ظهور مصطلح جديد  لوصف واقع  أطفال قطاع غزةWCNSF : طفل جريح ليس له عائلة على قيد الحياة

 ​   

غزة /PNN / ظهر مصطلح جديد لوصف واقع أطفال قطاع غزة  -WCNSF:  وهو إختصار للكلمات باللغة الإنجليزية Wounded Child No Surviving Family ظهر مصطلح جديد لوصف واقع أطفال قطاع غزة طفل جريح، بدون وجود فرد من أفراد العائلة على قيد الحياة.

تركض الأمهات  في قطاع غزة ويهربن من مكان لآخر للحفاظ على حياتهن وحياة أطفالهن.يعاني الأطفال في قطاع غزة من صدمة لا يمكن وصفها بعد أكثر 40 يوما من الغارات الجوية شبه المستمرة. قُتل ما يقارب 4710  طفلاً في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بما يعادل قتل طفل كل عشر دقائق، أو أكثر من 100 طفل كل يوم. ولا يزال 2000 آخرين على الأقل في عداد المفقودين تحت أنقاض المباني التي تم قصفها ويُفترض أنهم لقوا حتفهم.

إن حجم سفك الدماء غير مسبوق. إن عدد الأطفال الذين تم قتلهم في شهر واحد من الصراع في قطاع غزة يزيد عن ثمانية أضعاف عن عدد الأطفال الذين قتلوا في أوكرانيا خلال العام الأول بأكمله من الحرب مع روسيا. كما أن عدد الأطفال الذين قُتلوا في العراق على مدار 14 عامًا من الحرب بين عامي 2008 و2022 هو أقل أيضا من عدد الأطفال الفلسطينين.

سمر هي واحدة من آلاف الأطفال المحاصرين في قطاع غزة. ترسل سمر رسالة صوتية تتحدث فيها : ” اسمي سمر، عمري 9 سنوات، وأريد أن تنتهي الحرب وأعود إلى البيت وأرسم وأدرس في المدرسة”.

لا يوجد مكان آمن من الغارات الجوية، حتى المرافق الطبية التي يجب أن تكون محمية بموجب القانون الدولي. تعرض مستشفى الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة لغارة جوية  خلال الاسبوع  الماضي وأحدثت أضرار جسيمة للطابق الثالث، الذي يضم قسم سرطان الأطفال وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم علاج للأطفال المصابين بالسرطان في قطاع غزة بأكمله. ومنذ ذلك الحين، صدر أمر إخلاء إضافي للمستشفى، الذي يعالج حوالي 70 طفلاً، قبل الغارات الجوية.

تتحدث هلا التي تعمل في المجال الإنساني في غزة : ” كأم، كنت أركض وأهرب من مكان إلى آخر، فقط للحفاظ على حياتي وحياة أطفالي. ما نريده ففط إنقاذ حياتنا وحياة أطفالنا، لا أكثر ولا أقل”.

يعاني طفلان على الأقل في غزة من إصابات كل 10 دقائق وبعض هذه الإصابات تقلب حياة الأطفال.  ومع ذلك، لا يمتلك الأطباء المستلزمات الطبية المناسبة لعلاجهم، ويضطرون إلى الإستعانة بمواد مثل الخل المنزلي أو الماء المالح بدل المطهرات، كما يلجأون في بعض الأحيان إلى إستخدام مصابيح هواتفهم لإجراء عمليات جراحية منقذة للحياة فقط بسبب نقص الوقود. من المحزن أن عدد الأطفال المصابين الذين يصلون إلى المرافق الطبية والذين تم قتل أسرهم بأكملها مرتفع للغاية الآن، وقد تمت صياغة مصطلح جديد لوصفهم – WCNSF:  وهو إختصار للكلمات باللغة الإنجليزية  Wounded Child No Surviving Familyطفل جريح، بدون وجود فرد من أفراد العائلة على قيد الحياة.

إن العديد من الأطفال الذين بقوا على قيد الحياة حتى الآن هم إما مرضى أو معرضون لخطر الإصابة بالمرض بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والغذاء. أفاد الآباء أن أطفالهم أصبحوا يعانون من سوء التغذية ونقص الوزن الشديد، حيث تقتسم العائلات رغيف  الخبز الواحدة بين أفرادها، كما يضطر الأطفال العطشى لشرب المياه المالحة أو الملوثة. وترتفع حالات التهاب المعدة والأمعاء، في حين أن غالبية حالات الإسهال المبلغ عنها منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول والبالغة 33,551 حالة كانت بين أطفال دون سن الخامسة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وقالت سمية، وهي أم حامل تعيش في مدرسة بالقرب من دير البلح: ” هذه المياه هي مياه البحر المالحة؛ نضطر لشربها لأننا لا نجد الماء الصالحة للشرب.  لا نستطيع إستعمال تلك المياه لتنظيف هؤلاء الأطفال الصغار أو للإستحمام بها ، لأننا نخشى من أن تسبب لهم الأمراض ” .

وقالت رهام جعفري،  مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة أكشن إيد فلسطين:”يعيش الأطفال في غزة رعبًا لا يمكن تصوره، يومًا بعد يوم، منذ أكثر من شهر. فبدلا من خروجهم للاستمتاع بطفولتهم، واللعب مع أصدقائهم والتعلم في المدرسة، فإنهم يعانون من الجوع والعطش، ويجبرون على الاختباء في أماكن ضيقة خوفًا على حياتهم بينما تنفجر القنابل من حولهم.  من المحزن أن بعضهم فقدوا عائلاتهم بأكملها، وسيضطرون إلى العيش بقية حياتهم دون أن تعانقهم أمهاتهم أو آباؤهم أو قريبهم مرة أخرى. إن صياغة اختصار جديد لوصف هؤلاء الأطفال يجب أن يخجلنا جميعا بشدة” .

يجب على القوات الإسرائيلية أن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والتوقف فوراً عن قصف المستشفيات وغيرها من المواقع المحمية. يجب إلغاء أمر الإخلاء في مستشفى الرنتيسي للأطفال. وحتى لو كان الأطفال المرضى الذين يتلقون العلاج هناك في حالة جيدة بما يكفي لنقلهم، مع تعرض الطرق والمركبات لأضرار، فكيف يمكنهم المغادرة؟ أين يوجد المكان الآمن الذي يمكن التوجه اليه؟

لا يمكن للعالم الإستمرارفي المشاهدة السلبية بينما يتم القضاء على جيل كامل. لقد تركت الفظائع التي تم إرتكابهاالشهر الماضي آثارا  عميقة جراء الصدمات التي تعرض لها كل طفل في غزة، والذي سيحتاج إلى سنوات من الدعم النفسي والاجتماعي. وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة إن غزة أصبحت “مقبرة للأطفال” – ولا يمكننا أن نسمح باستمرار هذا الموت والمعاناة. ويجب أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار الآن.

يشار الى ان مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهمهن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهمهن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

  

المحتوى ذو الصلة