[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
منذ السابع من أكتوبر وصورة دولة الاحتلال و”الجيش الذي لا يُقهر” تتهاوى وتتبدد بشكلٍ متواصلٍ، فتآكلت قوة الردع وتحولت الكذبة الأسطورية عن ذلك الوهم إلى “نمرٍ من ورق”، وبحقائق المقاومة وتفوقها الاستخباري بحرب العقول والتكنولوجيا – لا سيما بعد نشر حزب الله لفيديو الهدهد – تداعى واحترق.
فأصبحت “القوة النووية” أضحوكة في المنطقة والعالم وفق آراء المعلقين والمحللين العسكرييين الإسرائليين أنفسهم، الذين يؤكدون في تصريحاتهم على كل ما سبق، وهم يرون بأنّ ورقة التوت سقطت عن عورة دولتهم، التي أصبحت آيلة للسقوط والاندثار؛ بسبب ما تواجهه من تهديدٍ وجوديٍ زاد في جبهتهم الداخلية الرعب والأرق، وهم بذلك كما قال عنهم الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة أنهم أوهى من بيت العنكبوت، وقد صدق.
ولم تكد تستفيق دولة الاحتلال من ضربة الهدهد الإستراتيجية التي وجهها حزب الله لها، حتى تلقت صفعة أخرى بغلاف غزة، حيث قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد انفجار طائرة مسيرة أطلقت من قطاع غزة في مستوطنات الغلاف جنوبي القطاع.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأن الطائرة المسيرة التي تسللت من قطاع غزة نحو مستوطنات الغلاف هي الأولى منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
الخديعة الكبرى
يقول “رونين برغمان” المحلل السياسي والعسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تعليقه على فيديو الهدهد الذي نشره حزب الله: “طوال العقود الماضية خدعتنا الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عندما قالوا إننا رقم واحد في الامن في منطقة الشرق الأوسط”.
ويضيف برغمان بالقول:”تبين اننا منذ 8 شهور ونحن مجرد اضحوكة سواء ما جرى يوم 7 أكتوبر عندما اقتحموا حدودنا بالدراجات النارية وسيارات الدفع الرباعي، أو ما جرى اليوم في فيديو حزب الله عندما علمنا أن كل المواقع العسكرية السرية في إسرائيل مكشوفة”.
هدهد لردع الاحتلال
وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة إن مقطع الفيديو الذي نشره حزب الله اللبناني يأتي في إطار الحرب النفسية لمنع سيناريو الذهاب إلى الحرب الشاملة مع إسرائيل.
وبين السبايلة في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام أن حزب الله بدأ يستشعر بالمنحى الآخر الأكثر جديّة لإمكانية انتقال جيش الاحتلال لعملية عسكرية موسعة في جنوب لبنان تركز على ضرب جميع الأهداف التابعة للحزب.
ونوه إلى أنّ الفيديو الذي عرض مواقع حساسة تابعة للجيش الاسرائيلي يمثل تهديدًا بالدرجة الأولى للجبهة الداخلية الإسرائيلية والمستوطنين الذين بدأوا يعانون من فكرة طول أمد الحرب.
ولفت إلى أن “مسيّرة الهدهد” عرضت بنك أهداف “اسرائيل” وبطرق اختراقية لتقول لحكومة نتنياهو أن خيار الحرب الشاملة مع لبنان لن يكون سهلًا وسيكون له كلفة كبيرة.
انتهاء استعمار الاحتلال للسماء
من جانبه علق الكاتب والمحلل السياسي خالد عودةالله، على فيديو الهدهد بالقول: إنّ ١٠٠ عام من استعمار السماء تصل إلى نهايتها أمام أعيننا، وللمفارقة في المنطقة العربية ذاتها التي شهدت ولادة القصف الجوي وعقيدة الهيمنة على الأرض بالسيطرة على السماء.
وتابع بالقول: قبل سنوات ليست بالطويلة أعلن منظرو الحروب الجوية الاستعمارية بأن تكنولوجيا المراقبة والقتل من الجو وصلت أخيراً إلى ما يشبه “القدرة الإلهية”: كلية المعرفة كلية الحضور، تحكم بالموت والحياة على من هم تحتها.. ولا غالب إلا الله.
ويشارك الكاتب والخبير بالشأن العبري عزام أبو العدس الرأي السابق بالقول: إن حزب الله يقول لإسرائيل انتم مكشوفون وزمن السيطرة على السماء قد انتهى.
واعتبر أبو العدس أنّ هذا الفيديو إذلال لمنظومة الدفاع الجوي والاستخبارات والجيش كونه اتى في وقت يعاني فيه الجيش من تراجع شعبيته في إسرائيل وكان حزب الله يريد ان يقول للمواطن الإسرائيلي: لا يوجد من يحميكم “.
تهاوي نظرية الردع الصهيونية
أما الكاتب داود سليمان فيقول: أعاد نشر حزب الله مشاهد استطلاع جوي -لمناطق (شمال إسرائيل) وميناء حيفا تحت عنوان “تحت عنوان هذا ما رجع به الهدهد” طرْح السؤال الأبدي الذي رافق إسرائيل منذ قيامها عام 1948 بشأن الردع واعتباره حجر الزاوية في المفهوم الأمني الإسرائيلي، إذ كانت إسرائيل ولا تزال ترتكز في عقيدتها الأمنية على 3 عناصر: الردع والإنذار والحسم، بحسب الجزيرة نت.
ووفقا للعديد من المحللين لهذا الشأن فإن ما بثه حزب الله “يحمل رسائل أمنية، سياسية، عسكرية، اقتصادية”.
ويقول سليمان: وكأن أهم رسالة وجهتها تلك المشاهد كشف نوايا حزب الله والتي يمكن أن تردع إسرائيل “إلى حد بعيد” فهذا الحدث يعد “بمثابة تحول نوعي” في المواجهة بين الطرفين.
حزب الله وساعة الصفر
من جانبه أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد القيق: أن فيديو الهدهد يعني أن حزب الله وجه لدولة الاحتلال صواريخ دقيقة انتظارا لساعة الصفر، وأنه أيضا قادرا أن يقصف مركبات سموتريتش وبن غفير ونتنياهو وغالانت وغانتس ويغتالهم بسهولة”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن رسالة حزب الله تقول: “زمن وعهد الهزائم ولى وأن تل أبيب ستحرق إذا ما حرقت بيروت”، وفقا لقدس برس.
أهمية الهدهد عسكريًا
أما الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم الفلاحي، فيرى أنّ أهمية الفيديو الذي بثه حزب الله تكمن في: الدقة الفنية، والقدرة الاستخبارية التي تظهر بنك المعلومات الاستخباري لحزب الله، وهذا أمر غير مسبوق، وأنّ المواجهة العسكرية مع الحزب ستكون كبيرة ومؤثرة ومؤلمة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، والتوقيت، إذ جاء الفيديو في توقيت مهم جدا، خاصة لحزب الله، في ظل التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان لدفع مقاتلي الحزب إلى خلف نهر الليطاني.
ويرى الفلاحي اهم رسالة بأن هذه المواجهة تنتقل من المستويين التكتيكي والتعبوي إلى المستوى الإستراتيجي مباشرة، وهذه نقلة كبيرة جدا في المواجهة عندما يتم تصوير أهداف في العمق الإسرائيلي بهذه الدقة وبهذه الإحداثيات الدقيقة وبهذه المديات، بحسب الجزيرة نت.
ردة فعل المجتمع الإسرائيلي
وحول آثار الفيديو على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، قال الباحث في مركز “مدى الكرمل” مهند مصطفى، إنّ ما جرى أثار رعبًا وغضبًا في المجتمع الإسرائيلي، بعد أن أقنعت تل أبيب مجتمعها بأنها الوحيدة التي تملك المعلومات الاستخباراتية عن أعدائها، بحسب “العربي”.
وأشار إلى أن ما بثه حزب الله يشير إلى أن هذه المواجهة ستكون خطيرة جدًا على المجتمع الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الفيديو سيكبح جماح تأييد الحرب الشاملة مع حزب الله التي أظهرتها استطلاعات الرأي في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لأنه يكشف لهذا المجتمع أنه أمام خصم يعرف عنه كل شيء.
“}]]