رغم دعوات كثيرة للكف عن شرب عصير “الشربات” إلا أنها تبقى سيّدة العصائر الرمضانية في الجزائر.وقبل إعلان بداية شهر رمضان تُنصب على أرصفة الشوارع والأحياء الشعبية طاولات بطريقة عشوائية تمهيداً لبيع الشربات.ويُصوّب عدد من الشباب العاطل عن العمل وجهته نحو عدد من الأماكن العمومية لتحويلها إلى أسواق فوضوية أملاً في الحصول على مداخيل إضافية لتغطية تكاليفهم، في حين يلجأ بعض التجار الى تحويل نشاطهم التجاري في مجال الأكل السريع الى محلات متخصصة في بيع الشربات.شربات ميخي.. شهرة محليةوينتشر بائعو هذا العصير في كل مدن الجزائر، إلا أنّ شربات “بوفاريك” تبقى في الصدارة، إذ تحمل اسم المنطقة الأصل التي تتحدر منها، وهي بوفاريك الواقعة في ولاية البليدة (على 45 كلم جنوب غربي العاصمة الجزائر).ويمكن لأي زائر للمدينة أن يلحظ حجم التغير الذي طرأ على الشوارع والأحياء منذ بداية شهر رمضان، التي صارت عبارة عن أسواق فوضوية لبيع الشاربات، حيث يتدافع الزبائن يومياً للظفر بكيس شربات.وتعتبر شربات “ميخي” علامة مسجلة باسم سكان المنطقة، وبالنسبة لهم فهي ذات مرجعية تاريخية حيث رافقتهم لحقب زمنية طويلة، ولذلك من المستحيل
رغم دعوات كثيرة للكف عن شرب عصير “الشربات” إلا أنها تبقى سيّدة العصائر الرمضانية في الجزائر.
وقبل إعلان بداية شهر رمضان تُنصب على أرصفة الشوارع والأحياء الشعبية طاولات بطريقة عشوائية تمهيداً لبيع الشربات.
ويُصوّب عدد من الشباب العاطل عن العمل وجهته نحو عدد من الأماكن العمومية لتحويلها إلى أسواق فوضوية أملاً في الحصول على مداخيل إضافية لتغطية تكاليفهم، في حين يلجأ بعض التجار الى تحويل نشاطهم التجاري في مجال الأكل السريع الى محلات متخصصة في بيع الشربات.
شربات ميخي.. شهرة محلية
وينتشر بائعو هذا العصير في كل مدن الجزائر، إلا أنّ شربات “بوفاريك” تبقى في الصدارة، إذ تحمل اسم المنطقة الأصل التي تتحدر منها، وهي بوفاريك الواقعة في ولاية البليدة (على 45 كلم جنوب غربي العاصمة الجزائر).
ويمكن لأي زائر للمدينة أن يلحظ حجم التغير الذي طرأ على الشوارع والأحياء منذ بداية شهر رمضان، التي صارت عبارة عن أسواق فوضوية لبيع الشاربات، حيث يتدافع الزبائن يومياً للظفر بكيس شربات.
وتعتبر شربات “ميخي” علامة مسجلة باسم سكان المنطقة، وبالنسبة لهم فهي ذات مرجعية تاريخية حيث رافقتهم لحقب زمنية طويلة، ولذلك من المستحيل غيابها على مائدة الإفطار.
اكتست شربات “ميخي” شهرة محلية نظراً لمذاقها الأصلي الطبيعي المصنوع من الليمون، حيث يؤكد محمد 34 سنة أن عصير الشربات أحد أساسيات المائدة الرمضانية البليدية، وتُعتبر مرجعية لأهل المنطقة المعروفة بزراعة الحمضيات.
ويقول كثير من الزبائن إنّ “الشربات” الأصلية التي يصنعها قدماء المهنة، لها مذاق لا يقاوم لكونها من مواد طبيعية خالصة، إذ تحضر عن طريق مزج الحليب وعصارة الليمون الطبيعي والسكر وماء الزهر أو “الفانيلا”.
تحذيرات
وسط التهافت على الشربات في شهر رمضان، تحذر عدة منظمات مدنية من استهلاكها نظراً لعملية الغش التي باتت تصاحب عملية تحضيرها، ودعت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك المواطنين بالابتعاد عن “الشاربات” والاعتماد على العصائر التي تُحضر منزليا، مؤكدة بأنها سامة ومسرطنة.
ونشرت المنظمة عبر حسابها على فيسبوك صورا كثيرة لمعشوقة الجزائريين خلال الشهر الفضيل مرفقة بتوضيح للدكتور محمد تناني: “هذه ليست مساحيق ومواد لتنظيف الأرضية من البقع الصعبة وتطهير المنزل.. هذه هي الشاربات بعدة ألوان”.
وترى المنظمة أن الأخطر من ذلك هو القارورات البلاستيكية التي توضع فيها ويجهل مصدرها وأحياناً تكون معبأة في أكياس بلاستيكية”.
ودعت حماية المستهلك الجزائرية، إلى شراء حبات من الليمون وعصرها لتكون مشروباً أحسن من استهلاك الشاربات التي تباع في الشوارع دون مراعاة لأي شروط النظافة.
ويقول أطباء تغذية إنّ تعريض “الشربات” المعبأة في أكياس البلاستيك لأشعة الشمس لوقت طويل، يساعد على تكاثر الميكروبات، سواء البكتيريا أم الفطريات والتي بدورها تعمل على تنامي نوع من الجراثيم تسمى الليستيريا.
أصول قديمة
وترجع بعض المصادر التاريخية “الشربات” إلى القرن التاسع الميلادي في العهد الإسلامي، والتي كانت تسمى وقتها بـ “الشربة” أو “الشريبة” وكانت لها دواعي استعمال كثيرة ما عدا إطفاء عطش الظمآن، كمداواة الحمى ونقص الشهية. وفي القرن 11 الميلادي، ظهر في الأندلس كتاب “الشربات” الذي كان يضم وصفات تحضيرها، وأيضاً العجائن المخمرة والمربى. وانتشرت هذه الوصفات المنعشة في كامل أرجاء أوروبا.