بيت لحم/PNN- اعتبر دبلوماسيون أجانب في إسرائيل، ويمثلون دولا داعمة جدا لإسرائيل، أن انسحاب كتلة “المعسكر الوطني”، برئاسة بيني غانتس، أمس، من حكومة الطوارئ الإسرائيلية سيؤدي إلى زيادة تأثير “الجهات المتطرفة داخل الحكومة”، في إشارة إلى الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، حسبما نقلت عنهم صحيفة “هآرتس” اليوم الإثنين.
وبدا خلال الحرب على غزة أن رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقف الحرب، أو على الأقل التقدم في صفقة تبادل أسرى، أنه نابع من ضغوط يمارسها سموتريتش وبن غفير عليه وتهديدهما بإسقاط الحكومة إذا تم التوصل إلى صفقة، خاصة إذا كانت مقرونة بوقف القتال. لكن مصلحة نتنياهو الشخصية كانت دائما بعدم وقف الحرب تحسبا من عدم تمكنه من تشكيل حكومة أخرى، وفقا ما تظهر استطلاعات الرأي، وخوفا من استئناف محاكمته وربما إدانته بمخالفات فساد خطيرة.
ورغم أن تأثير غانتس وغادي آيزنكوت من خلال عضويتهما في كابينيت الحرب كان محدودا ولم يعارضا استمرار الحرب، إلا أن أحد الدبلوماسيين الأجانب الذين تحدثوا إلى الصحيفة اعتبروا أن “لا شك في أن جميع الدول الغربية التي تدعم إسرائيل، تدرك أنه سيكون من الصعب الاستمرار في دعمكم” بعد انسحاب “المعسكر الوطني” من الحكومة.
وأضاف هذا الدبلوماسي، الذي يمثل دولة دعمت إسرائيل في الهيئات الدولية بشكل دائم خلال الحرب، أن وجود غانتس وآيزنكوت في مركز صناعة القرار منذ الأسبوع الأول للحرب، “ساعد إسرائيل في صد قسم من الضغوط الدولية عليها، وفي إقناع دول هامة في أوروبا ألا تتبنى خطا متشددا أكثر ضدها”.
وعلى خلفية زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لإسرائيل اليوم في محاولة لدفع صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب، نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن “غانتس قدم للإدارة الأميركية، بأكثر صورة مقنعة، الادعاءات المؤيدة للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح”، وأنه كان لهذا الأمر تأثير على قرار الإدارة بعدم معارضة اجتياح رفح بشكل كامل.
وقال دبلوماسي آخر إنه “طالما أن غانتس وآيزنكوت كانا جزءا من كابينيت الحرب، كنا نعلم أن هناك أشخاص بإمكاننا التحدث معهم والاعتماد عليهم أنهم يقولون الحقيقة، حتى لو لم يكن لطيفا سماعها”. واعتبر أنه بعد انسحابهما من الحكومة، “تحول وزير الأمن، يوآف غالانت، إلى الشخص الوحيد في دائرة صناعة القرار الذي ننظر إليه على أنه شريك”.
وأضاف الدبلوماسي نفسه أن جميع الدول الهامة في العالم الغربي لا تقيم علاقات أبدا مع سموتريتش وبن غفير، ومعظمها تتحفظ جدا من نتنياهو ومن الوزير الأقرب إليه، رون ديرمر.
وأوضح هذا الدبلوماسي أن “نتنياهو وديرمر يعتبران كمن يتدخلان طوال الوقت في السياسة الداخلية لدول أخرى، وبالأساس الولايات المتحدة، ودول أوروبية في حالات معينة. لكن التخوف الأساسي هو بالطبع من التأثير الكبير الذي سيكون لبن غفير وسموتريتش. فهما متطرفين ونحن لا نتحدث معهما وهما لا يتحدثان معنا”.
وأشار أحد الدبلوماسيين إلى أن الأمر الأكثر أهمية وإلحاحا في المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية بنظر معظم دول العالم هو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى تشمل وقف إطلاق نار متواصلة، “والجميع يدرك أنه يكاد يكون مستحيلا أن تنفذ ذلك حكومة متعلقة بالمتطرفين بشكل مطلق. وإذا كان هناك أمل في الأسابيع الأخيرة بأن يحقق خطاب الرئيس بايدن نتائج، فإنه واضح الآن أن هذا الأمر فشل”.
وحسب الصحيفة، فإن قلقا يسود في الحكومات الداعمة لإسرائيل بسبب سياسة سموتريتش في الضفة الغربية، وسعيه إلى التسبب بانهيار كامل للسلطة الفلسطينية. واعتبر دبلوماسيون أنه في أعقاب انسحاب غانتس وآيزنكوت من الحكومة، “يوجد تخوف لدى دول كثيرة من أن يستسلم نتنياهو لإملاءات سموتريتش، الأمر الذي سيقود إلى تفجر عنف واسع في الضفة”.
ولفت أحد الدبلوماسيين، وفقا للصحيفة، إلى أن غانتس كان متشددا جدا في الموضوع اللبناني، وأن “أي دبلوماسي أجنبي التقى معه في الأشهر الأخيرة سمع منه أن لا خيار سوى تصعيد الجهود ضد حزب الله، حتى بثمن حرب”.