رام الله / PNN / قال رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية لمؤسسات التعليم العالي د. معمر شتيوي إنه وحتى اللحظة “لدينا 593 شهيدا من قطاع التعليم العالي من بينهم 75 عاملا و518 طالبا وطالبة، إضافة لتضرر 68 مبنى منها 25 مبنى تضرر بشكل كامل مثل الجامعة الإسلامية والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وجامعة الإسراء، والجزء الأكبر من جامعتي الأقصى والأزهر وفروع جامعة القدس المفتوحة.
وتابع خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش” ان ما تبقى من جامعات، بقي منها الجزء الخارجي فقط، ولكن من الداخل مدمرة، وهو ما أدى الى تضرر 88 ألف طالب وطالبة هم عدد طلبة التعليم العالي في قطاع غزة، في مختلف المستويات.”
ولفت رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية لمؤسسات التعليم العالي الى وجود “تعاون مع مؤسسات دولية مهمة خصوصا مع اليونسكو كونها المنظمة الدولية التي تهتم بأمور التعليم والتربية والثقافة، واليونسكو والتي استعانت بمؤسسة متخصصة بالأقمار الصناعية تابعة للأمم المتحدة لتقدير حجم الخسائر” موضحا “أصبح لدينا جميعا تقديرات أولية عن حجم الخسائر، حيث بلغ حجمها في المباني فقط بعيدا عن المحتويات والتجهيزات والتقنيات ما يقارب 137 مليون دولار.
وأكد أن تقدير مجمل الخسائر بدقة غير متاح حاليا لأن العدوان متواصل على أرض الواقع.
وتابع د. شتيوي: الاحتلال استهدف التعليم في قطاع غزة بكل أركانه لأن الفلسطيني معروف عنه اهتمامه البالغ في التعليم.
وقال شتيوي “نسمع رفضا واستنكارا لما يجري في غزة من استهداف المؤسسات التعليمية، لكن على أرض الواقع لا نجد أي أثر لهذه التصريحات، فالتدمير مستمر وبشكل ممنهج لكل المؤسسات التعليمية”.
أطلقنا مبادرة..
وأكد أنه ومنذ بداية العدوان فإن وزارة التعليم العالي تفكر في كيفية استمرار العملية التعليمية في ظل هذا الواقع الصعب والمعقد، مضيفا “بناء على ذلك أعددنا وأطلقنا مؤخرا خطة طوارئ تعتمد على مؤسسات التعليم العالي في الضفة الغربية والشريكة والمساندة في العالم عبر التعليم عن بُعد”.
وأوضح أن الخطوات الطارئة والاستثنائية حظيت بموافقة واسعة من مؤسسات التعليم العالي في كل من الضفة وقطاع غزة على حد سواء، “لذلك أطلقنا مبادرة استئناف التعليم عن بعد لطلبتنا في قطاع غزة”.
وتابع شتيوي “في البداية.. كانت الفكرة بأن يكون التعليم الكترونيا لكنه يحتاج الى تزامن الطلبة والمحاضرين في ذات الوقت، وهذا الأمر مستحيل في قطاع غزة نتيجة الحرب وانقطاع الكهرباء وضعف الانترنت، وبالتالي كان البديل التعلم عن بعد، أي أن تكون المحاضرات مسجلة وترسل المواد العلمية عبر التقنيات المختلفة، وعندما يستطيع الطالب أن يشبك جهازه بالأنترنت يستطيع أن يطالع هذه المواد”.
وشدد أن الخطة مرنة واستثنائية وتستجيب للواقع الصعب الذي يعانيه طلبتنا في قطاع غزة.
وأشار رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية لمؤسسات التعليم العالي الى أن “معظم المؤسسات التعليمية في الضفة أعلنت على منصاتها استقبال طلبة غزة، حيث سجل لغاية يومنا هذا 12 ألف طالب وطالبة، ونتوقع أن يتضاعف الرقم خلال الأيام القليلة المقبلة”، مردفا: متأكدين أننا لن نصل الى جميع الطلبة لكننا نضيء شمعة في ظل هذا الواقع المعقد.
وحول أعداد الطلبة الذين غادروا غزة بعد السابع من أكتوبر، قال شتيوي إن البيانات تشير الى أرقام لا تتجاوز 3 آلاف طالب من طلبة التعليم العالي تشتتوا خارج قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر، مردفا: الجزء الأكبر في مصر، لكن هناك صعوبة في الوصول إليهم، لذلك ننتظر ما يصلنا من سفاراتنا حتى يتسنى لنا إحصاء الأعداد بشكل دقيق.
إعادة إعمار قطاع التعليم العالي..
وحول قضية إعادة إعمار قطاع التعليم العالي المدمر في غزة، قال شتيوي إنه “من الصعب الحديث عن إعادة إعمار مباني التعليم العالي في قطاع غزة الآن وفي هذا التوقيت الذي تتواصل فيه الحرب، مردفا: الحديث عن إعادة الإعمار يجب أن يكون شموليا مع المرافق والمباني والقطاعات الأخرى.
وتابع: حسب التقديرات الأولية حجم الخسائر كبير جدا في غزة، حيث تصل التكلفة التقديرية الأولية الى 90 مليار دولار لجميع القطاعات.
وأضاف شتيوي أن “كل شركائنا وداعمينا أكدوا أنهم جاهزين للمشاركة في إعادة الإعمار لكن بعد انتهاء الحرب، وتواصلت معنا مجموعة من المؤسسات الدولية وأبدت استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار مثل صندوق اليونسكو لمساعدة التعليم في قطاع غزة”.
وأكد أنه وفي حال انتهاء العدوان صباح الغد، فإن “أول ما سنقوم به هو التقييم الميداني الدقيق لمجمل الخسائر التي ألمت بقطاع التعليم العالي في قطاع غزة، سواء على مستوى البنية التحتية أو التجهيزات والإمكانات، وتبدأ بعدها الخطة التنفيذية لإعادة الإعمار”.
وتوقع أن اعادة تأهيل قطاع التعليم بشكل كامل في قطاع غزة يحتاج الى قرابة 3 أعوام قادمة.