جرائم إسرائيلية مركّبة.. حرب إبادة وحصار وتجويع

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
يقترف الاحتلال الصهيوني حالة من الانتقام الجنوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في محاولة منه لرد هيبته التي مُرغت بالوحل في السابع من أكتوبر على أيدي كتائب القسام.

ولا تتوانى العصابات الحاكمة لكيان الاحتلال عن استخدام أقذر الأساليب لطمس صورة يوم السبت المشهود، بالإمعان في القتل وارتكاب جرائم الحرب الوحشية، لعلهم يستعيدون شيئًا من الصورة التي احترقت.

حرب التجويع

ومنذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، اعتمد الاحتلال سياسة التجويع والتعطيش بحق سكان القطاع، بالتزامن مع سياسة الأرض المحروقة التي يدمر فيها المنازل والأحياء السكنية على رؤوس ساكنيها.

واستهدفت غارات الاحتلال المخابز ومحيطها في جميع أنحاء القطاع، في حين أن المتبقية منها غير قادرة على العمل بسبب نقص الوقود والدقيق.

وقال رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف: إنه “لا يوجد أي مخبز يعمل الآن في محافظتي غزة وشمال غزة، بعد استهداف 12 مخبزا”.

عائلة فلسطينية نازحة تروي معاناتها في توفير الخبز بعد إغلاق الكثير من المخابز جراء قصفها أو نقص الوقود والكهرباء بقطاع #غزة#الجزيرة_مباشر #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/TT3ryNtgnx

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 8, 2023

وبسياسة وحشية، يعزل الاحتلال مدينة غزة وشمالها، عن جنوب القطاع، الذي يعاني هو الآخر صعوبات متنوعة مع استمرار قصف الاحتلال لمزارع الدواجن والأراضي الزراعية والمزارعين.

كما يمنع الاحتلال توريد السلع الغذائية وكل الإمدادات الإنسانية، بما فيها الوقود، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، ومعبر رفح المصري.

وقد حذر برنامج الأغذية العالمي من أن “أكثر من مليون شخص يعانون من الجوع في غزة، مع نفاد إمدادات الغذاء والمياه”.

وأشارت تقديرات منظمة “أوكسفام” الدولية، في وقت سابق إلى أنه تم تسليم نحو 2% فقط من الغذاء المطلوب لإطعام سكان غزة منذ 7 أكتوبر.

واستدركت المنظمة أن “الجميع تقريبًا يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، ما يعني أنهم لا يعرفون على وجه اليقين من أين ستأتي وجبتهم التالية”.

مناشدات أممية

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أن إسرائيل صعّدت في الساعات الأخيرة بشكل حاد من “حرب التجويع” كأداة للإخضاع.

من مداخلة على #قناة_الجزيرة…حرب التجويع الإسرائيلية كجزء من الإبادة الجماعية في غزة pic.twitter.com/FoZbhGpvtf

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) November 7, 2023

وأشار مدير المرصد إلى أنه يعمل حاليا على توثيق حالات لأطفال يعتقد الأطباء أنهم توفوا بسبب الجفاف الناجم عن الجوع الشديد.

ومن جهتها، دعت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إلى توسيع وصول المساعدات الإنسانية لغزة مع وصول الإمدادات الغذائية الحيوية إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.

وأشارت ماكين إلى أنه في الوقت الحالي لا يعرف الآباء في غزة ما إذا كان بإمكانهم إطعام أطفالهم اليوم ولا يعرفون حتى إذا كانوا سيعيشون للغد.

ومن جانبها، قالت مديرة نشاط التمريض في منظمة أطباء بلا حدود، إن سكان قطاع غزة يموتون جوعا، دون أدنى مبالغة.

وتذهب جميع المطالبات، لحد اللحظة، في مهب الريح، أمام شلل دولي عاجز عن تحرك بإدخال مساعدات عاجلة، غذائية وطبية.

صرخة للضمائر الحية

ودعا أطفال من قطاع غزة، أمس الثلاثاء، وباللغتين العربية والإنجليزية، العالم إلى وقف ما يتعرضون له من “تجويع وإبادة وتهجير” من جانب إسرائيل، مشددين على ضرورة محاكمة “القتلة”.

وجاءت هذه الدعوة، خلال مؤتمر صحفي عقده أطفال فلسطينيون، بحضور وسائل إعلام محلية، من أمام مستشفى الشفاء في غزة، الذي يتعرض محيطه لقصف إسرائيلي متكرر.

ومن جهته، اعتبر الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، أحمد جبريل، أن إسرائيل تتبع “أسلوبا ممنهجا بالقتل؛ أما بالقصف بقنابل ضخمة، أو الأمراض، أو الجوع”.

إسرائيل تستهدف تجويع #غزة.. قصف المخابز وخروجها عن الخدمة ينذر بمجاعة 🍞#حرب_غزة #شبكات pic.twitter.com/wZD4eeqXO6

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 8, 2023

وأكد الرئيس السابق لمكتب الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، إياد نصر، أن تجويع المدنيين وعدم توفير المواد الأساسية المطلوبة يعد انتهاكا جسيما لاتفاقية جنيف الرابعة، ويعتبر من ينخرط في هذا الإطار شريكا وسيطاله العقاب طال الزمان أو قصر.

 

المحتوى ذو الصلة