الداخل المحتل / PNN – أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد إخطارات استدعاء للتجنيد لألف من أفراد طائفة اليهود المتزمتين دينيا (الحريديم)، في خطوة تهدف إلى زيادة قواته لكنها قد تزيد التوتر بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت الشهر الماضي أمرا لوزارة جيش الاحتلال بإنهاء إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة في جيش الاحتلال. وكان هذا الترتيب قائما منذ قيام ما يسمى بـ”دولة إسرائيل” في عام 1948 عندما كان عدد أفراد الحريديم صغيرا.
وعارض الحزبان الدينيان في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا التحول الجديد في السياسة، الأمر الذي فرض ضغوطا شديدة على الائتلاف اليميني في ظل استمرار الحرب في غزة.
وشهدت طائفة الحريديم زيادة سريعة في أعداد المنتمين إليها. ويقول زعماء الحريديم إن إجبار طلبة المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية إلى جانب الإسرائيليين العلمانيين، ومنهم نساء، ينذر بتدمير هويتهم الدينية. وحث بعض الحاخامات أفراد الطائفة على حرق أي أوامر استدعاء تصلهم.
ولا يرفض كل أفراد الحريديم الخدمة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أنشأ عددا من الوحدات المخصصة لهم.
واستجاب لأوامر الاستدعاء اليوم الأحد عدد من أفراد الحريديم ممن لم يطلبوا الإعفاء من التجنيد، وعبروا عن أملهم في التوصل إلى حل وسط.
وقال نتساخ كوهين (19 عاما) قبل دخوله قاعدة التجنيد “إذا كنت تريد تجنيد الحريديم، فتعلم أولا ما عليك القيام به لفعل ذلك. لا تنفذ ذلك بالقوة”.
وأكد آخرون من الحريديم الأكثر تزمتا دينيا أنهم لن يوافقوا أبدا على الخدمة في جيش الاحتلال.
وقال ديفيد مزراحي، وهو طالب في معهد لاهوت من القدس يبلغ من العمر 22 عاما، “من لا يفهم قيمة الدراسة لا يمكنه فهم السبب وراء رفض الحريديم للتجنيد”.وأضاف أن فرض التجنيد يزيد حدة الخلاف.
ومن المتوقع بعد المجموعة الأولى من الاستدعاءات إرسال إخطارات أخرى لنحو 3000 من الحريديم خلال الأسابيع المقبلة.
ولا تزال الحكومة الاسرائيلية تسعى لإقرار قانون للتجنيد من شأنه أن يشمل بعض التنازلات المحدودة ويحل هذه المشكلة قبل أن يهدد استقرار الائتلاف.
وزادت الضغوط لتجنيد الحريديم بشكل حاد من الجيش والعلمانيين الإسرائيليين من أجل توزيع عبء الخدمة العسكرية في إسرائيل في ظل استمرار القتال في غزة منذ أكثر من تسعة أشهر والتهديد المتزايد باندلاع حرب مع حزب الله في لبنان.
ويلزم القانون الإسرائيليين من عمر 18 عاما بالخدمة في الجيش لمدة تتراوح بين 24 و32 شهرا. ويحصل غالبية عرب إسرائيل، الذين يمثلون 21 بالمئة من السكان، على إعفاء من الخدمة العسكرية.
(رويترز)