بركة الشيخ رضوان أزمة مؤرقة في غزة.. هل ترى طريقها إلى الحل؟

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

منذ بداية العام الحالي، وفي ظل استمرار العدوان الصهيوني الذي استهدف كل تفاصيل الحياة في غزة قتلا وتدميرا؛ لجعل الحياة في القطاع شبه مستحيلة، ومع ذلك لم تتوقف بلدية غزة عن إطلاق نداءات الاستغاثة بشأن “ارتفاع درجة الخطورة لأعلى حد في بركة الشيخ رضوان”، مع استمرار ارتفاع منسوبها لا سيما مع حلول موسم الشتاء.

والمناشدات التي أطلقتها البلدية، ما زالت ماثلة ومتجددة بما فيها من مخاطر تهدد حياة أهل غزة، خاصة أولئك الذين يعيشون بالقرب من هذه البركة، التي امتلأت بمياه الأمطار المختلطة بالصرف الصحي، الأمر الذي يهدد مئات المنازل وحياة القاطنين فيها بالخطر الشديد.

خطورة بركة الشيخ رضوان اليوم بالغة الشدة على حياة الغزيّين، فبعد أن كانت أحد معالم الحياة والمياه النظيفة التي يستفيد منها أهل غزة في مختلف المجالات، تحولت هذه البركة إلى مصدر للقلق والتهديد المتواصل، ليس لإمكانية تهديدهم بالغرق، بل بسبب التلوث والأمراض والأوبئة التي تسببت بها بعد تلوثها.

بركة الشيخ رضوان تقع في حي الشيخ رضوان الواقع غرب مدينة غزة شمال القطاع، تبلغ سعة البركة 11 مترًا وتقدر مساحتها 56 دونمًا في القاع و80 دونمًا عند السطح، وبحجم استيعابي 600 ألف كوب من المياة ومزودة بـ 5 مضخات مياه، قبل أن يدمرها الاحتلال، وتهدف لضخ المياه الى البحر المتوسط، وتعد أكثر منطقة منخفضة في المدينة لذلك تعد البركة المركزية لمكان تجميع مياه الأمطار في مدينة غزة.

نداء عاجل 📢
⚠️تؤكد #بلدية_غزة أن ارتفاع المياه في بركة تجميع مياه الأمطار بحي الشيخ رضوان وصل لمستوى حرج جداً، وقد امتلأت البركة بالمياه الملوثة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي وعدم قدرة البلدية على تصريفها بسبب الأضرار التي لحقت نتيجة قصف الاحتلال لخط التصريف وللمولدات الكهربائية، pic.twitter.com/HZDU9Yl2cs

— بلدية غزة – Municipality of Gaza (@munigaza) September 23, 2024

وأكدت بلدية غزة أن ارتفاع المياه في بركة تجميع مياه الأمطار بحي الشيخ رضوان وصل لمستوى حرج جداً.

وقالت البلدية في تصريح، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، إنّ البركة امتلأت بالمياه الملوثة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي وعدم قدرة البلدية على تصريفها بسبب الأضرار التي لحقت نتيجة قصف الاحتلال لخط التصريف وللمولدات الكهربائية والمضخات ومرافق البركة الأخرى، وتوقف مضخات الصرف الصحي عن العمل نتيجة الدمار الذي لحق بها وبالخطوط الناقلة منها.

وحذرت من أنّ هذا الأمر يشكل خطراً على المناطق المجاورة للبركة في حالة طفحها مع بدء تساقط كميات جديدة من الأمطار.

وطالبت بلدية غزة المنظمات الدولية والمحلية بسرعة التدخل وإنقاذ الأوضاع في البركة ومساعدة البلدية في ادخال المواسير والوقود الكافي لإنجاز أعمال صيانة خط التصريف ضمن مشروع تموله الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين.

وأوضحت أن كارثة بركة الشيخ رضوان لم تجد حلا حتى اللحظة وأن الكارثة تتفاقم مع قرب موسم الشتاء ووصول منسوب البركة لمستوى خطر وقد يؤدي تساقط مياه الأمطار لطفح البركة وغرق وتهديد حقيقي للمناطق المجاورة لها. pic.twitter.com/UT9eKr8CbH

— بلدية غزة – Municipality of Gaza (@munigaza) September 22, 2024

وفي هذا السياق أعلنت اللجنة العليا للإعمار في فلسطين في الأردن، البدء بتنفيذ مشروع تفريغ “بركة الشيخ رضوان” في غزة، بإصلاح خطوط الضخ الواصلة بين البركة وشواطئ غزة.

وأعلن رئيس اللجنة نقيب المهندسين الأردنيين، المهندس أحمد سمارة الزعبي، في بيان صحفي، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، اليوم الثلاثاء، عن “نجاح مساعي إدخال المواد اللازمة لتفريغ البركة إلى مدينة غزة، وذلك للبدء في إجراءات تنفيذ المشروع بصورة عاجلة”.

وأوضح أن اللجنة العليا للإعمار في فلسطين، والتي تضم نقابتي المهندسين المقاولين، باشرت عملية التفريغ بالتعاون مع سلطة المياه الفلسطينية وبالتنسيق مع السلطات المصرية، وذلك لتوريد مواسير HDPE قطر 630 ملم بطول إجمالي 700 متر، وذلك لإصلاح خطوط الضخ من بركة الشيخ رضوان إلى البحر لتفريغ البركة خلال موسم الشتاء، ومنع حدوث فيضانات في المنطقة المحيطة بها”.

وأشار إلى أن اللجنة “تسعى جاهدة وبكل طواقمها العاملة في الميدان لرفع الاحتياجات الضرورية للجهات المانحة والممولة، وذلك لتنفيذ المشاريع الهامة والاستراتيجية والحيوية التي تساعد المواطنين في قطاع غزة على تخطي الصعاب والمحن في ظل الحرب القائمة على قطاع غزة للتخفيف من معاناتهم”.

يذكر أنّ اللجنة العليا الإعمار في فلسطين نفذت مشاريع بنية تحتية خلال العدوان الحالي على قطاع غزة، كمشروع إصلاح خط “مكاروت بني سهيلا” في مدينة “خان يونس” والعديد من المشاريع المتنوعة.

ومن تاريخ البركة، يتذكر الغزيون كيف تسببت غزارة مياه الامطار، في ديسممبر/كانون الأول 2013، المتجمعة في بركة الشيخ رضوان الناتجة عن منخفض أليكسا في فيضان، نتج عنه غرق بعض منازل سكان حي الشيخ رضوان وأُغلقت بعض المناطق ايضًا.

ومنذ العام  2015، والجهات المعنية تبذل جهودًا مضنية وبموازنات كبيرة الجهود لتنفيذ مشروع تأهيل بركة الشيخ رضوان، والذي يعد مشروعا استراتيجيا ومهما يهدف لإنهاء أزمة غرق المناطق المحيطة بها خلال فصل الشتاء القادم.

وبدأ المشروع في ذلك الحين بتمديد خط ناقل للمياه من البركة إلى شارع البحر غربا، بتكلفة 3 مليون دولار ضمن مشاريع المنحة القطرية.

وكانت وزارة الأشغال العامة والإسكان بذلت جهودا كبيرة من أجل تمويل هذا المشروع، كما أن معدات وآليات الوزارة قامت على مدار أيام الأزمة مطلع العام 2015 بحفر بركة مياه مجاورة لتصريف المياه في أرض الوحيدي تتسع إلى 300 ألف متر مكعب.

جراء العدوان على غزة 2023 تعرضت بركة الشيخ رضوان للتلوث وأصبحت غير صالحة للشرب والاستخدام ومصدرًا للحشرات الضارة بسبب تسريب بما يُقدر بمليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي اليها، الناتج من تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي للخطوط الصرف الصحي الناقلة رقم 5 و6 و7B وخطوط التصريف والبنية التحتية لمدينة غزة شمال القطاع، كما دُمرت المضخات ومولدات الكهرباء الاحتياطية المستخدمة لإخراج المياه الملوثة.

ولاحقًا تم تركيب مضخات بركة تجميع مياه الأمطار بحي الشيخ رضوان بشكل تجريبي وتم عمل اصلاحات أولية.

وما يزال أهل المنطقة في حي الشيخ رضوان بانتظار وعلى أمل أن تتم معالجة مشكلة البركة قبل دخول موسم الأمطار الغزيرة، الذي من شأنه أن يفاقم الكارثة إن فاضت البركة بما فيها من مياهٍ ملوثةٍ، ويؤرقهم هاجس كبير بأن يسمح الاحتلال وجيشه المجرم بإتمام المشروع والسماح بحل المشكلة من خلال السماح لكافة المعدات والأدوات بالدخول والسماح للفرق الفنية بالعمل حتى انتهاء المشروع وحل أزمة البركة.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة