في خطابه امام الكونغرس الامريكي بواشنطن امس، لم يتوقف نتانياهو عن سوق الاكاذيب واحدة تلو الاخرى، وكان في كل مرة يكذب فيها، يلاقي تصفيقا حارا من ” اراجوزات” الكونغرس بشكل غير مسبوق.
خلال استماعي للخطاب، انتابني شعور عارم بالتقزز، وقفز الى ذهني جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي وهو يخطب في جماهير الغوغاء من النازيين، وهو الذي كان من اشهر مقاولاته “اكذب واكذب واكذب حتى يصدقك الناس”.
الاستقبال الذي حظي به نتانياهو كان مضطربا متوترا متناقضا، ففي خارج القاعة كانت الجماهير الغاضبة بالالاف تهتف “بصخب” وترفع الشعارات واليافطات التي تصفه بالمجرم وقاتل الاطفال ومجرم الابادة.
وفي القاعة يتنافس المنافقون من اعضاء الكونغرس على الترحيب به ومحاولة الوصول إليه و ” التمسح” به مدركين ان الكاميرات تصور وان الايباك تراقب.
في الوقت ذاته ما يقارب نصف اعضاء الحزب الديمقراطي امتنعوا عن الحضور وقاطعوا الجلسة، فيما كانت تجلس النائبة الشجاعة رشيدة طليب امامه تعتمر الكوفية الفلسطينية وتحمل يافطة كتب على احد وجهيها “مجرم حرب” وعلى الجهة الثانية ” مذنب بارتكاب الابادة الجماعية”، فيما المرشحة للرئاسة كامالا هاريس، قاطعت الجلسة بحجة ارتباطاتها المسبقة.
الخطاب وصفه الكثير من المراقبين وخاصة العرب منهم بانه مليء بالكذب والدجل والعنجهية، لا بل حتى بعض الصهاينة علقوا على الخطاب بانه لم يكن هو المرجو، فيما وصفته نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة بانه ” الاسوأ مقارنة بأي شخصية اجنبية دعيت لالقاء خطاب في الكونغرس” .
نتانياهو تمادى في خطابه بحيث قال ان كيانه يحمي اميركا، وان انتصار الكيان هو انتصار اميركا معتبرا ان الكيان يحارب إيران بالنيابة عن اميركا.
حجم الكذب الذي مارسه نتانياهو لم يكن مسبوقا خاصة عندما قال ان جيشه “لم يقتل مدنيا واحدا في رفح” خلال العملية العسكرية المستمرة على المدينة منذ اشهر.
باختصار، خطاب نتانياهو بالامس كان بمثابة ” العار” الذي جلل الكونغرس وكل عضو ممن حضر واستمع وصفق وهلل خاصة وان كل واحد من هؤلاء كان يعلم علم اليقين ان نتانياهو يكذب وانهم كانوا يعلمون انه ليس سوى مجرم وانه قريبا جدا سيكون مطاردا ومطلوب القبض عليه بجرائم الحرب والابادة