على الرغم من تأكيد مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز، أن بلاده شبه متيقنة من عزم الصين على دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، فإنه أوضح في الوقت عينه أمس، أن بكين لم تقدم حتى الآن على تلك الخطوة.فما الذي يمنع بكين من مد حليفتها موسكو بالأسلحة الفتاكة؟لا شك أن بكين التي وقفت منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضي في الوسط، مع ميلها إلى انتقاد حلف الناتو وتحميله مسؤولية استفزاز الروس، راقبت جيدا الاصطفاف العالمي الذي تفجر من 24 فبراير الماضي.فمنذ ذلك التاريخ، تقاطرت العقوبات على موسكو، لكنها أتت لصالح الصين التي وثقت روابطها الاقتصادية معها ومع غيرها من البلدان أيضا.مخاطرة محسوبةوقد يغري ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ ويدفعه إلى اعتبار تقديم الدعم العسكري للروس مخاطرة تستحق أن تخوضها بلاده، لأنها ستجعل موسكو تعتمد بشكل أكبر اقتصاديا على بكين، كما سترسل رسالة قوية إلى الدولة الغربية، بحسب ما أفادت صحيفة “تليغراف” البريطانية.إلا أن ملفاً حيوياً يؤرق بكين ويقض مضاجعها، عنوانه تايوان.ففيما تنادي السلطات الصينية بضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، ومن ضمن
على الرغم من تأكيد مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز، أن بلاده شبه متيقنة من عزم الصين على دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، فإنه أوضح في الوقت عينه أمس، أن بكين لم تقدم حتى الآن على تلك الخطوة.
فما الذي يمنع بكين من مد حليفتها موسكو بالأسلحة الفتاكة؟
لا شك أن بكين التي وقفت منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضي في الوسط، مع ميلها إلى انتقاد حلف الناتو وتحميله مسؤولية استفزاز الروس، راقبت جيدا الاصطفاف العالمي الذي تفجر من 24 فبراير الماضي.
فمنذ ذلك التاريخ، تقاطرت العقوبات على موسكو، لكنها أتت لصالح الصين التي وثقت روابطها الاقتصادية معها ومع غيرها من البلدان أيضا.
مخاطرة محسوبة
وقد يغري ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ ويدفعه إلى اعتبار تقديم الدعم العسكري للروس مخاطرة تستحق أن تخوضها بلاده، لأنها ستجعل موسكو تعتمد بشكل أكبر اقتصاديا على بكين، كما سترسل رسالة قوية إلى الدولة الغربية، بحسب ما أفادت صحيفة “تليغراف” البريطانية.
إلا أن ملفاً حيوياً يؤرق بكين ويقض مضاجعها، عنوانه تايوان.
ففيما تنادي السلطات الصينية بضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، ومن ضمن تلك الشؤون بطبيعة الحال تايوان التي تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها، قد يضعف أي دعم صيني لروسيا من موقفها في هذا الملف تحديدا.
فأي تغيير تتبناه بكين بشأن سياستها في أوكرانيا سيضعف من قوة مطلبها بعدم التدخل في أي إجراء مستقبلي قد تقدم عليه بشأن تايوان.
لذا مثلما تسعى الصين إلى الدفع نحو استقرار عالمي يعيد السلام إلى أوروبا، تدرك جيدا أن أي قرار لتسليح روسيا ستكون له عواقب وخيمة بعيدة المدى.
الخوض في المحظور
لكن رغم كل ذلك، قد يرى الرئيس الصيني، بحسب الصحيفة، أن تلك المخاطرة يمكن تحمل تكلفتها، وبالتالي يقدم على الخوض في المحظور وتسليح القوات الروسية بأسلحة فتاكة.
يشار إلى أن معلومات استخباراتية أميركية كانت أفادت سابقاً باستعداد بكين لدعم موسكو بالسلاح والمسيرات الانتحارية، ما قد يقلب مسار الحرب الجارية بين القوات الروسية والأوكرانية، وسط دعم غربي عسكري كبير لكييف.
إلا أن واشنطن حذرت أكثر من مرة وآخرها على لسان مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، الذي أكد في مقابلة مع شبكة “سي أن أن”، أمس، أن الصين ستدفع ثمناً باهظاً إن دعمت موسكو عسكرياً.