[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
دفعت درجات الحرارة المرتفعة عائلة ناجي أبو الروس أن تختار الذهاب لشاطئ البحر، لقضاء بعض الوقت، بعد أن بات المكوث نهارا في خيمة النزوح أمرا لا يطاق.
حال هذه العائلة هي حال الكثيرين من أهالي القطاع، الذين تقطعت بهم السبل، وقلص الاحتلال من خياراتهم، ففي ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر بدائل لتشغيل وسائل التهوية، لا يجد أهالي القطاع سوى قضاء وقت على شواطئ البحر، لكي تعينهم على تحمل درجات الحرارة.
يقول ناجي، لقدس برس: “أذهب يوميا لشاطئ البحر قبالة دير البلح برفقة عائلتي، وأقضي هناك ساعات النهار، إذ لا يمكن أن تقضي نهارك في الخيمة، فدرجات الحرارة فيها تسلخ الجلد وتزيد من قهرك، لذلك نذهب للشواطئ لقضاء وقت لنحاول أن ننسى مرارة ما نمر به”.
ومنذ أسابيع باتت شواطئ غزة مقصدا لعشرات آلاف النازحين، الذين اختاروا شواطئ البحر لنصب خيمة النزوح، بعد أن ضيق الاحتلال من مساحة المنطقة الآمنة منذ بدء عمليته العسكرية في مدينة رفح في الـ6 من مايو/ أيار 2024.
وتمتد المنطقة الآمنة من شواطئ مدينة خان يونس وحتى مخيم النصيرات، بطول خمسة عشر كيلو مترا، يعيش فيها نحو مليون فلسطيني، فروا من رفح واختاروا شواطئ المنطقة الوسطى للنزوح فيها.
من بين هؤلاء عائلة أبو رامي الذين نزحوا من حي الشابورة وسط رفح لشاطئ خان يونس، يقول لـ”قدس برس” “منذ أن بدأت عملية رفح الشهر الماضي، قررت أن اختار الشاطئ لنصب خيمة والمبيت هناك لسبب بسيط هو توفر المياه طوال الوقت، فقلة وصول المياه تزيد من أعباء النزوح”.
وأضاف ” كما اخترت شاطئ البحر بسبب أطفالي، الذين وجدوا في البحر حيزا للعلب والترفيه، فالبحر هو الملاذ الأخير بالنسبة لنا بعد أن دمر الاحتلال كل الأماكن التي يمكن أن نلجأ إليها للهروب من الواقع الذي نعيشه”.
علاوة على ذلك، شجعت الحركة النشطة للنازحين على شواطئ البحر، لأن يقوم أصحاب الاستراحات البحرية بإعادة افتتاحها من جديد، فقد نفضوا غبار الحرب عن استراحاتهم المغلقة منذ اليوم الأول للحرب، وأعادوا ترميم المقاعد والطاولات لتصبح ملائمة لجلوس المواطنين.
بالإضافة لذلك، انتشرت عدد من المهن الفردية مثل بيع الفلافل والبسكويت والعصائر والمياه المثلجة، حيث استثمر بعض الشباب وجود آلاف النازحين المصطفين على شواطئ البحر للعمل في هذه المهن البدائية لتوفير لقمة العيش لأسرهم.
إلا أن هذه المشاهد لم ترق لجيش الاحتلال، الذي حاول تعكير صفو الغزيين، من خلال إطلاق القذائف من البوارج والزوارق البحر لتستهدف بشكل مباشر خيام النازحين فقتلت وأصابت العشرات منهم، ليس لشيء سوى إشباع غريزة الانتقام لديه.
ولليوم 252 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و232 شهيدا، وإصابة 85 ألفا و37 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
“}]]