غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي منذ استشهاده اسم الشيخ صالح العاروري، وشغل النخب والمغردين تفاصيل حياة الرجل وكلماته، وصموده، وجهاده، بساطته وحبه لأهله وشعبه والعرب والمسلمين، وتواضعه وزهده في الدنيا، وخلقه الرفيع، وكرمه وجوده، وبساطته ورقة قلبه مع إخوانه وصلابته مع أعدائه، في صورة من أجمل ما يمكن أن ترسم لشهيد قريبٌ من أرضه وشعبه وأنصار الحق والعدالة في كل مكانٍ في هذا العالم.
بهذا الدعاء، “اللهم إنه قد قتل غريبا مهاجرا مجاهدا فاللهم ارفع درجاته واجعل الليلة خير ليلة مرت به”، يصف عاصم عبد الماجد ملخصًا سريعًا لمواصفات هذا الرجل الاستثنائي.
يقول الصحفي عميد شحادة في وصف تواضع وبساطة الراحل الكبير: لا تشبه الفلسطيني صورة مثلما تشبهه هذه الصورة، صورة الفلسطيني بلباس العامل، والمزارع، والمقاتل، والمواطن، والإنسان، والعادي، والجار، والرفيق، والصديق، وابن الطريق.
ويضيف: هذه أعظم صورة له في ذهني، أحلى صورة، كنت أراها صورة إنسان بلادنا بلباس إنسان بلادنا اليومي بلا مناسبات.
عائلة العاروري صمود أسطوري
شقيق العاروري وكما كل الفلسطينيين الذين يعجزون عن القيام بواجب أحبابهم وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، وبكل صمود يقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، ويضيف: “إنّ القوي لن يبقى قويًا وسيأتي اليوم الذي تتغير فيه الظروف”، وكان يأمل هو وأهل عارورة وكل أهل فلسطين أن يوارى جثمان الشهيد في تراب فلسطين التي قدم دماءه رخيصة من اجلها.
ويستحضر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مقاطع فيديو ثبات وصمود والدة العاروري وشقيقته، في مشهدٍ يثير الإعجاب كعائلة مجاهدة استثنائية تمثل نموذجًا للعائلات الفلسطينية في غزة التي أثبتت للعالم أنّ كل الشعب الفلسطيني بصغاره وكباره برجاله ونسائه استثنائيون في الصبر والصمود والتضحية وحمل قضيتهم وأرواحهم على أكفهم مهما كانت التضحيات الجسام.
وتنتشر كالنار في الهشيم كلمات أخته: “إن ذهب صالح سيأتي ألف صالح.. ودمه ليس أغلى من دماء أطفال غزة التي نشعر بالخجل أمامها”، وأمّه تكمل صورة الصمود والثبات بالقول: مبروك الشهادة نلت ما تمنيت يا صالح.
ولكنّ ملاك خالد ترد على عدم قدرة أهله الصلاة عليه وتوديعه بالقول: “لا تستطيع عائلته توديعه، فيخرج شعبا من اللاجئين ليصيروا اهله في اخر اللحظات”.
وتتابع بالقول: “جنازة مهيبة للشهداء صالح العاروري، محمد الريس وعزام الاقرع في بيروت”.
ولأنّ محبي العاروري، مثله ببساطته وحبه لكل الأمة العربية والإسلامية، يؤدي شابٌ أردنيٌ العمرة عن العاروري، ويهديها له تعبيرًا عن هذا الحبّ العفويّ للمقاومة وقادتها ورموزها.
استفتاء على حضور وشعبية المقاومة
أمّا أدهم أبو سلمية، فقال: شيعت فلسطين اليوم ومعها شعبنا في لبنان ثلة من رجال الجهاد في فلسطين في مقدمتهم الشيخ صالح العاروري، لقد كان موكب التشييع هو استفتاء آخر على حضور قضيتنا وعمق زخمها.
وأضاف: رحل الرجال بعد أن قاموا بالأمانة والواجب وتركوا عهدة فلسطين في رقاب من يأتي بعدهم مقبلاً غير مدبر.
وشدد على القول: لقد علمنا رحيل القادة أنه بمثابة بعث جديد لجيل أكثر قوة وصلابة وإيمان.
انتظرته خطيبته 12 عاما مشاهد من زفاف ابن القرية القيادي الفلسطيني صالح العاروري بعد 5 أيام من الإفراج عنه من سجون الاحتلال.
رمزية عالية في مثواه الأخير
أمّا رضا ياسين فيقول: تحمل مقبرة الشهداء في بيروت التي دفن فيها الشهيد صالح العاروري اليوم رمزية عالية، تضم قبور الكثير من الشخصيات الفلسطينية المقاومة تاريخياً مثل: مفتي القدس أمين الحسيني والروائي غسان كنفاني وماجد أبو شرار وكمال عدوان، وعلي حسن سلامة، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار إضافة لرفاة أول شهيد لبناني في الثورة الفلسطينية، وقبراً رمزياً لمقاتلي الجيش الأحمر الياباني”.
عبدالله العبري، يقول: “مدرسة غزة تعلم العالم أجمع معنى الثبات على المبادئ والدفاع عن الوطن ورسوخ العقيدة”.
ويضيف معلقا على مقطع فيديو للعاروري: “كلام كهذا لا يصدر إلا من قلب مؤمن صادق الايمان!”.
علي المصراتي يقول: ‘إن كلماتنا ستبقى ميتةً لا حراك فيها هامدةً أعراساً من الشموع فإذا متنا من أجلها انتفضت وعاشت بين الأحياء”.
ملوخية الشيخ صالح وعقل
أما بلال شلش فيستحضر قصة حصلت بين الشيخ العاروري وعماد عقل، فيقول: يحكى أن، ملوخية الشيخ صالح وعماد عقل!
في منتصف التسعينات سمعت أحدهم يحكي بأنه لما أتى عماد عقل وصحبه بحثا عن السلاح والمأوى بعد اشتداد الطلب عليهم في غزة، لجأ عماد في آخر أمره إلى الخليل فاحتضنه الشيخ صالح، وطلب عماد السلاح، بعد برهة خرج.
السنابل الثقال
الدكتور هاني الدالي يقول: الى الذين سبقونا على الدرب ، فكانوا السنابل الثقال التي تجذرت في تراب الأرض، لتزرع فينا بذور التحرير، هنئيا لكم ما نلتم، وإنا على الدرب … وفي الجنّة الملتقى.
ويهدي لروح الشهداء ما قدمه فريق الوعد للفن الإسلامي، في رثاء القائد الشهيد الشيخ صالح العاروري ورفاقه تقبلهم الله..سبع سنبلات…