وغوتا / PNN – بحث الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، مع مدير عام العلاقات الدولية في وزارة الثقافة الكولومبية إيهاندرا لونا، سياقات التعاون الثقافي بما يخدم المشهد الإبداعي بين البلدين، بحضور سفير فلسطين لدى كولومبيا رؤوف المالكي.
وسلط السوداني خلال اللقاء الذي جرى في وزارة الثقافة الكولومبية، الضوء على معاناة الكتاب والأدباء في فلسطين، وتحديدا الكتاب والأدباء في قطاع غزة الذين يتعرضون يوميا لويلات وغوائل جرائم ومجازر الإحتلال، ويواصلون ثباتهم وصمودهم الأسطوري، وهم يؤسسون لفضاء جديد للكتابة والأدب.
وأكد السوداني أهمية تشكيل الجبهة الثقافية العالمية لدعم فلسطين، التي تشكل دول أميركا اللاتينية أساسا ثابتا لهذه الجبهة للضغط على الاحتلال وداعميه في العالم لوقف حرب الإبادة على غزة ورفع الحصار عن شعبنا.
وشدد على إستعداد الاتحاد العام للكتاب للمساعدة في إعداد أنطولوجيا شعرية لشعراء غزة، فهم الأولوية التي علينا جميعا الاشتغال لتقديم نصوصهم الإبداعية للعالم وهم يخوضون ملحمة الصمود والبقاء ويواجهون أدوات المحو والشطب الاحتلالي.
من جهتها، أوضحت لونا تعليمات وزير الثقافة الكولومبي بالتأكيد على دعم وإسناد القضية الفلسطينية وثقافتها المقاومة، مشددة على أن الوزارة على جاهزية لتقديم كل ما من شأنه تعزيز صمود الكتاب والأدباء، وتحديدا في غزة.
وأعلنت إستعداد الوزارة لطباعة أنطولوجيا لشعراء غزة بالتشارك مع شعراء كولومبيين كتبوا نصوصا عن غزة ومعاناة أهلها الذين يتعرضون للإبادة الجماعية، وأن الوزارة منفتحة على كل آفاق التعاون المشترك مع كتاب فلسطين.
بدوره، أكد السفير المالكي أهمية التبادل الثقافي بين البلدين، وشرح التعديات على المشهد الثقافي في غزة وعموم فلسطين، وأن ما تتعرض له غزة والضفة الغربية وتهويد القدس يستدعي من أحرار العالم فضح جرائم الإحتلال المستمرة لإغتيال القضية الفلسطينية، ووجوب تثبيت الثقافة الفلسطينية التي تواجه رواية الإحتلال الزائفة.
وفي سياق متصل، أحيا السفير المالكي والشاعر السوداني ندوة ثقافية وشعرية مع نخبة من الكتاب والأدباء وفواعل الثقافة في العاصمة بوغوتا، الذين يؤكدون مواقفهم الثابتة من دعم وإسناد فلسطين وفضح رواية المحتل الإجرامية، حيث إستعرض المالكي ما تتعرض له فلسطين من إستباحة على صعيد الهوية والتاريخ والتراث وتحديدا في قطاع غزة، ومحاولة الإحتلال إغتيال الفكرة الفلسطينية وإقتلاع جذور ثقافة فلسطين.
وقدم السوداني تعريفا بمسيرة الإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين منذ التأسيس حتى اللحظة، وما قدمه الإتحاد من شهداء خلال مسيرة الثورة وما زال حتى إغتيال المفكر وليد دقة وإحتجاز جثمانه، عبورا بكل المحطات الثقافية التي قدم فيها كتاب فلسطين أرواحهم وهم يكتبون بحناء دمهم كتاب البطولة والصمود.
وشرح كيف بقي جثمان عضو الأمانة العامة للإتحاد الشاعر سليم النفار وعائلته وأخيه وعائلته حتى اللحظة تحت الأنقاض، وكذلك الأطفال الأربعة للشاعرة آلاء القطراوي الذين بقوا تحت الردم، وهذه نماذج صادمة عن وحشية الإحتلال وإستهدافاته.
وختم السوداني بقصائد عن غزة وفلسطين بالعربية، فيما ألقى شعراء من كولومبيا الأشعار ذاتها بالإسبانية، وقدم الحضور مداخلات دعما لفلسطين والثقافة الفلسطينية.