شارع المين أو “المين رود” أشهر ممر بالمبنى التاريخي لجامعة الخرطوم، إلا أنه ليس مجرد شارع دبت فيه آلاف الأقدام منذ تأسيس مباني الجامعة العريقة قبل أكثر من 120 عاماً.بل يستمد صيته الأسطوري من الذين مروا على جامعة الخرطوم، ثم تبوأوا المناصب العليا لإدارة الدولة السودانية، بطريقة أقرب لتبادل الكراسي مع خريجي الكلية الحربية، التي نصبت نفسها معادلاً موضوعياً لجامعة الخرطوم.لكن علو كعب المؤسستين “الغردونيتين – نسبة إلى الجنرال الإنجليزي غردون باشا – “جرّ عليهما نقمة لاحقة باعتبارهما أساس البلاء في الدولة السودانية ما بعد الاستقلال، رغم حالة العداء المريرة بينهما.حيلة جغرافية ماكرةفثمة حيلة جغرافية ماكرة وزّعت أشهر المؤسسات الاستعمارية بالتساوي على المدن الثلاث التي تتكوّن منها العاصمة السودانية، فمنحت الخرطوم الجامعة، وأعطت أم درمان الكلية الحربية، وأقامت سجن كوبر بالخرطوم بحري.فتلك الأماكن الثلاثة طالما شكّلت مقياس رسم خارطة الحكم والسياسة في السودان بفترة ما بعد الاستقلال “فإما بالقصر رئيساً أو بالسجن حبيساً”.وبالعودة إلى شارع المين، الذي يبلغ طوله حوالي 500 متر تقريباً، حيث يمتد من شارع
شارع المين أو “المين رود” أشهر ممر بالمبنى التاريخي لجامعة الخرطوم، إلا أنه ليس مجرد شارع دبت فيه آلاف الأقدام منذ تأسيس مباني الجامعة العريقة قبل أكثر من 120 عاماً.
بل يستمد صيته الأسطوري من الذين مروا على جامعة الخرطوم، ثم تبوأوا المناصب العليا لإدارة الدولة السودانية، بطريقة أقرب لتبادل الكراسي مع خريجي الكلية الحربية، التي نصبت نفسها معادلاً موضوعياً لجامعة الخرطوم.
لكن علو كعب المؤسستين “الغردونيتين – نسبة إلى الجنرال الإنجليزي غردون باشا – “جرّ عليهما نقمة لاحقة باعتبارهما أساس البلاء في الدولة السودانية ما بعد الاستقلال، رغم حالة العداء المريرة بينهما.
حيلة جغرافية ماكرة
فثمة حيلة جغرافية ماكرة وزّعت أشهر المؤسسات الاستعمارية بالتساوي على المدن الثلاث التي تتكوّن منها العاصمة السودانية، فمنحت الخرطوم الجامعة، وأعطت أم درمان الكلية الحربية، وأقامت سجن كوبر بالخرطوم بحري.
فتلك الأماكن الثلاثة طالما شكّلت مقياس رسم خارطة الحكم والسياسة في السودان بفترة ما بعد الاستقلال “فإما بالقصر رئيساً أو بالسجن حبيساً”.
وبالعودة إلى شارع المين، الذي يبلغ طوله حوالي 500 متر تقريباً، حيث يمتد من شارع الجامعة شمالاً حتى مكتبة الجامعة الرئيسية أو “مكتبة المين” على شارع النيل جنوباً. ويشتهر بأشجاره الباسقة الوارفة الظلال التي وقفت شاهدة على أحداث تاريخية ومناظرات سياسية وفكرية في عصور مختلفة.
كما تطل على جانبي المين رود، كليات الآداب، القانون والعلوم الإدارية. وقاعة الامتحانات الكبرى، Exam hall التي صمم سقفها على هيئة التاج البريطاني، وتعد آية من آيات الجمال بفن العمارة وتتوسط قسم العلوم السياسية ومعمل كلية العلوم.
والقاعة المذكورة في البدء كانت قاعة للطعام، قبل تحويلها لقاعة امتحان وتتسع لأكثر من 1500 شخص.
هنا وضع حجر الأساس
وينتهي شارع المين بالمكتبة الرئيسية أو “مكتبة المين” بالمبنى التاريخي لجامعة الخرطوم، ويعد أقدم مباني الجامعة، حيث وضع حجر الأساس عام 1902.
المبنى التاريخي المكون من طابقين، بني على الطراز العصر الفكتوري الفخم، واستخدم البناؤون الطوب الأحمر والجبص لإقامة الصرح الذي اكتمل عام 1903، وسُميت بكلية غردون التذكارية، تخليداً لذكرى الجنرال الإنجليزي غردون باشا، الذي قُتل على درجات السلم الحجري لسراي الحاكم العام “القصر الجمهوري حالياً” عند فتح جحافل جيش المهدي للخرطوم، إيذاناً بغروب شمس العهد التركي المصري 1821 – 1885.
وتقلبت جامعة الخرطوم أطواراً، حيث تخلقت نواة “كلية غردون التذكارية” كمدرسة أولية ثم مركز لتدريب المساحين والكتبة، ثم صارت مدرسة ثانوية، وكلية الخرطوم الجامعية، ثم جامعة الخرطوم بعد الاستقلال.
لافروف في شارع موسكو
ويشق شارع المين، شارع عرضي يطلق عليه شارع موسكو، لوجود مقر شُعبة اللغة الروسية على جانبه الغربي، وقبل عشرة أعوام، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجامعة، لافتتاح مكتبة اللغة الروسية.
أما خلف شُعبة اللغة الروسية فتقع قاعة 105 الشهيرة وتسمى حالياً قاعة عبد الله الطيب نسبةً إلى العلامة السوداني الراحل البروفيسور عبد الله الطيب.
يشار إلى أن تلك الجامعة لعبت أدواراً مفصلية في تاريخ السودان الحديث، ومنها اندلعت شرارة ثورة أكتوبر 1964 بالسودان ضد نظام الرئيس إبراهيم عبود.