بيت لحم/PNN– حذرت دراسة علمية جديدة من أن الدببة القطبية معرضة لخطر الانقراض بشكل أكبر من أي وقت مضى، حيث من غير المرجح أن تتكيف مع فصول الصيف الطويلة في القطب الشمالي والتي تسبب بها التغير المناخي الذي تشهده الكرة الأرضية.
وقال العلماء إنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه المفترس العملاق عالقا على الأرض وبعيدا عن الجليد البحري، زاد خطر المجاعة.
وتعيش الدببة القطبية في مناطق القطب الشمالي مثل كندا وألاسكا وروسيا وغرينلاند والنرويج، إذ يقضي الدب القطبي معظم وقته على الجليد البحري، حيث يصطاد الفقمات، ويستريح، ويتكاثر، ويعتني بصغاره.
وقال الدراسة التي نشرت نتائجها جريدة “دايلي ميل” البريطانية، واطلعت عليها “القدس العربي” إنه خلال ثلاثة أسابيع صيفية، جرب 20 دبا قطبيا تمت مراقبتهم عن كثب من قبل العلماء طرقاً مختلفة للحفاظ على احتياطيات الطاقة، بما في ذلك الراحة والبحث عن الطعام. ومع ذلك، فقد جميعهم تقريباً الوزن بسرعة، حيث في المتوسط يفقد الدب حوالي 2.2 رطل يومياً، وفقاً لنتائج الدراسة.
وتكهن بعض الخبراء بأن الدببة القطبية قد تتكيف مع المواسم الأطول الخالية من الجليد بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال التصرف مثل أقاربها من الدببة الرمادية وإما الراحة أو تناول الطعام الأرضي. لكن الدببة القطبية في الدراسة الجديدة جربت نسخاً من كلتا الاستراتيجيتين، دون نجاح يذكر.
وقال الدكتور تشارلز روبنز، المؤلف المشارك في الدراسة، ومدير مركز الدب بجامعة ولاية واشنطن: “لن تسمح أي من الاستراتيجيتين للدببة القطبية بالوجود على الأرض بعد فترة زمنية معينة”. وأضاف: “حتى تلك الدببة التي كانت تبحث عن الطعام فقدت وزن جسمها بنفس معدل تلك التي استلقيت”.
وتابع: “الدببة القطبية ليست دببة رمادية ترتدي معاطف بيضاء.. إنهم مختلفون جداً” وعادة ما تكون الدببة القطبية الذكور أكبر من الدببة الرمادية، ويمكن أن يصل طولها إلى 10 أقدام وتزن 1500 رطل (680 كيلوغراماً) مقارنة بالدببة الرمادية التي يبلغ طولها ثمانية أقدام و800 رطل (363 كيلوغراماً).
وللحفاظ على حجمها، تعتمد الدببة القطبية على الدهون الغنية بالطاقة الموجودة في الفقمات، والتي من الأفضل أن تصطادها على الجليد.
ولم يكن يُعرف سوى القليل عن استهلاك الدب القطبي للطاقة وسلوكه عندما يكون محصوراً في الأرض، لذلك استخدم الباحثون أطواقاً مزودة بكاميرات فيديو ونظام تحديد المواقع العالمي “GPS” لتتبعهم أثناء قضاء الصيف في منطقة خليج هدسون الغربية في مانيتوبا في كندا.
وأراد الفريق البحثي أن يرى ما أكله صائدو الجليد المتخصصون وماذا فعلوا خلال الفترة الممتدة على الأرض عندما كانت فرائسهم المفضلة بعيدة المنال.
وقام الباحثون أيضاً بوزن الدببة قبل فترة المراقبة وبعدها، وقاموا بقياس إنفاقها على الطاقة.
وقال مؤلف الدراسة الرئيس الدكتور أنتوني باجانو، عالم الأحياء في الحياة البرية في برنامج أبحاث الدب القطبي للمسح الجيولوجي الأمريكي: “لقد وجدنا تنوعاً حقيقياً في سلوكيات الدببة، ونتيجة لذلك، رأينا مجموعة متنوعة من نفقات الطاقة”.
وقال إن العديد من ذكور الدببة القطبية البالغة تستلقي ببساطة للحفاظ على الطاقة، وحرق السعرات الحرارية بمعدلات مماثلة للسبات الشتوي. وبحث آخرون بنشاط عن الطعام، وتناولوا جثث الطيور والكاريبو بالإضافة إلى التوت وعشب البحر والأعشاب.
وبشكل عام، وجد الباحثون نطاقاً يبلغ خمسة أضعاف استهلاك الطاقة من الذكر البالغ الذي يستريح بنسبة 98 في المئة من الوقت مقارنة بالأكثر نشاطاً الذي قطع مسافة 205 أميال (330 كيلومتراً).
وأمضت بعض الإناث البالغات ما يصل إلى 40 في المئة من وقتهن في البحث عن الطعام، لكن الباحثين وجدوا أن كل هذا النشاط لم يؤتِ ثماره. وقال الدكتور باجانو: “إن الأطعمة الأرضية أعطتهم بعض الفوائد الحيوية، ولكن في النهاية، كان على الدببة أن تنفق المزيد من الطاقة للوصول إلى تلك الموارد”. وانطلقت ثلاثة دببة قطبية للسباحة لفترة طويلة، حيث سبح أحدهم مسافة 175 كيلومتراً (حوالي 110 أميال) عبر الخليج.
وتم العثور على جثتين في الماء لكن لم يستطع أي من الدببة أن يتغذى على اكتشافاتهم أثناء السباحة أو إعادتها إلى الأرض. واكتسب دب واحد فقط من بين العشرين وزناً بعد أن عثر على حيوان ثديي بحري ميت على الأرض.
وركزت الدراسة على أقصى جنوب نطاق الدببة القطبية في خليج هدسون الغربي، حيث من المحتمل أن يؤثر الاحترار المناخي على الدببة بمعدل أسرع من مناطق القطب الشمالي الأخرى.
وقد انخفض عدد الدببة القطبية في المنطقة بنسبة تقدر بنحو 30 في المئة منذ عام 1987.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الدببة القطبية عبر القطب الشمالي معرضة لخطر المجاعة مع استمرار نمو الفترة الخالية من الجليد.
وقال الدكتور باجانو: “بما أن الدببة القطبية تضطر إلى الهبوط في وقت مبكر على الأرض، فإن ذلك يقطع الفترة التي تكتسب فيها عادة غالبية الطاقة التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة”.
وأضاف: “مع زيادة استخدام الأراضي، من المتوقع أن نشهد على الأرجح زيادات في المجاعة، خاصة بين المراهقين والإناث اللواتي لديهن أبناء”.