[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“ألمٌ وقهرٌ لا تحتمله الجبال”.. هذا حال ما يرويه الناجون من الجرائم النازية التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب في مجمع الشفاء الطبي من قتلٍ وتعذيبٍ وتنكيلٍ واغتصابٍ للنساء، وما توثقه فيديوهات النشطاء والصحفيين لشهاداتٍ لا يتصورها العقل البشري في زمن يدّعي العالم فيه الديمقراطية والتحضر والإنسانية ويمارس كل هذا الإجرام على مرأى ومسمع العالم أجمع دون أن يحرك الضمير الإنساني ساكنًا لوقف حرب الإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان بالجملة.
وقالت سيدة غزاوية، كانت تنزح رفقة أطفالها من مدينة غزة إلى جنوب القطاع مشيا على الأقدام إن الجيش الإسرائيلي أطلق عليهم الكلاب فقتل الرجال وأجبر النساء على النزوح.
شهادة الفلسطينية عما حدث تم توثيقه عبر فيديو مصور التقطه أحد الفلسطينيين ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء نزوحها عبر شارع الرشيد.
وقالت إن “قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في محيط مستشفى الشفاء قتلت الرجال وأجبرت النساء على المغادرة نحو جنوب القطاع”.
وأضافت بحزن: “كنا نجلس فجأة، دخل الجيش الإسرائيلي علينا بالدبابات، وأخرجنا من المنزل، وأطلق علينا الكلاب، وقتلوا جد زوجي وعمي”.
وتابعت: “الشوارع بمحيط الشفاء مليئة بجثامين ضحايا قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال توغله في محيط المستشفى”.
بدموع القهر والحزن، قطعت السيدة الفلسطينية برفقة أطفالها الثلاثة مسافات طويلة لتصل إلى جنوب قطاع غزة، عبر شارع الرشيد بعد أن أجبرها الجيش الإسرائيلي على ذلك.
علامات الخوف والإرهاق كانت ظاهرة على وجهها بينما كانت تحمل طفلتها الرضيعة بيديها، تحتضنها بقلق وحزن، فيما كان اثنان من أطفالها يمشيان إلى جانبها.
ولم يكن النزوح إلى جنوب قطاع غزة خيارًا يراود خاطر الفلسطينية، لكنها وجدت نفسها مجبرة على ذلك تحت تهديد السلاح، بعد اقتحام منزلها من قبل الجيش الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
ولم تستطع تلك الفلسطينية أن تتخيل المأساة التي حلت بها نتيجة لما شهدته من مشاهد قاسية، ولم يسبق أن عهدت مثل تلك الأحداث من قبل.
وتساءلت عن الذنب الذي اقترفوه ليحل بهم كل هذا، مستغربة غياب “الدول العربية والأمم المتحدة في ظل ما يتعرضون له من قتل ومجازر”.
حجم الدمار والجرائم مضاعف
كشف شهود عيان في قطاع غزة، الأحد، أن حجم الدمار والجرائم في محيط مجمع الشفاء، “أضعاف ما تعرض له حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي”.
وقال عدد من شهود العيان في إفادات منفصلة لـ”قدس برس”، إن “المنطقة الواقعة ما بين مفرق ضبيط شرقا، وحتى شاطئ البحر غربا ومخيم الشاطئ الشمالى شمالا حتى جامعة الأزهر جنوبا، تتعرض لحرب إبادة غير مسبوقة وإزاحة مربعات سكنية وأبراج”.
وأضافوا أنه “بخلاف الجرائم التي وقعت في مجمع الشفاء من قتل واعتقال وجرح المئات والتنكيل في الأطباء والمرضى، فإن المنازل المحيطة في المجمع جلها تم اقتحامها وحرقها وتديرها”.
وأكد الشهود، أن “قوات الاحتلال تستخدم مادة سريعة الاشتعال يمكنها حرق المنازل في غضون خمسة دقائق فقط”.
وأوضحوا أن “قوات الاحتلال دمرت البنية التحتية وحفرت الشوارع وغيرت معالم المنطقة في محيط مجمع الشفاء برمتها”.
وعلى مدار أسبوع، قام الجيش الإسرائيلي بنسف منازل المواطنين وأحرق أخرى في محيط مستشفى الشفاء، مما أسفر عن مقتل العشرات من الفلسطينيين وإجبار المئات على النزوح إلى مناطق جنوب قطاع غزة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام مستشفى الشفاء، الذي كان يضم آلاف المرضى والنازحين، وينفذ حملة اعتقالات واسعة وعمليات قتل بصفوف النازحين ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، ما خلف مئات القتلى والجرحى.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
“}]]