[[{“value”:”
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام
خلصت ورقة معلومات صادرة عن مؤسسة القدس الدولية إلى أنّ طقس “السجود الملحمي” الذي يؤديه المستوطنون في الأقصى وعند أبوابه هو طقس ديني معاصر استُحدث خصيصًا لتغيير هوية المسجد الأقصى وبالارتكاز لعناصر توراتية سابقة، تمامًا كما استُحدثت أسطورة “إسرائيل” بأسرها، وهو نسخة الصهيونية المعاصرة التي تجعل التدين أداة استعمار وإبادة.
ووفق الورقة الصادرة تحت عنوان “السجود الملحمي: اختراع استعماري للطقوس” والتي أعدها الباحث المتخصص في الشأن المقدسي زياد ابحيص، ثمّة ثلاثة أنواع من السجود وفق التعاليم التوراتية، الأول هو الانحناء أثناء الوقوف، والثاني هو وضع الركب على الأرض وملامسة الوجه للأرض، فيما الثالث هو “السجود الملحمي” الذي يعدّ أعظم أشكال السجود.
وتبين الورقة أنّ عدة مراجع توراتية تتفق على ثلاثة أمور أساسية تتعلق بالسجود بأنواعه الثلاثة: الأمر الأول هو أنّ السجود مطلوب وفق التعاليم في ثلاثة أيام محددة هي رأس السنة العبرية بيَوميه إضافة إلى يوم الغفران، وأنه ليس مطلوبًا في الصلوات اليومية أو في طقوس أي عيدٍ آخر، والأمر الثاني هو أن السجود طقس ديني مندثر لم يعد قائمًا في الممارسة اليهودية الحالية، ويعود اندثاره إلى العهد الروماني وهدم الهيكل المزعوم، أما الأمر الثالث فهو أنّه ممنوع على الحجارة لأنها مادة تصنع منها الأوثان، والتوجه لها بالصلاة يتناقض مع الطبيعة التوحيدية لليهودية، إلا في “الهيكل” باعتباره بيت الرب الذي تحل فيه روحه وفق الرؤية التوراتية الحلوليّة.
وبناء على ذلك، تقول الورقة إن أداء السجود بشكله الحالي الجماعي والمفتوح في كلّ أوقات السنة، كما تحاول “جماعات الهيكل” فرضه، لم يكن قائمًا في أي حقبة تاريخية ولا حتى في الممارسة الدينية التي وصفتها التوراة في الهيكل المزعوم، وإننا اليوم نشهد عمليًا استحداث طقسٍ ديني جديد غايته المركزية الدلالة على التعامل مع المسجد الأقصى وكأنه الهيكل، بإحياء طقسٍ ديني مختصّ به، وأدائه على حجارته، وهنا يمسي التكرار والأداء الجماعي من دون مناسبة دينية من ضرورات الغاية الجديدة لهذا الطقس المستحدث، أي توظيفه لتغيير هوية المسجد الأقصى.
لمطالعة الورقة كاملة:
“}]]