ساري عرابي: طوفان الأقصى أنقذ القضية الفلسطينية من التصفية

[[{“value”:”

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن معركة طوفان الأقصى أحدثت بلا شك خلخلة في الوضع القائم الذي كان يسبق هذه المعركة، وأنها أنقذت القضية الفلسطينية من خطر التصفية.

وأضاف في مقابلة خاصة مع المركز الفلسطيني للإعلام أنه كان هناك محاولات واضحة لطمس القضية الفلسطينية والقفز عنها لصالح مشروع إقليمي عربي إسرائيلي، عبر تحالف عربي يدمج إسرائيل في المنطقة، عبر رؤية أمريكية للهيمنة على العالم، وكان الثمن المدفوع هو القضية الفلسطينية.

وتابع أنه كان هناك انسداد واضح في الأفق السياسي الفلسطيني، وانسداد في الأفق النضالي والمواجهة، وإضافة لظروف أخرى مثل السياسات الإسرائيلية والاستيطان وتهويد القدس، وإحكام حصار قطاع غزة.

وقال عرابي: إن عملية طوفان الأقصى أحدثت خلخلة في كل ذلك، إلا أنه استدرك بأنه من المبكر الحديث عن إنجازات نهائية للمعركة لأن الحرب قائمة والصراع مفتوح، وهناك إرادة أمريكية إسرائيلية لتجاوز طوفان الأقصى، ومحاولة تحويل الواقع إلى فرصة لتكريس المشروع الاستعماري الصهيوني.

وأوضح أن الاحتلال يحاول ترتيب المنطقة كما يريد بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا أن الإقليم لم يتحول تحولات مرجوة بالاستناد إلى طوفان الأقصى، وما يزال النظام العربي يرفض هذه العملية، ويرفض المواجهة مع إسرائيل.

وأشار إلى أن هناك بعض الأنظمة العربية متحالفة مع الكيان الإسرائيلي، وبالتالي موازين القوى تخدم الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن طوفان الأقصى أحدث خلخلة في كل هذا.

وعن أهداف إسرائيل من الحرب، أكد الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أنها لم تحقق أي منها، مثل القضاء على حركة حماس، والقضاء على التحديات الاستراتيجية التي تحيط بالكيان الصهيوني، منبها إلى أن الحرب لا تزال مفتوحة، وأنه أيضًا لا يمكن القول أن الفلسطينيين حققوا أهدافهم من طوفان الأقصى، فلا يمكن القول أن الإسرائيلي اكتفى بما تحقق، أو أن الفشل هو النتيجة النهائية.

وتابع عرابي أنه بالمحصلة لا يزال صراع الإرادات مستمر وعلى أشده، ونعيش مواجهة غير متكافئة، قوة متفوقة بالتكنولوجيا والأسلحة والنيران الفائضة مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، وحالات من المقاومة مثل حماس وحزب الله، ولا شك أن القوة غير متكافئة بين الطرفين.

وأوضح أن الحرب منفتحة على كل السيناريوهات، فقد تذهب إلى مآلات غير متوقعة وغير محسوبة، أو قد يحدث تسوية في لحظة ما.

وقال: لو حدثت الإنكفاءة الإسرائيلية فيمكن القول وقتها أن إسرائيل لم تحقق أهدافها من الحرب، ولكنها مفتوحة، ولكن لا يمكننا التقليل من حجم الدمار والإبادة التي تقترفها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأوضح أنه لا يمكن القول إن إسرائيل انتصرت بحجم الضربات التي وجهتها إلى قطاع غزة ولبنان، فهي ليست نهاية المطاف، ولكن منجزات إسرائيلية في سياق حرب مفتوحة، تواجه بصمود فلسطيني كبير، وهناك محاولة فلسطينية صلبة لإفشال العدوان الإسرائيلي، يقابلها حالة خلخلة في المشاريع الإسرائيلية والأمريكية إلا أ،ها لم تصل إلى نهاياتها.

وقال عرابي: لا شك أن مرور عام على الحرب، أدخل إسرائيل في حالة غير طبيعية من تعبئة وتدني الاقتصاد ما يقودنا إلى حالة الاستنزاف، غير أن الأمريكيين يدعمون الاحتلال في كل المجالات لتعويض الخسائر التي يمنى بها.

وأوضح أن حروب الاستنزاف لها جبهتان، كما هناك ضرر في الجبهة الإسرائيلية، يحاول الاحتلال إلحاق الضرر بجبهات المقاومة المختلفة، إلا أنه أشار إلى أنه من المبكر الحديث عن حرب استنزاف طويلة ومفتوحة، في حال بقاء المشهد على ما هو عليه.

وشدد أن حرب الاستنزاف يمكن للفلسطينيين أن يحققوا منجزات أكبر، حال توسعت المعركة بشكل أكبر، وحصول أزمات في حرب إسرائيل على لبنان باستعادة جبهة المقاومة عافيتها وإدخال الاحتلال في حرب استنزاف هناك، وهنا يمكن الحديث عن حرب استنزاف مؤثرة.

وأوضح أن الصورة لا تزال غير واضحة، ولكن مع مرور الوقت ستتضح الصورة.

وبشأن تقييم الحرب وهي لاتزال مستمرة، شدد على أن حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال هو مشروع وواجب، ومن حقهم إحداث ثغرة في الجدار المسدود قبل طوفان الأقصى.

وأضاف: وعليه فإن طوفان الأقصى كانت عملية غير مسبوقة، وأحدثت خلخلة في الواقع المسدود، والحرب لا تزال مفتوحة من المبكر الحديث عن تقييمات.

وأكد أن عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة، وأصبح الصراع عربيًا إسرائيليًّا، وكل هذه قضايا وجدت بعد طوفان الأقصى.

وتابع: إلا أن الوضع الإقليمي والعربي خدم حرب الإبادة، ولم يسند طوفان الأقصى، ولم يستطع إيقاف الإبادة في قطاع غزة.

ومضى يقول: نحن في لحظة غموض، والاحتمالات كثيرة على كل الصعد.

وبشأن خطة الجنرالات (تهجير سكن شمال غزة)، أكد أنه لا ينبغي التقليل من شأنها، وما يجري في شمال قطاع غزة هذه الأيام جزء من هذه الخطة، وهناك خطة إسرائيلية قبل خطة الجنرالات، عبر تقسيم قطاع غزة واحتلاله.

وأضاف أنه بالنظر لقوة النيران الإسرائيلية ومحاصرة المقاومة الفلسطينية، والكثافة السكانية في جنوبي وادي غزة، فمن الممكن التوقع أن تقدم إسرائيل على تنفيذ الخطة، غير أن القدرة غير حتمية، ومن الممكن حدوث تحولات تمنعها، إلا أنه لا يمكن التقليل من الخطة.

وأوضح أن المخيف هو أن العالم لا يردع إسرائيل، ويسمح لها بما تشاء، وهنا ينبغي عدم التقليل من خطورة خطة الجنرالات، مؤكد أن الإرادة الفلسطينية يمكنها مواجهة الخطة لكنها بحاجة لإسناد عربي وإسلامي.

وبشأن الدور الأمريكي تجاه حرب الإبادة، أكد أنه دور داعم وفاعل (لجهة دعم الاحتلال)، وبالنسبة للدور العربي فقد وصفه عرابي بالمتخاذل والعاجز، واللامبالي والمتواطئ، وهو أحد أسباب استمرار حرب الإبادة بغزة، وأما الدور الأوروبي فهو شبيه إلى حد ما بالدور الأمريكي,

وأردف عرابي بأن هذه الأدوار سمحت لإسرائيل بمواصلة حرب الإبادة.

وبشأن وحدة الساحات، أكد عرابي أنها موجودة لكن بوحدة ساحات بقدر الفعل في غزة ولبنان والعراق واليمن وإيران، لا يمكن الحديث عن وحدة الحال لاختلاف الظروف السياسية والاجتماعية.

وأكد أن الحسابات مختلفة بين تلك الساحات، وقد تؤثر على فعالية وحدة الساحات، وربما أثرت في مرحلة ماضية.

وقال: هناك فعل يحاول إسناد المقاومة بغزة من أكثر ساحة، وأكثر من ساحة تحاول وقف الحرب، ولكن الاندفاعة الإسرائيلية قوية بمساندة أمريكية وتواطؤ عربي.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة