيه)، وتلاحقت عمليات النقل بحقّه من السجن وإلى المستشفى (السجن) مع تطور الانتكاسات الصحية المستجدّة”.

وشدد البيان على أن “عائلته كانت قد خاضت مسارًا قانونيا وأطلقت حملة دولية للمطالبة بإطلاق سراحه، بعد أن وصل إلى مرحلة صحية بالغة الخطورة إلا أنّ الاحتلال رفض الإفراج عنه وأبقى على اعتقاله”.

ويأتي استشهاد الأسير وليد دقة، بعد يوم واحد من مطالبة منظمة العفو الدولية، إسرائيل بإطلاق سراح الأسير وليد دقة من مدينة باقة الغربية المصاب بسرطان النخاع الشوكي، على خلفية تعرضه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي للتعذيب والإهانة والإهمال الطبي.

وفي سلسلة منشورات عبر حساب المنظمة الدولية عبر منصة “إكس”، ذكرت العفو الدولية، السبت، أن “الأسير الفلسطيني وليد دقة مصاب بسرطان النخاع الشوكي، الذي يعد من الحالات الطبية النادرة”.

وسلطت العفو الدولية الضوء على أن دقة يتعرض منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، للتعذيب والإهانة ويحرم من زيارات عائلته، إضافة إلى تعرضه للإهمال الطبي.

وخلال هذه الفترة، نقل دقة إلى المستشفى مرتين بسبب تدهور حالته الصحية، حسب المصدر نفسه.

وشددت المنظمة الدولية على “ضرورة إطلاق السلطات الإسرائيلية سراح وليد دقة فورًا لدواعٍ إنسانية، والسماح له بقضاء ما تبقى من حياته مع عائلته”.

وفي 8 آب/ أغسطس 2023، رفضت محكمة إسرائيلية الإفراج المبكر عن الأسير وليد دقة رغم خطورة وضعه الصحي.

وأنهى دقة فترة محكوميته البالغة 37 عاما منذ 24 آذار/ مارس 2023 “لكنه لا يزال معتقلا بشكل تعسفي إثر إضافة سنتين على حكمه في 2018 بدعوى محاولته مساعدة الأسرى بالاتصال بعائلاتهم.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2022 جرى تشخيص إصابة دقة بسرطان النخاع الشوكي ومشكلات صحية متعدّدة، منها أمراض تنفسية والتهاب في الرئة اليمنى.

  

المحتوى ذو الصلة