بيت لحم /PNN / نجيب فراج – سؤال يتكرر من قبل جموع المواطنين الفلسطينيين والمراقبين والنشطاء على وجه الخصوص ويتمحور حول ماالذي يحدث في الضفة الغربية جراء العدوان الاسرائيلي المتكرر على الضفة وتصاعد بشكل ملحوظ منذ السابع من اكتوبر الماضي حيث تستبيح قوات الاحتلال وكعادتها كل المدن والقرى والبلدات والمخيمات بشكل يومي من شمال الضفة وجنوبها بما فيها مدينة القدس.
وكانت قوات الاحتلال وعبر حكومة لابيد السابقة كانت قد اعلنت عن انطلاق ما اسمته موجة كسر الامواج وذلك مع بداية العام 2022 وتبنتها فيما بعد حكومة نتنياهو وتمركزت هذه الحملة بالتحديد في مناطق شمال الضفة الغربية وبالتحديد في نابلس وجنين وامتدت الى محافظة طولكرم وانتاب هذه الحملة على مدى العامين الماضيين ما بين الصعود والنزول لدرجة ان مصطلح كسر الامواج غاب في وسائل الاعلام ما قبل السابع من اكتوبر رغم استخدام وسائل قتالية لم تستخدمها اسرائيل منذ انتهاء انتفاضة الاقصى ومن بينها قصف بالمسيرات واحيانا بالمروحيات كما حدث في مدينة جنين ومخيمها في شهر تموز الماضي.
ولم تكن بعيدة الضفة الغربية عن الحرب التي شنتها اسرائيل في السابع من اكتوبر على قطاع غزة ليكون ذلك دليل واضح ان الحرب هي على الشعب الفلسطيني برمته كما يقول اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي ويؤكد في حديث مع مراسل”القدس” ان الاستباحة لمدن الضفة الغربية اصبحت شاملة وتتعمد قوات الاحتلال من دخول كل المدن تقريبا والمواقع الاخرى في كل ليلة من شمال الضفة وجنوبها واكثر ما هو ملاحظ ان المخيمات في مقدمة الاهداف كما حصل في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس فجر اليوم لترتكب اسرائيل مجزرة فيه حيث قتلت ستة شبان وفتية وهو من بين المواقع الذي ظل بعيدا عن مركز الاحداث ما قبل عملية طوفان الاقصى وهناك مواقع من البلدات والقرى لم تدخلها هذه القوات على مدى العامين الماضيين واليوم في بعض الاحيان يدخلونها مرتين في اليوم، واصبحت الاقتحامات ايضا في النهار وازداد عدد الشهداء بشكل كبير اذ لا يمر يوما بدون ان تشهد الضفة الغربية من تشييع الشهداء اضافة الى حملات الاعتقال المتضاعفة وقد بلغ عدد المعتقلين فقط منذ السابع من اكتوبر الماضي الى نحو 3500 اسير واسيرة، ومما هو ملاحظ ايضا انه لا توجد اي عمليات اقتحام للضفة الغربية الا وترافق القوات المحتلة جرافات عسكرية ضخمة لتقوم هذه الجرافات بتجريف الشوارع والطرقات والبنى التحتية ومعالم كصروح الشهداء اومعالم اقامتها البلديات لتجميل المدن وهذا تعدى ما حصل في جنين ومخيمها وفي طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم بل حصلت عمليات تجريف في نابلس وبيت لحم والخليل ورام الله وقلقيلية ، ومن الملاحظ ان عمليات التجريف طالت طرقا وتم تخريبها بين المحافظات وكان هذه الجرافات تعمل على تغيير معالم ما تبقى من الضفة الغربية لنكتشف ان هناك مخطط جهنمي لهذه الاراضي لا احد يستطيع ان يتكهن مهايته ولكن ما قبل السابع من اكتوبر ليس كما بعده بالتأكيد وكل ذلك مرتبط بنتائح الحرب البربرية على قطاع غزة.
من جانبه قال الناشط المحامي فريد الاطرش ان ما يحدث في الضفة الغربية خطير للغاية ونحن نشاهد عزل للمناطق عن بعضها البعض فلم تعد الطرق مفتوحة بين المحافظات المختلفة التي يتم اغلاق كل محافظة عن بعضها البعض وهناك تغييب شامل لدور السلطة الفلسطينية التي تقوم سلطات الاحتلال بالتضييق عليها سواءا في تحديد مبزانيتها وخصم ما هو مخصص من ميزانية قطاع غزة اضافة الى تجفيف موارد اخرى لدرجة ان الموظفين التابعين للسلطة لم يتلقوا رواتبهم بالكامل مع احتمال ان تغيب في قادم المرحلة المقبلة، اضافة الى ما نشاهده من تقويض لدور هذه السلطة والتهديدات الاسرائيلية التي لا تتوقف بحقها لدرجة ان ظاهرة كنا نشاهدها في الماضي لم نعد نشاهدها ومن بينها مثلا عدم تمكن السلطة من تنظيم جنازات عسكرية للشهداء كما كان سابقا.
واضاف الاطرش انه من بين التغيير الذي يجري على الارض ويتكثف باستمرار هو توسيع المخطط الاستيطاني واقدام الحكومة الاسرائيلية ومن خلال الوزير الفاشي بن غفير على انشاء ميليشات مسلحة للمستوطنين ليتجولوا في الضفة الغربية وهناك خطة لتوزيع نحو 250 الف قطعة سلاح وقد تسلح في الضفة عمليا نحو 60 الف مستوطن لتكون الحالة بالفعل دولة للمستوطنين داخل الدولة وكل هذه الممارسات تهدف بالتأكيد الى انتشار حالة الهجرة وان كانت ليست جماعية في المرحلة الاولى ولكن التهجير هو مخطط صهيوني لم ينفك من تنفيذه منذ اقامة دولة الكيان العبري ومع ذلك نقول ان كل ذلك مرتبط بنتائج الحرب على غزة وكلنا امل في ان المقاومة هناك ستنتصر وبالتالي سوف تضع حدا لمخططات الاحتلال الضهيوني والنصر ما هو الا ساعة صبر.