[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
تزامنًا مع ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك، يخرج الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ليعلن طلبه إقامة كنيس يهودي في المسجد، مُدّعيًا ضرورة التسوية بين حق المسلمين واليهود فيه.
خطورة تصريح بن غفير تتجلى في كون السياق الزمني حافلاً بالصراع الدامي على أرض فلسطين والذي تدور رحاه للشهر الحادي عشر على التوالي، في ظل غياب كامل للدور العربي والإسلامي في دعم القضية الفلسطينية، ما يطرح تساؤلاً عن ماذا يمكن أن تقدمه حكومات تلك الدول ونخبتها، للتفاعل مع طرح بهذه الخطورة؟!.
الأزهر يستنهض الحكومات الإسلامية
الأزهر الشريف استنكر بشدة، التصريحات التي وصفها بـ”المتطرفة والمستفزة” الصادرة عن مسؤول “صهيوني متطرف” حول تأييده إنشاء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك.
وأكد الأزهر، أن هذه التصريحات المُحرضة لا تصدر إلا عن عقلية متطرفة لا تحترم الأديان، ولا مقدسات الآخرين، ولا القوانين والمواثيق الدولية، ولا تعرف سوى قانون الغاب والوحشية والإجرام.
وذكّر الأزهر العالم، بأن المسجد الأقصى المبارك كان ولا يزال وسيظل بساحاته وباحاته وكامل مساحاته- إسلاميًّا خالصًا، وحقًّا تاريخيًّا للمسلمين، وهو إسلامي المنشأ، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، وسيظل كذلك رغم المخططات الإجرامية للصهاينة في تهويد المعالم التاريخية للمسجد الأقصى ولمدينة القدس.
وطالب الأزهر حكومات العالم الإسلامي باتخاذ مواقف جادة وصارمة تجاه هذه التصريحات غير المسؤولة والمتكررة من هذه الشخصية الصهيونية والشخصيات الأخرى المتطرفة، التي اعتادت اقتحام المسجد الأقصى المبارك، والتحريض على العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين الأبرياء، ووضع حدًّ لهذه التصريحات الإجرامية والممارسات الإرهابية لمسؤولي هذا الكيان المحتل المتطرف.
شيخ الأزهر
حماس تدعو للنفير
“تهويد الأقصى والسيطرة عليه”.. هذا هو هدف حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، في تقدير حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، والتي قالت إن ما كشف عنه الوزير الإرهابي بن غفير حول عزمه بناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك، يمثِّل إعلاناً خطيراً، يعكس طبيعة نِيّات حكومة الاحتلال تجاه الأقصى وهويته العربية والإسلامية، وخطواتها الإجرامية التي تسعى إلى تهويده وإحكام السيطرة عليه”.
وشددت الحركة في تصريح صحفي أمس الاثنين أن “ما يرتكبه الاحتلال الفاشي من جرائم غير مسبوقة في قطاع غزة، وانتهاكات واسعة في الضفة، وإطلاق يد وزرائه المتطرفين لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه واقتحامه وتنفيذ جولات استفزازية فيه بشكل يومي؛ هي سياسة تصب المزيد من الزيت على النار، ولن تجد من شعبنا إلا مزيداً من المقاومة لحماية مقدساتنا”..
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والداخل المحتل للنفير العام والحشد في الأقصى والرباط في ساحاته، والتصدي لمخططات الاحتلال، كما دعت المقاومة الباسلة والشباب الثائر في الضفة المحتلة إلى تصعيد اشتباكهم مع العدو المجرم وقطعان مستوطنيه.
وأضافت الحركة إن أمتنا العربية والإسلامية، من حكومات وشعوب ومنظمات، وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي؛ مدعوّةٌ اليوم للوقوف عند مسؤولياتها، واتخاذ موقف حازم تجاه مخططات الاحتلال واعتداءاته السافرة على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والعمل بكل السبل لوقف هذا العدوان الوحشي على شعبنا الفلسطيني، ولحماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
صبري يحذر من الاقتراب من الأقصى
ومن جهته قال إمام وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إنه لا حُجّة لبن غفير في ما يدعيه من حق لليهود في الأقصى، مؤكدًا أنه (بن غفير) فشل في ما يدعيه من مخططات ويريد الآن أن يفجر الوضع ليثبت أنه يفعل شيئًا.
وحمّل الشيخ صبري في تصريح لشبكة الجزيرة الحكومة التي ينتمي إليها بن غفير المسؤولية عما يقول، مشددًا على إسلامية الأقصى ومحذرًا من الاقتراب منه.
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري
وقائع تهويدية
ويرى الباحث والمختص في الشأن المقدسي فخري أبو ذياب، إن تصريحات بن غفير جاءت لفرض وقائع تهويدية على المسجد الأقصى، ما يمكن أن يؤدي إلى الانفجار بشكل كبير.
وأضاف في تصريحات لقناة “بيت المقدس” أن بن غفير، بدعم من جماعات الهيكل ومنظمات المعبد، يقيسون ردات الفعل في الشارع المقدسي والفلسطيني والدائرة الأوسع للأمة.
وتوقع أبو ذياب أن بن غفير سيسعى لتحقيق ما يريد خلال الفترة القادمة لإدراكه أنه لا سبيل له لتحقيقه إذا لم يكن جزءًا من الحكومة الإسرائيلية القادمة، مطالبًا أبناء الشعب الفلسطيني بشد الرحال للأقصى والرباط فيه للحفاظ عليه.
تحدٍّ وقح
من جانبه قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، إن تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بشأن المسجد الأقصى تُمثل تحديًا وقحًا لكل القيم، ولجميع الحكومات والشعوب العربية والإسلامية.
وعدّ البرغوثي -في تصريحات لوكالة سند- أن سكوت نتنياهو عن هذه التصريحات وعدم إقالة بن غفير يؤكد أنّ نوايا وعمليات التهويد التي تستهدف الأقصى والقدس، هي سياسة رسمية للحكومة الإسرائيلية.
تحريض وإرهاب
وفي بيانٍ صدر عن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، أكدت المرجعيات الإسلامية في القدس الشريف رفضها “للتصرفات المارقة والتصريحات السافرة الصادرة عن وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال إيتمار بن غفير بحق المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، والتي كان آخرها دعوته المشؤومة اليوم لبناء كنيس يهود داخل المسجد الأقصى المبارك”.
واعتبر بيان الهيئات الإسلامية هذا التصعيد تحريضًا وإرهابًا غير مسبوق في سياق مخطط تيار يهودي متطرف سياسيًّا ودينيًّا باتجاه احتلال وتهويد المسجد الأقصى المبارك أحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام.
وحملت الهيئات الإسلامية في القدس الشريف المجتمع الدولي وبالأخص الأمة الإسلامية الرسمية مسؤولية الانتهاكات الأخيرة التي تحدث ضد المسجد الأقصى بسبب تقاعس وتقصير دول العالم الإسلامي عن أداء واجبها العقدي لنجدة وإنقاذ أولى القبلتين ومسرى ومعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أفعال التدنيس والتهويد المتصاعد من قبل حكومة الاحتلال التي تحمي غلاة المتطرفين اليهود الذين لا يراعون للأقصى المبارك حرمة ولا قداسة ولا يكيلون لمشاعر ملياري مسلم أية وزن ولا قيمة.
وناشدت الهيئات والمرجعيات الإسلامية في القدس الشريف كل مسلم وكل مسيحي وكل حر شريف في العالم للقيام بواجبه من موقعه وحسب قدرته لحماية المسجد الأقصى المبارك كي يبقى مسجداً خالصاً للمسلمين وحدهم بمساحته البالغة 144 دونم فوق الأرض وتحتها كما كان منذ الأزل وسيبقى بإذن الله مسجداً إسلاميا لا يقبل القسمة ولا الشراكة بإدارة حصرية من قبل أوقاف القدس الشريف وتحت وصاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
الرباط والتواجد المكثف يفشل مخططات الاحتلال”}]]