[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد جراح أميركي تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أطفالا فلسطينيين في غزة بنيران قناصته، مشيراً إلى أن كل الكوارث التي شهدها مجتمعاً، لا تعادل مستوى المجازر التي رآها ضد المدنيين خلال أسبوعه الأول فقط في غزة.
ووفق شهادة أدلى بها الطبيب مارك بيرلموتر، لقناة “سي بي إس” الأمريكية، فإن غالبية الضحايا المدنيين هم من الأطفال.
وتطوع الطببب بيرلموتر في غزة من نهاية أبريل/ نيسان وحتى النصف الأول من مايو/ أيار 2024، وهو جراح عظام من ولاية كارولينا الشمالية، ونائب رئيس الكلية الدولية للجراحين.
وقال الطبيب الأمريكي: “شاهدت أطفالا في غزة استهدفوا بشكل متعمد برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي، هناك حالات استهداف ممنهج للأطفال وارتكاب جرائم حرب بحقهم”.
وتابع: “أخرجنا شظايا بحجم أصبعي من أطفال صغار، وهناك أيضاً رصاص قناصة، لقد عالجت أطفالاً أطلق عليهم الرصاص مرتين”.
وفي رده على تساؤل: “هل تقول إن الأطفال في غزة يتم إطلاق النار عليهم من القناصة؟”، أجاب بيرلموتر: “بالتأكيد لدي وثائق لطفلين أُطلق على أحدهما النار بدقة في منطقة الصدر، وكذلك على جانب الرأس مباشرة”.
واستدرك قائلاً: “لا يصاب طفل صغير برصاصتين عن طريق الخطأ من القناص”.
وأضاف عن هول ما شهد عليه من جرائم: ” رأيت أجساداً ممزقة، سحقت تحت المباني. لم أرَ مثل ذلك من قبل، لقد شاهدت عدداً كبيراً من الأطفال الذين تم حرقهم بشكل غير مسبوق، ولم أشاهد في حياتي أطفالاً مقطعين كما رأيت في غزة”.
وبين بيرلموتر أن الوضع في غزة يعكس صورة قاتمة لمستوى العنف المستهدف ضد الأطفال الأبرياء في المنطقة، مؤكدًا أنها جريمة ضد الإنسانية لا تُحتمل.
كما تُظهر شهادته القاسية التجاوزات الفادحة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، وبالأخص الأطفال في غزة، مما يدعو المجتمع الدولي للتدخل السريع لحماية الأرواح وحقوق الإنسان الأساسية، بحسب القناة الأمريكية.
وشهادة بيرلموتر ليست الأولى، إذ سبق أن تحدث أكثر من عشرين طبيباً في غزة مؤخراً لصحيفة “صنداي مورنينج” عن إصابات ناجمة عن طلقات نارية تعرض لها الأطفال.
وأواخر مارس/آذار الماضي وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه إعدام جيش الاحتلال الإسرائيلي 13 طفلا بإطلاق نار مباشر باتجاه أطفال فلسطينيين في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في غزة.
وأوضح المرصد أن فريقه الميداني تلقى “شهادات متطابقة” بشأن جرائم إعدام وقتل لأطفال تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و16 سنة، بعضهم أثناء محاصرة الاحتلال لهم مع عوائلهم داخل منازلهم في غزة، وآخرين خلال محاولتهم النزوح في مسارات حددها لهم جيش الاحتلال مسبقا.
وشدد المرصد على أن تلك الإعدامات تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، مما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سياق الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 39 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 90 ألف آخرين معظمهم أطفال ونساء، وإلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل في البنية التحتية الصحية والتعليمية ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
“}]]