[[{“value”:”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام
رجح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، ظهور حالات إصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة فيما قد يمثل انتكاسة للجهود الدولية للقضاء على المرض.
وقال ليندماير في مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، إن سكان غزة “ربما أُصيبوا بالفعل بالمرض لكن من الصعب اكتشاف حالات مصابة بهذا الفيروس القاتل لأن معظمها تكون بلا أعراض ظاهرة”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عودة وباء شلل الأطفال للظهور في القطاع في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين بعد العثور على عينات لفيروس المرض في مياه الصرف الصحي. لكنها لم تعلن بعد ظهور أي حالات إصابة بالمرض.
وأضاف ليندماير أن “العثور على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في مياه الصرف الصحي يشير إلى وجوده لدى بعض الأشخاص… وهو ما يمثل احتمالا كبيراً لتفشي الفيروس، وسيشكل حدوث ذلك انتكاسة كبيرة للجهود العالمية”.
وأشار إلى أن تحقيقا وتقييما للمخاطر لا يزال جاريا في قطاع غزة.
وبحسب ليندماير فإن مرض شلل الأطفال موجود الآن فقط في باكستان وأفغانستان لكن أكثر من 30 دولة ما زالت تُصنف على أنها عُرضة لتفشي المرض، بينها مصر ودولة الاحتلال المجاورتين لغزة.
وبين أن أي دولة تصبح عُرضة لاحتمال عودة شلل الأطفال للظهور مجددا إذا لم يتم احتواء الإصابات الجديدة بحملات تطعيم شاملة للسكان.
وسبق أن أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إرسال أكثر من مليون لقاح لوقاية الأطفال في غزة من المرض.
وشلل الأطفال الذي ينتشر بشكل رئيسي عن طريق البراز والفم، هو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل والموت لدى الأطفال الصغار.
وتراجعت حالات الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 99 بالمئة في أنحاء العالم منذ عام 1988 بفضل حملات التطعيم واسعة النطاق والجهود المستمرة للقضاء عليه بالكامل.
من جانبه، أفاد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، بأن حرب الإبادة المتواصلة من 10 أشهر تسببت في تراجع معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال من 99 إلى 89%.
وعبَر عن مخاوفه بشأن وصول اللقاحات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها نظرا للقيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف: “من الصعب توزيع اللقاح وسط النزوح الجماعي والبنية التحتية المدمرة وبيئة العمل غير الآمن على الإطلاق، وبالتالي سيتعرض الكثير من الأطفال لخطر الإصابة بالمرض”.
وفي وقف سابق من هذا اليوم، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عن تسجيل 40 ألف إصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي منذ بدء الحرب.
ويعيش المواطنون في قطاع غزة واقعاً بيئياً مريراً في إثر انعدام مستويات النظافة بفعل انتشار النفايات في مجتمعات النزوح، وطفح مياه الصرف الصحي بعد تعطل أنظمتها أو لمنع الاحتلال دخول الوقود إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى شح شديد في المياه الصالحة للشرب والطهي.
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة على غزة، أسفرت حتى عن أكثر من 39 ألف شهيد، وما يزيد عن 90 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، و10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل في البنية التحتية الصحية والتعليمية ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
“}]]