خسائر القطاع الصحي في قطاع غزة مليارات الدولارات ولا يمكن تقديرها بشكل دقيق حاليا

 ​   

رام الله /PNN / قالت وزيرة الصحة د. مي كيلة إن “الحرب الإٍسرائيلية على قطاع غزة شهدت استهدافا واسعا ومباشرا للمستشفيات والمجمعات الطبية”، مشيرة أن الخسائر المالية لهذا الاستهداف بلغت مليارات الدولارات، لكن لا يمكن تقديرها بشكل دقيق حاليا بسبب استمرار العدوان.

وتابعت خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش ان “مجمع الشفاء الطبي، مجمع ناصر الطبي، المستشفى الإندونيسي والأمل وبيت حانون وغيرها، كلها حوصرت وقصفت واستهدفت بشكل مباشر”، مؤكدة أن الاستهداف لا يطال المستشفيات الحكومية فقط بل الخاصة والأهلية أيضا مثل المستشفى المعمداني.

وأضافت “نحن نتحدث عن دمار كبير في الأبنية والمعدات والمستلزمات الطبية والبنية التحتية وبالتالي لن يكون لدينا رقم دقيق لمجمل الخسائر إلا بعد توقف العدوان” مردفة:” لكن ما يهمنا أكثر حاليا الأرواح البشرية سوءا من الكوادر الطبية والصحية أو من المواطنين”.

وأوضحت أنه يوجد 36 مستشفى في قطاع غزة ما بين حكومي وأهلي وخاص، يعمل منها 13 مستشفى فقط وبشكل جزئي، أي لا تعمل فيه جميع الأقسام، وتتمثل في 6 مستشفيات في الشمال و7 مستشفيات في الجنوب.
 

وكشفت وزيرة الصحة أنه يوجد في رفح حيث العدد الأكبر من النازحين “تقريبا مليون و900 ألف” = 130 سريرا فقط في مستشفى أبو يوسف النجار وهو الوحيد في رفح، مشيرة أن هذا عدد قليل جدا بالنسبة للاحتياج الكبير هناك.

وقالت إنه في حال تنفيذ الاحتلال تهديداته باقتحام مدينة رفح سيخلف ذلك كارثة صحية كبيرة وارتفاع كبير جدا في عدد الشهداء لأسباب متعددة، أولها تتمثل في أن قدرة مستشفى أبو يوسف النجار محدودة جدا، وثانيها الكثافة السكانية الأكبر في رفح، حيث يعيش 97 ألف نسمة في كل كيلو متر مربع، “لذلك نناشد الدول والمؤسسات بالضغط على الاحتلال من أجل إجبار الاحتلال على عدم الاجتياح”.

احتياجات أساسية للمستشفيات لضمان الحد الأدنى

وفيما يتعلق بالاحتياجات الأساسية للمستشفيات قالت وزيرة الصحة إن الوقود هو الاحتياج الأبرز من أجل توليد الكهرباء، كي تعمل الأجهزة الطبية والمعدات سواء في العناية المكثفة أو غرف العمليات أو الأقسام، لأن كل شيء يعتمد على الكهرباء.

وتابعت “كما نحتاج الى الأكسجين بشكل طارئ في مستشفيات غزة والى الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية لأنها نفذت”.

وحول طبيعة عمل وزارة الصحة قالت كيلة: منذ 8 أكتوبر ترسل لنا الوزارة في غزة أبرز احتياجاتها، ونحن بدورنا نرسلها الى مؤسسات الأمم المتحدة والدول المانحة، مردفة “عندما توجهت الى رفح رأيت عددا كبيرا جدا من الشاحنات على جانبي الطريق من العريش الى رفح تنتظر الدخول وكميات كبيرة جدا من المساعدات في مخازن الهلال الأحمر المصري”.

وشددت أن العائق الوحيد يتمثل في الاحتلال الذي يعرقل دخول المساعدات الى غزة، مشيرة أن الضغط لتسهيل دخولها يعني تخفيفا لمعاناة الناس هناك وخصوصا في المجال الصحي والطبي.

كيف ستعمل الوزارة على إعادة بناء القطاع الصحي؟

وفي ردها على سؤال حول خطط وزارة الصحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في القطاع الصحي في القطاع، وما هي الخطط المستقبلية لإعادة بناء ما تدمر، قالت الوزيرة: وضعنا مجموعة من الخطط لإنقاذ الواقع الصحي لكن في البداية يجب وقف العدوان، مردفة: واحدة من الخطط الطارئة إقامة مجموعة من المستشفيات الميدانية، ونحن نحاول إدخال عدد منها الآن بسبب الحاجة الطارئة لها، كما أن بعض الدول الصديقة جهزت مستشفيات ميدانية كاملة وتنتظر الدخول.

وتابعت: لدينا خطط طارئة ومن ثم خطة لترميم وإعادة بناء النظام الصحي، لكن حاليا لا يوجد موازنات حكومية بسبب الأزمة المالية الكبيرة التي تعصف بنا.

وأضافت: سمعنا أن هناك موازنات من الدول العربية والمجتمع الدولي، لكن بالأساس يجب الضغط على “إسرائيل” كي تدفع جميع ما قامت بتدميره خصوصا وأن جزءا كبيرا من المستشفيات والمراكز الطبية بنيت بأموال المانحين.

وقالت الوزيرة إنا نسمع عن رغبة الدول في دعمنا من أجل تطوير القطاع الصحي لكن كل هذا كلام لغاية اللحظة ولا يوجد أي شيء مكتوب.

ما مصير النساء الحوامل في غزة؟

وفيما يتعلق بالنساء الحوامل في قطاع غزة، أكدت كيلة أنه لا يوجد مستشفيات ولا كوادر طبية قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من النساء الحوامل في غزة.

وتابعت: قمنا بالتعاون مع الصندوق الإنمائي والسكان للأمم المتحدة بإدخال حزمة خاصة بالولادة الطارئة، في داخلها كل ما تحتاجه الأم والطفل من أجل الولادة الآمنة والنظيفة، ونجحنا بتوزيعها على جميع مراكز الإيواء.

وفيما يتعلق بالتطعيمات للمواليد الجدد الذين بلغ عددهم قرابة 20 ألفا منذ بداية العدوان، أكدت كيلة أن الوزارة نجحت في إدخال تطعيمات تكفي لثمانية شهور من خلال اليونيسيف وبمساعدة وزارة الصحة المصرية.

مرضى السرطان وغسيل الكلى والمصير المجهول..

وحول معاناة مرضى السرطان في قطاع غزة، أوضحت وزيرة الصحة أن هناك 10 آلاف مريض سرطان في غزة، ويرتفع العدد سنويا بقرابة 2000 حالة، منهم نحو 120 طفلا.

وأكدت أن وضع مرضى السرطان يزداد صعوبة وتعقيدا لأن المرض ينتشر في حال توقف العلاج، وجميع المرضى في قطاع غزة توقف علاجهم لفترات طويلة.

وكشفت أن جزءا من الأطفال المصابين بالسرطان استقبلهم مركز الحسين للسرطان في الأردن، وجزء من الأطفال والنساء وكبار السن استقبلتهم كل من تركيا والإمارات، مضيفة: لكن للأسف لم يخرج كل مرضى السرطان وإنما جزء منهم وبقي الآلاف.

وشدد أن مرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى والأمراض المزمنة يجب أن يتوفر لهم العلاج، مطالبة بأن تدخل أدويتهم عبر معبر رفح البري فورا.

وحول موضوع إدخال الأدوية قالت كيلة إننا لغاية اللحظة غير قادرين على إدخال أدوية مرضى السرطان ولا أدوية واحتياجات مرضى غسيل الكلى، بسبب الإجراءات البطيئة والانتقائية في اختيار المساعدات، وبالتالي هناك مشكلة حقيقية في هذا الإطار.

وأشارت أن هناك 4 مواطنين استشهدوا مؤخرا بسبب عدم توفر إمكانية غسل الكلى في القطاع.

ووفقا لإحصاءات وزارة الصحة هناك ألف ومئة مواطن يحتاجون الى غسيل الكلى بشكل طارئ في غزة وإلا فإن الموت في انتظارهم.

وأكدت كيلة أن مستشفى كمال عدوان بدأ باستقبال أعداد بسيطة لغسل الكلى قبل يومين، لكن ليس باستطاعة الجميع الوصول الى هناك بسبب القصف وتقطيع أوصال الطرق، مشيرة أن 80 في المئة من وحدات غسيل الكلى موجودة في مجمع الشفاء الطبي، والوصول الى الشفاء في هذه الظروف محفوف بمخاطر كبيرة على الحياة.

  

المحتوى ذو الصلة