بيت لحم – نجيب فراج/PNN- يعتبر المناضل الوطني عمر عساف البالغ من العمر 72 سنة احد الوجوه الوطنية البارزة ورجل ميدان بامتياز لم يأبه بالة الحرب الاسرائيلية التي لاحقته على مدى العقود الماضية ومناهض عقائدي في وجه القمع وادواته مهما كانت مصدرها.
عادت قوات الاحتلال الاسرائيلي لتعتقل عساف بعد سنوات طوال من على اعتقاله الاخير من قبل هذه القوات، حيث داهمت منزله في الرابع والعشرين من شهر اكتوبر الماضي والكائن في مدينة رام الله وذلك ضمن حملات الاعتقال الواسعة التي طالت الاف المناضلين والنشطاء من ابناء شعبنا بعد السابع من اكتوبر حيث تعاملت هذه القوات مع كل هؤلاء الاسرى كرهائن بكل ما في الكلمة من معنى فمنعت الزيارات عنهم وزيارات الصليب الاحمر وحرمتهم من كل الحقوق التي يجب ان تتوفر للاسرى وزجت بهم في ظروف قاسية للغاية منعوا من كل شيء وجرد بعضهم من ملابسهم.
واصدرت قوات الاحتلال قرار بالاعتقال الاداري للناشط والمربي عمر عساف لمدة ستة اشهر من دون ان يقدم للمحاكمة او تقديم لائحة اتهام بحقه وذلك فقط بالاعتماد على الملف السري المقدم من قبل جهاز الشاباك الاسرائيلي الذي يحظر على الاسير ومحاميه من الاطلاغ عليه والمليء بالاكاذيب بحسب المؤسسات الحقوقية الفلسطينية.
وبهذا الصدد يقول عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين السابق ورئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية ان اعتقال عساف جاء في سياق حملات الاعتقال الواسعة لاسباب سياسية حيث ضاقت هذه القوت ذرعا بان يبقى المناضل عساف خارج السجن وهو الذي ينشط في كل المجالات وكان له دور كبير في الحياة النقابية الفلسطينية، مشددا ان المناضل عساف يعاني من عدة امراض مزمنه وهو بحاجة الى العلاج الجدي والحصول على الدواء بانتظام وهناك قلق شديد على حياته في ظل الظروف الاعتقالية القاسية التي يواجهها الاسرى في هذه المرحلة.
ولد عمر عساف في قرية رنتيس في محافظة رام الله والبيرة عام 1949، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصلها إلى قرية بيت نبالا قرب مدينة اللد المحتلة، وهو متزوج وله ثلاث بنات وولد، سكن في طفولته في مخيم دار عمار شمال غرب مدينة رام الله، درس المرحلة الأساسية في مدرسة المخيم ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة الهاشمية، ونال الثانوية العامة من مدرسة رام الله الثانوية عام 1967، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1972، وعلى درجة الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت.
وعمل في قطاع التعليم منذ عام 1974، حيث درَّس في مدرستي بني زيد ونعلين، ثم انتقل للتدريس في الكلية الأهلية في رام الله عام 1980، وعمل في مكتبة جامعة بيرزيت عام 1982 ودرّس في الجامعة عام 1985، وعاد إلى التدريس في القطاع الحكومي عام 1997، ثمَّ القطاع الخاص بين الأعوام (2000- 2012).
تأثر عساف بصعود الحركة الوطنية، فانخرط في نشاطاتها السياسية مبكرا، فاعتقله الاحتلال عام 1978، ثم توالت اعتقالاته، وقضى في سجون الاحتلال أكثر من ثماني سنوات، ونشط في إطار العمل النقابي، فعمل مع آخرين على تشكيل إطار نقابي وطني ضم معلمي المدارس الحكومية، وكان عضوًا في لجنة سرية تشكلت لهذا الغرض سميت بـ”اللجنة التحضيرية لاتحاد المعلمين”، فصله الاحتلال من العمل عام 1978. انتخب سكرتيرًا لنقابة العاملين في جامعة بيرزيت، وشارك في تشكيل اتحاد العاملين في قطاعات التعليم، والذي ضم في صفوفه معلمي الجامعات ووكالة الغوث ونقابة العاملين في المدارس الخاصة، ونفَّذ من خلال مع آخرين عددًا من الفعاليات منها الإضراب الذي خاضته نقابة العاملين في جامعة بيرزيت واستمر لمئة يوم.
ساهم عساف في تأسيس “القيادة الوطنية الموحدة” بداية الانتفاضة الأولى، وطارده الاحتلال بين عامي 1990-1991، وصدر بحقه قرارًا بالإبعاد خارج فلسطين، كما نشط في حركة الدفاع عن المعلمين الحكوميين بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، فاعتقل من قبلها عام 1997 لمدة أسبوعين، وفي عام 2000 أعيد اعتقاله لمدة خمسين يومًا إثر مقابلة إذاعية مع راديو محلي حمّل فيها السلطة الفلسطينية المسؤولية عن إضراب المعلمين.
ينشط عساف في إطار اللجان المدافعة عن حق العودة، وحملة مقاطعة الاحتلال BDS، ومناهضة التطبيع، وحملات إنهاء الانقسام، كما أنه خاض الانتخابات التشريعية عام 2006 ولم يفز، في حين فاز بعضوية مجلس بلدي مدينة رام الله عام 2012. شارك عساف في العديد من المؤتمرات الفلسطينية والعربية والدولية المهتمة بالقضية الفلسطينية، وقد كان من بين المبادرين لتشكيل المؤتمر الشعبي الفلسطيني قبل نحو عامين، كما سادر في حراك شعبي للمطالبة من اجل هدم قمع الحريات ووقف الاعتقال السياسي.