[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع إسرائيل، شرق مدينة رفح.
وذكرت الكتائب في بيان مقتصب، اليوم الخميس، “في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة”.
وجاء ذلك بعد أن اعترفت قوات الاحتلال في وقت سابق اليوم بمقتل جندي، وإصابة عدد من الجنود في عمليات للمقاومة الفلسطينية في رفح.
من جهته، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده خلال عملية تسلل لخلية قرب السياج الحدودي بمنطقة كرم أبو سالم شرق رفح فجر اليوم، حيث اندلع اشتباك تخلله تبادل لإطلاق النار. وزعم الجيش الاحتلال أنّه قتل ثلاثة من المهاجمين.
ووفقاً لرواية الاحتلال، فإنّ مقاومين استشهدا نتيجة لاستهدافهما من قبل طائرة إسرائيلية مسيرة، فيما استشهد الثالث بنيران دبّابة. فيما نجح مقاوم آخر في العودة إلى داخل القطاع.
تصاعد جرائم الاحتلال
وتأتي هذه العملية في الوقت الذي صعّد فيه الاحتلال من جرائمه في غزة، والتي كان آخرها المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم في مدرسة تؤوي نازحين في النصيرات، والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أنّ القصف الإسرائيلي أدّى إلى استشهاد نحو 40 نازحاً، إضافة إلى 74 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال. وأضاف أنّ جيش الاحتلال قصف عشرات النازحين المدنيين الآمنين في المدرسة بثلاثة صواريخ على الأقل من طائرات حربية مقاتلة، مشيراً إلى أنّ أكثر من نصف الضحايا من الأطفال والنساء.
من جهته، قال مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن ضرب مدرسة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالنصيرات يؤشر لعدم امتثال إسرائيل للقانون الدولي.
ولعل الاحتلال الإسرائيلي يريد من تكرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة أن تنسي المجازر بعضها بعضاً، فدماء الأطفال في مجزرة الخيام برفح لم تجفّ بعد، ورائحة الخيام المحترقة والأجساد المتفحمة لا يزال عبقها في المكان.
قدرات المقاومة المتجددة
لقد برهنت المقاومة الفلسطينية على مدى شهور الحرب في غزة أنّها قادرة على مفاجأة العدو، من خلال تنفيذ عمليات نوعية تؤكّد استعدادها للتكيّف مع متغيرات المعركة.
ففي شهر أيار الماضي، وفي الوقت الذي تجتاح فيه قوات الاحتلال الأطراف الشرقية من رفح، أعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة، ردّاً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.
وأعلنت مصادر عبرية حينها أنّ تل أبيب قُصفت من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق نحو 12 صاروخاً إلى قلب إسرائيل.
وفي الوقت الذي كانت قوات الاحتلال تجتاح مخيم جباليا، في الفترة نفسها، وتعيث فيه تخريباً وتدميراً، أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، تنفيذ مقاتلي القسام عملية مركبة شمال قطاع غزة، تمكنوا خلالها من إيقاع أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير.
ونشرت كتائب القسام مشاهد مصورة لعملية إيقاع بجنود إسرائيليين في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة في 25 مايو/أيار الماضي.
وقد استدرج المقاومون خلال العملية جنود الاحتلال إلى نفق مفخخ ثمّ فجروه، ليوقعوا القوة الإسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على عتادها العسكري، قبل الانسحاب من المكان.
حرب نفسية وإعلامية
يرى الكاتب علي سعادة في عملية التسلل شرق رفح مؤشراً مهمّاً على أنّ كل ما فعله الاحتلال في الأشهر الثمانية الماضية من قتل ودمار وحرق ونهب كانت فشلاً عسكرياً واستراتيجياً مريراً.
ويشير إلى أنّه بعد كل هذه الجرائم والحصار وآلاف الجنود، يقوم مقاتلون من المقاومة في غزة باقتحام واجتياز للسياج الفاصل والتسلل إلى داخل الأراضي المحتلة من منطقة رفح، حيث يتواجد جيش الاحتلال، ويطلقون النار في المكان، قبل أن تنسحب المجموعة إلى داخل القطاع بسلام بعد أن أدّت مهمتها.
ويصف سعادة هذه العملية بالذكية عسكرياً ونفسياً، مضيفاً أنّها ربما تهدف لإيصال رسالة إلى هذا الكيان بأنّ المقاومة لا تزال تسيطر على الأرض، وبأنها صاحبة الكلمة الأولى، في الوقت الذي يتحدث فيه الاحتلال عن تحقيق إنجازات ميدانية في رفح.
ويؤكّد الكاتب أنّ عملية اقتحام السياج تدخل ضمن الحرب النفسية والإعلامية التي تتقنها المقاومة بشكل لافت، فجزء رئيس من سقوط السردية الإسرائيلية يعود إلى نجاح المقاومة وذراعها الإعلامي في إيصال مشهد مباشر وواقعي لجرائم الاحتلال.
ويضيف، أنّ هذه العملية ورقة ضغط جديدة، تساعد في إنجاز صفقة تبادل تحقق شروط ومطالب المقاومة بشكل كامل.
“}]]