القدس المحتلة/PNN- كشف الصحافي الأمريكي بوب وودورد النقاب عن انعدام الثقة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعن وصف الأول للأخير بـ”الكذاب” رغم استمرار دعم واشنطن المطلق لتل أبيب.
وقال وودوارد في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” بمناسبة صدور كتابه الجديد “الحرب”، الثلاثاء: إن “الرئيس بايدن يتحدث إلى مساعديه المقربين في البيت الأبيض قائلاً إن نتنياهو كذاب، بل يذهب إلى أبعد من ذلك ويقول إن 18 من أصل 19 شخصًا يعملون لدى نتنياهو كاذبون. انعدام ثقة تام”.
واستدرك الكاتب السياسي: “لكن هذه هي الحقيقة الاستراتيجية والجيوستراتيجية. نحن حلفاء لإسرائيل، وبايدن متمسك بهذا. بيد أن سياسة بايدن مؤيدة لإسرائيل حقا”.
وأشار إلى أن بايدن “أعلن داخليا وليس على الملأ عدم ثقته بنتنياهو وإحباطه منه. وقال لأقرب مساعديه إن هذا الرجل كذاب، ومن هنا جاءت هذه الشكوك (بين الجانبين)”.
وأضاف وودوارد: “في الوقت نفسه، فإن إسرائيل والولايات المتحدة حليفتان، وبحاجة إلى بعضهما”.
وتابع: “وسط ما يجري في الشرق الأوسط الآن، فإن الأمر لا ينبغي أن يكون، وعلينا ألا نأمل أو نعتقد بالضرورة أن تكون هذه الشكوك ودية، بل ينبغي أن تكون علاقة تقوم على الثقة العميقة بدل هذا النوع من انعدام الثقة”.
وعلى مدى الأشهر الماضية نشبت بين نتنياهو وبايدن خلافات وتوترات مكتومة لم تمنع واشنطن من تقديم دعم قوي لتل أبيب منذ بدء إسرائيل الإبادة الجماعية بغزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في غزة عن أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب “الإبادة الجماعية” نحو مليونين من مواطنيه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.