[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
منذ اندلاع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، يتباهى جنوده بنشر مقاطع فيديو توثق عمليات حرقهم المصاحف وتدنيس المساجد، وخط شعارات عنصرية على جدرانها في استخفاف واضح بمشاعر المسلمين وقدسية رموزهم الدينية.
وفي أحدث مشاهد تدنيس المساجد بغزة، تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة نشرها جندي إسرائيلي تظهره وزميله وهما يعتليان منبر أحد المساجد.
ويظهر الجنديان في الصورة بزيهما العسكري ممسكان بسلاحهما في صورة استعراضية، بينما يمسك أحدهم بالمصحف الشريف ساخراً.
ولا تبدو تلك الحوادث منفصلة عن الواقع غير المسبوق الذي يعيشه المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة منذ احتلالها عام 67، حيث يشهد المسجد تزايداً في أعداد المقتحمين من “جماعات الهيكل” التي تسابق الزمن لهدمه وبناء “الهيكل الثالث” المزعوم.
وقد عبر عن ذلك وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير، في “مسيرة الأعلام” الأخيرة، حيث قال: “القدس لنا، وباب العامود لنا، وجبل الهيكل (المسجد الأقصى) لنا”.
وتكررت نشر هذه المقاطع المصورة المسجلة عدة مرات سواء من جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل رسمي أو من جنوده الذين يشاركون في عمليات التفجير.
ففي 16 نوفمبر 2023، انتشر على مواقع التواصل مقطع فيديو لعدد من جنود جيش الاحتلال وهم يدنسون مسجداً في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة بعد احتلالها، ويقومون بتحويله لكنيس يهودي يرددون فيه شعائر تلمودية تدعو للقتل والإبادة.
ويظهر الفيديو جنود الاحتلال داخل المسجد مدججين بأسلحتهم، وقد التفوا حول شخص بدا من رجال الدين اليهودي، وقد وضع هو الآخر سلاحاً على كتفه ثم يبدأ بحمل مجسم للفائف التوراة عاليا.
وفيما يسمع الجنود الآخرون يرددون بعض عباراته المحرضة على القتل، ويشاهد علم دولة الاحتلال الإسرائيلي معلقاً على أحد جدران المسجد الذي يعتقد أنه المسجد الكبير في المدينة.
وفي 14 ديسمبر 2023، انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لجنود الاحتلال وهم يؤدون صلاة تلمودية بمناسبة ما يسمونه عيد “حانوكا” عبر مكبرات الصوت في أحد مساجد جنين بـالضفة الغربية.
وهي صلاة لدى اليهود، من كلمتين في بداية قسم من التوراة، وتعرف أيضا بـ “شيماع” أي “اسمع” وتعد بمثابة محور صلاة الصباح والمساء، وتمثل الآية جوهر التوحيد في اليهودية: “اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد”.
وبعدها بأيام أظهر مقطع فيديو تناقلته مواقع إسرائيلية تدنيس عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي أحد المساجد المدمرة في قطاع غزة.
ويظهر في الفيديو المتداول جندي إسرائيلي وهو يلقى درسا دينيا من التوراة داخل المسجد، بينما يتمدد بقية الجنود على جنبات المسجد الذي تضررت جدرانه ومرافقه بشكل كبير نتيجة القصف الإسرائيلي.
وفي 15 مايو 2024، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي فيديو يوثق تفخيف ونسف مسجد في القطاع، دون ذكر أي تفاصيل حول اسمه أو موقعه أو وقت تفجيره.
وفي 23 مايو 2024، تباهى جندي إسرائيلي بحرق نسخة من القرآن الكريم، ونشرت إذاعة جيش الاحتلال على حسابها بمنصة “إكس”، مقطع مصوراً مدته 3 ثوان، دون أن تحدد موقع الحادث ولا تاريخه.
ويُظهر المقطع جنديا يحمل سلاحه بيده اليسرى ويمسك بالأخرى نسخة مفتوحة من القرآن الكريم ثم يلقيها في نيران مشتعلة.
وفي 13 يونيو 2024 انتشر مقطع فيديو على منصات التواصل يظهر جنودا إسرائيليين يقيمون حفل شواء داخل مسجد معبر رفح جنوبي قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية.
وظهر أحد الجنود في الفيديو وهو يوجه الشكر لمجموعة يطلق عليها “ميكاتا”، والتي تعرف باسم “دورية الهجوم الناري”، قائلا “شكرا لكم من أعماق القلب.. نحبكم”.
وخلال تحريك الجندي الإسرائيلي لهاتفه ظهر التخريب في المسجد والعبث بمقتنياته وكتابة عبارات على جدرانه مسيئة للإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك تتحفظ الجزيرة نت على نشر الفيديو بنسخته الأصلية.
ماذا أنت فاعلون؟
ومع تكرار مثل هذه المشاهد، كتب الناشط على منصة “إكس” خالد صافي: “تدنيس المساجد وهذه الحركات الدنيئة التي يفعلها جنود الاحتلال في غزة ليست موجهة لخاصرتنا وحدنا بل هي لكل المسلمين حول العالم”.
وأرفق صافي المنشور بمجموعة من الصور التي توثق استهتار جنود الاحتلال بالأمة الإسلامية، قائلاً: “هم يستهزئون بإسلامنا ومساجدنا وكل مقدس في ديننا، فماذا أنتم فاعلون؟”.
ومنذ بدء الحرب، دمر الاحتلال في قطاع غزة 604 مسجد بشكل كلي، بينها المسجد العمري التاريخي، و200 مسجدا و3 كنائس بشكل جزئي، وفق معطيات نشرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في 18 مايو/ أيار الماضي، يضاف إليها تدمير وتجريف 60 مقابر، وسرقة أكثر من 1000 جثمان من جثامين الأموات، والشهداء والتمثيل بهم بعد قتلهم بطرق همجية وحشية.
“}]]