[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“قلي وين رايح، مسك منك فايح، يا أبو العيون وساع فضيت المطارح”، طالما صدح المنشد الفلسطيني حمزة أبو قينص بهذه الكلمات راثيًا شهداء فلسطين الذين يرتقون على طريق القدس، وهو الذي يرحل اليوم تاركًا خلفه، سيرة معطرة بالفخر والمقاومة.
الفنان الفلسطيني حمزة أبو قينص، واحدٌ من أشهر المنشدين في فلسطين، والذي يلقب بـ”حداء الراحلين”، و”راثي الشهداء”، رثته فلسطين كما رثى شهداءها، وهو الذي ارتقى شهيدًا في خضم معركة طوفان الأقصى المستمرة منذ أكثر من عام.
تميز حمزة أبو قينص بصوته العذب الشجي، وهو الذي رثى شهداء فلسطين بأعذب الأناشيد، حتى قبل ساعات من استشهاده كان يرثي شهداء غزة بقصيدته الشهيرة “أخي سوف تبكي عليك العيون”، والذي أطلق على نفسه صوت غزة الثائر.
حمزة انضم إلى قائمة من آلاف الشهداء بعد تعرضه لإصابة خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي على غزة، قبل أيام عدة، حيث ارتقى متأثرًا بجراحه الخطيرة وفق مصادر محلية.
وأكد مدير أعماله خبر استشهاده بعد أن استهدف الاحتلال المنزل الذي نزح إليه، بعدما اضطر إلى مغادرة حي اليرموك الذي تعرض لقصف صهيوني همجي في بداية الحرب الدامية في أكتوبر 2023، ليلتحق بباقي أفراد عائلته الذين استشهدوا في بداية الحرب، بمن فيهم والده وشقيقه الأصغر.
مصادر أكدت لمراسلنا أن حمزة افترق عن زوجته وأطفاله بعد أن نزحوا إلى جنوب قطاع غزة، وهو الذي فضل البقاء في شمالي القطاع.
راثي الشهداء
يطلق على حمزة في فلسطين بأنه راثي الشهداء، نظرًا لقدرته على رثاء الشهداء بأناشيد تحمل الطابع الديني والوطني، فكانت مسيرته الفنية في سن مبكرة بدأت من مشاركته في الإذاعة المدرسية عندما كان في الصف الرابع الابتدائي، قبل أن ينتقل إلى الأستوديوهات الصوتية ليبدأ بتسجيل أعماله.
مع السلامة يا مسك فايح
ومن أشهر أعمال المنشد حمزة أبو قينص «مع السلامة يا مسك فايح»، و«شيعوه»، و«عشق المخيم».
كما حصل على العديد من الجوائز في المسابقات الفنية الدينية طوال مراحل الدراسة قبل الجامعية.
وبدأت مسيرته في سن مبكرة عندما كان لا يزال في الصف الرابع الابتدائي، إذ بدأ بالمشاركة في الإذاعة المدرسية، قبل أن ينتقل إلى الأستوديوهات الصوتية ليبدأ بتسجيل أعماله.
في مقابلة سابقة له، قال الشهيد أبو قينص: “لا أحد يستحق أن يغنى له ويرثى أكثر من الشهداء. أنا تربطني علاقة حب واحترام مع تمني لخاتمتهم وهي أكبر مناي”.
وأضاف: “كرم الشهادة هذا، مرحلة بدها تعب برضو، لما توصل لمرحلة إنه ربنا يحسن ختامك شيء طبيعي ولا ما في حاجة عنه. على وجه الأرض أجمل من إنه ربنا يكتب لك اياها. إذا ما كانت يعني الشهادة بالقيمة هاي والعظمة هاي كان ما تمناها النبي عليه الصلاة والسلام. أجرها عظيم وحسن خاتمة عظيم وكرم من الله عز وجل لكن برضه إلها ناسها”.
طريق الصادقين
وعقب استشهاد أبو قينص، رثاه النشطاء الفلسطينيون، وحصد استشهاده تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال عن ارتقائه النشطاء إن “طريق الصادقين تليق به، وارتقى شهيدا كما تمنى، وارتقى على يد قاتِل واحد قتله وقتل الشهداء الذين رثاهم”.
فيما أشار نشطاء آخرون، إلى أن أبو قينص “صاحب حنجرة ذهبية، وارتقى مقاتلا على سبيل من رثاهم”. وأضافوا: وكيف نرثي من كان يرثي الشُهداء؟.
وأكد نشطاء أن الشهيد حمزة، “كان لسانه سيفا من كلمات يواسي القلوب ويمسح على جراح الأمة، واليوم نفتقده وهو الذي كان يداوي الفقد”.
وأشاروا إلى أن “من يرثي الشهداء ليس كغيره، فهو يخط بقلبه قبل قلمه، يجسد الأمل وسط الحزن، ويزرع العزيمة في أرض الألم، نم قرير العين يا من رثيت الأبطال، فقد أصبحت اليوم بطلاً في رثائك، كلماتك ستظل حية، وستبقى روحك تلهمنا كما كنت دائما، لم تذهب بعيدًا، بل صرت جزءًا من الحكاية التي لطالما صدحت بها”.
“}]]