تل أبيب/PNN- قالت صحيفة إسرائيلية، إن صفقة تبادل الأسرى الوشيكة بين حماس وإسرائيل لم ترق بعد إلى تطلعات الزعيم العسكري لحماس يحيى السنوار، لكنها من وجهة نظره “الخطوة الصحيحة في الاتجاه الصحيح”، في طريق تحقيق حلمه بإخلاء كل السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، الليلة، أن صفقة التبادل المزمعة ليست هي تلك الصفقة التي تطلع إليها السنوار، لا من ناحية الأعداد ولا من ناحية هوية المُفرَج عنهم من الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية وفق القائمة المعلنة.
لكنها قالت إن الصفقة رغم ذلك “تعد بالنسبة إليه (السنوار) في الاتجاه الصحيح؛ إذ تُعدّ المدخل لتحقيق حلمه بإخلاء السجون الإسرائيلية من الأسرى، بعد أن كانت حماس تعهدت لكل الأسرى بتحريرهم”، مضيفة أن تطلع حماس حاليًّا يتركز على إبرام صفقة كبرى في المراحل التالية.
عودة للمعادلة القديمة
وتنص الرؤية الإسرائيلية على أن الدمار الذي حلَّ بشمال غزة ومقار قيادة حماس هناك، فضلًا عن تصفية قيادات ميدانية كثيرة وتضرر القدرات العسكرية للحركة، أوجد قناعة بأن الضغط العسكري الذي تشكله الحرب البرية والمعارك التي لا تتوقف والضربات الجوية ضيَّقت الخناق على حماس، وأسهمت في بلورة صفقة الأسرى بشروط جيدة.
وتركت الصحيفة المجال مفتوحًا، وقالت ربما تلك الرؤية صحيحة، لكنها استطردت بأن حماس “كانت مستعدة بالفعل لدفع هذا الثمن حتى في الأيام الأولى لبدء الحرب (السيوف الحديدية)؛ إذ ترى الحركة أنها نجحت في إجبار إسرائيل على العودة إلى المعادلة ذاتها، المعادلة القديمة والمعروفة بـ(التبادل)”.
والمعادلة التي تنص على إبرام صفقة يُطلَق بموجبها سراح أسرى إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، حتى ولو كان بين الفلسطينيين مَن تصفهم إسرائيل بأن “أيديهم ملطخة بالدماء”، وحتى ولو كان جزء كبير منهم لا يُحسَب على حماس، ومع ذلك يريد السنوار أن يوجّه رسالة للجمهور الفلسطيني بأنه ما زال الأجدر هنا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من قبضة حماس يُعدّ خطوة مُلحَة وضرورية”، لكن في الوقت ذاته وعلى النقيض “تتيح الصفقة لحماس والسنوار الظهور أمام الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية على حدٍ سواء بأن هجوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر لم يمر هباءً”.
ومضت قائلة إن الصفقة “تُظهِر أنه رغم القتال الواسع في العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل في غزة، “فما زالت حماس على قيد الحياة وأنه لا يمكن تجاهلها بسهولة”.
عجز إسرائيل
ولفتت إلى أن مسؤولي حماس في الدوحة وبيروت لا يمكنهم فعل شيء مِن دونه (السنوار) ودون موافقته، بعد أن حوَّل غزة إلى خراب وأنزل كارثة كبيرة للغاية على سكانها، ولكنه في المقابل يعمل على تحسين مكانته”.
وذكرت بأنه منذ صفقة الجندي جلعاد شاليط (2011)، والتي شملت إطلاق سراح السنوار ذاته، وضع الأخير قضية الأسرى على رأس أولوياته، ويرى أن لديه فرصة سانحة حاليًّا للفوز بتعاطف الجمهور الفلسطيني في الداخل والخارج، وتوجيه رسالة بأن وعوده تحققت.
ورأت أنه في حال عدم استئناف القتال سريعًا لسبب أو لآخر، ولو نجح السنوار في تمديد وقف إطلاق النار، “سيمكنه وقتئذٍ الزعم بأنه حقق إنجازات، ومن ثم سيواصل رفع سقف الشروط بشأن دفعات الأسرى التالية”.
وميَّزت الصحيفة وجهة نظر حماس التي تنص على أن “موافقة حكومة إسرائيل على الصفقة بوضعها الحالي تعني أن تلك الحكومة “عاجزة”، ومضت قائلة: “في واقع كهذا فقط، سيُمكِن توجيه ضربة قوية لحماس وقادتها لو نُفِّذت عمليات عسكرية لتخليص الرهائن”.
وأردفت بأن زعيم حماس في غزة “يعلم أنه يمر بلحظات حاسمة (أكون أو لا أكون)، ويعلم جيدًا أن إسرائيل تريد تصفيته، ويعتقد أنه طالما يحتفظ بأسرى فإنه لن يُغتال، وربما هو مخطئ في ذلك، ولم يقرأ إسرائيل جيدًا (تلميح من الصحيفة إلى إمكانية قتله ولو كان متحصنًا بأسرى إسرائيليين)”.