“زعتر”: إحياء التراث الفلسطيني عبر فنون الخشب في قلب الخليل

 ​   

الخليل/PNN- في قلب مدينة الخليل، حيث تلتقي الأزقة الضيقة بالتراث الغني، يكتب أمير إدريس، الشاب البالغ من العمر 23 ربيعاَ، قصة جديدة تجسد الهوية الفلسطينية. كأحد الرحالة الفلسطينيين، أستكشف أمير جمال بلده من أعلى قمم جبال الشرق الأوسط، مما ألهمه لإنشاء مشروعه الفريد “زعتر”.

https://www.youtube.com/watch?v=jNnffwZe6x8

فكرة “زعتر”
أطلق أمير وشقيقه أحمد مشروع “زعتر” تعبيرًا عن ارتباطهم العميق بتراثهم. كان اسم “زعتر” رمزًا للجذور الفلسطينية، إذ ينمو هذا النبات الأخضر في كل زاوية من الأرض ، معبرًا عن التجذر والهوية. الهدف من المشروع هو إحياء التراث بطريقة معاصرة من خلال تقديم قطع فنية فريدة تعكس الثقافة الفلسطينية فجاءت تلك الفكرة من أن جد هؤلاء الشابين نجار فكانت تلك مهنة اجدادهم وألهمهم هذا التراث العائلي ليعملوا به بطريقة تناسب العصر الحالي، فقال أمير: “جدي كان يوزع قوالب المعمول المصنوع من الخشب لجميع أنحاء فلسطين”.

المنتجات والخدمات
يقدم الشقيقان لمسات فنية مميزة على القطع التي يقدمانها، حيث أسسوا متجرًا إلكترونيًا لعرض منتجاتهم من الخشب المحفور بأسلوب فريد. كل قطعة تحمل قصة، وتتميز بتصاميم مخصصة، بما في ذلك أدوات الطعام التي تعكس ذكريات جميلة وتحمل “روح” فهي ليست مجرد قطع خشبية بل تراث وهوية وفن فعبر متحمساً: “من يشترى تلك القطع يستخسر استخدامها ويرى بها تحفة فنية من جمالها”.

الطموحات والمستقبل
يسعى الشقيقان إلى إشراك 100 شاب وشابة في مشروعهم، مما يوفر فرص عمل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في فلسطين. “نريد أن نقدم فرصًا للجيل الجديد ليكون لديهم فرص في وطنهم”، كما يقول أحمد، مشددًا على أهمية هذا المشروع في تعزيز الاقتصاد المحلي الذي يعيش ركود هائل بسبب حرب الابادة الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين.

التحديات
يواجه المشروع العديد من التحديات، خاصة في مجال التصدير فقال أحمد. “نواجه صعوبات في نقل البضائع إلى الخارج، وقد تستغرق عملية التصدير شهورًا”، مواضحاً أنهم يتعاملون مع هذه العقبات بعزيمة وإصرار، مؤكدين أن مشروعهم ليس مجرد بيع للخشب، بل هو منح للخشب روحًا ومعنى.

الالتزام بالتراث
يختار الشقيقان استخدام خشب الزيتون، الذي يُعتبر رمزًا للتراث الفلسطيني. “حرام أن نحرقه، يجب أن نخلق منه قطعًا فنية تدوم لسنوات” هكذا عبر أمير عن خشب الزيتون المستخدم في الصنع، مضيفاً بأن منتجات “زعتر”  تعكس التزامهم بتقديم شيء مميز وفريد لكل عميل بهذا الوطن وخارجه.

النجاح  
مع مرور الوقت، بدأت قصة “زعتر” تجذب الانتباه، وأصبحت القطع الفنية جزءًا من بعض المنازل الفلسطينية. “زعتر هو براند خليلي فلسطيني أصلي” يفتخر الفلسطينيون به ويأخدونهم كهدايا لبعضهم وللمغتربين خارج الوطن لما يحمله من عبق ورائحة تذكرهم بوطنهم وتجعلهم يشعرون بأنهم قريبين منه.

الأمل والإلهام
توالت الأيام، ومع كل تحدٍ يواجهونه، كانت شغفهم وإصرارهم يعززان روح الأمل في قلوب الفلسطينيين. من خلال “زعتر”، أثبت أمير وأحمد أن الفنون والتراث قادران على تجاوز الصعوبات، وأن الحلم يمكن أن يتحقق حتى في أصعب الظروف.

تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.

https://www.facebook.com/pnnnetwork/videos/1184775465948278

 

 

 

 

  

المحتوى ذو الصلة